الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العربية ترد على المتطرفين ... المجتمع الاسلامي ليس للرجال فقط

ابراهيم علاء الدين

2008 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ردا على الفكر الطالباني المتطرف الاقصائي للمرأة، وشيوخ وعلماء الافتاء بزواج الرضيعة وارضاع الكبير وانصار الانواع المتعددة من الزواج، والحجر على النساء، وحرمانها حقها بالحياة الا اذا قبلت بان تكون خادمة في المطبخ مربية للاطفال، ملفعة بالجلباب الاسود، وألا ترى الدنيا الا بعين واحدة، ومن خلف ستار، ردا على كل هؤلاء قالت المراة العربية في مؤتمر عقد امس في الكويت اننا سنلجأ الى المحاكم الدولية لنيل حقوقنا التي يصر البعض على حرماننا منها.
واجمعت شخصيات نسائية بارزة من الكويت ومصر والسودان وعمان واليمن وقطر على ان المجتمع الاسلامي ليس مجتمع رجال، وان الدين الاسلامي انصف المراة كما انصف الرجل، وانه ساوى بينهما في كافة المجالات والميادين، وحملهما سويا مسؤولية بناء الانسان والاوطان.

وشهدت الجلسة النقاشية الاولى من مؤتمر "المرأة .. الواقع والمستقبل" طرحا قويا وبصوت عال من مجموعة من النساء العربيات ليؤكد على ان المراة العربية مصممة على نيل حقوقها وانها لن تظل صامتة امام حرمانها من بعض الحقوق القانونية مثل سلك النيابة العامة والقضاء كما قالت المحامية امام محكمة التمييز والمحكمة الدستورية العليا بالكويت سلمى العجمي التي اضافت " ان المرأة في الكويت وبعض البلدان العربية محرومة من عدد من الحقوق القانونية مثل دخول سلك النيابة العامة والقضاء، محذرة من لجوء النساء الى المحاكم الدستورية العالمية لأخذ هذه الحقوق.

وأعربت عن خشيتها على تلك الدول من أن «يأتيها القرار من فوق» مؤكدة جاهزية المرأة لمنصب القاضية"
مؤكدة على "ان المرأة في انتظار هذا القرار السياسي وهو المساواة بين الجنسين، مؤكدة انه لا توجد مرجعية قانونية وشرعية تمنع هذا القرار".
وشددت " على ان الاسلام كفل المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية باعتبارها مبادئ إنسانية لا تمنع من ان تتولى المرأة القضاء، خاصة ان المرأة ليست طارئة على هذه المهنة ".

وفي تاكيد على دور المراة في بناء الاوطان واهمية مساهمتها في تقدم المجتمع الانساني قالت استاذة الفقه المقارن الاسلامي في جامعة الازهر الدكتورة سعاد صالح ان حقوق المرأة مسالة على درجة كبيرة من الاهمية لأن تقدم المجتمعات الانسانية ونموها يعتمد على جهد جميع افراده المجتمع برجاله ونسائه ، وان جميع الحقوق التي تطالب بها المرأة في البلاد الاسلامية تقوم على اساس انها اقرت في الشريعة الاسلامية منذ 14 قرنا.

واكدت الدكتورة سعاد صالح على ان المجتمع الاسلامي ليس مجتمع الرجال وحدهم ولا هو المجتمع الذي يفرض عزلة قهرية على نسائه بل ان مبدأ المشاركة بين الرجال والنساء في المجتمع الاسلامي مقرر بنصوص ثابتة وواضحة في الشريعة الاسلامية.

وفي ذات السياق اكدت استاذة الفلسفة الاسلامية والعقيدة في جامعة الازهر الدكتورة آمنة نصير عدالة التشريع الاسلامي لواقع الانسان سواء كان رجلا او امرأة، واستشهدت على ذلك بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة.

وشددت الاستاذه آمنة على ان المنهج الاسلامي مليء وحافل بالنصوص التي توضح وتبين ان ما يكلف به الرجل تكلف به المرأة من مسؤوليات في جميع ميادين العمل السياسي، ولا فرق بينهما في الجزاء.

وفيما تحدثت القاضية في محكمة الاستئناف العليا في السودان ناهد عاطف اسماعيل حول موقف الشريعة الاسلامية من تولي المرأة لمنصب القضاء والجدل الفقهي والقانوني حوله، وبينت أن تولي المرأة للقضاء امر اجتهادي فقهي.

فقد قالت مستشارة الرئيس السوداني فريدة ابراهيم احمد ان نجاح المراة السودانية في اداء عملها في كافة المواقع التي تبوأتها في سلك القضاء كمستشارة قانونية في جميع درجات الوظائف وما يعادلها في الهيئة القضائية يدحض جميع الحجج التي يقول بها المتشككون في قدرات المرأة على تولي المناصب في النيابة العامة.
اما السيدة العمانية ميساء الرقيشة وكيل ادعاء ثان فقد اكدت على ان القضاء ليس كائنا ذكوريا بل هو وسيلة بشرية لممارسة العدل.

وقالت ان المرأة العمانية تتمتع بحقوقها القضائية على قدم المساواة مع الرجل دونما تمييز او مفاضلة، لافتة الى ان المرأة العمانية قد اسهمت اسهاما فاعلا في الادعاء العام بسلطنة عمان.

وعلى ذات النهج الذي يؤكد على حق المراة في تولي ارفع المناصب الهيئة القضائية قالت رئيسة نيابة الاحداث وكيلة نيابة اولى بالنيابة العامة في قطر الدكتورة مريم الجابر ان ايمان القيادة القطرية بحقوق المراة ومساواتها بالرجل جعلها "تحصل على منصب قاضية على طبق من الماس"، واكدت على ان الطريق ممهد للمرأة القطرية للدخول في سلك النيابة.
واستعرضت المحامية راقية حمدان التجربة اليمنية في القضاء، حيث بينت ان 49% من القضاة في اليمن من النساء، واكدت ايضا على جدارة المراة اليمنية بتولي ارفع المناصب وقدرتها على تادية مهمامها بنجاح.

اما السيدة عائشة الرشيد من الكويت رئيسة الجهة المنظمة للمؤتمر فقالت "ان هناك من يقف في وجه المرأة من ممثلي الاسلام السياسي، متسائلة عن كيفية الرد على من يمنع حق القضاء عن المرأة، داعية رجال الدين الحقيقيين الى انصاف المرأة واعطائها حقوقها في التقاضي والنيابة العامة".

واكد رئيس اللجنة الدينية في مجلس الشعب المصري د. احمد عمر هاشم في الجلسة الثانية للمؤتمر التي حملت عنوان «المرأة والولاية العامة.. رؤية إسلامية». على ان الاسلام اعطى المرأة جميع حقوقها كاملة وغير منقوصة، كما شرع الحقوق والواجبات التي تكفل الامان والاستقرار للاسرة، موضحا ان القرآن الكريم نص على ان للمرأة حقوقا موازية للرجل ولا فرق بينهما.

وبين ان الاسلام اعطى حقوقا للمرأة في جميع اوجه الحياة وكذلك في الميراث والمهر والنفقة والمسكن وجميع الحقوق الاخرى كالتعليم والتملك والبيع والشراء، مؤكدا ان الاسلام حفظ للمرأة كرامتها وعفافها من دون امتهان.
ولفت هاشم إلى ان هناك من الأئمة من اجاز للمرأة الولاية العامة، ومنهم من منعها، ومنهم من اجازها في غير الحدود والقصاص ورئاسة الدولة.

ولا يستطيع ادعياء الحجر على المراة من اتباع الاتجاه الطالباني المتزمت ومن دعاة العودة الى الزمن الغابر، ان يدعي ان هؤلاء السيدات علمانيات كفرة، وانهن اعداء الله ورسوله أو انهن اعداء الاسلام والمسلمين، فمواقفهن استندت الى الايات القرانية والاحاديث النبوية وبحضور اساتذة فقه من الازهر الشريف، وكلهن من الخبرات المشهود لها ، وممن يتحملن مسؤوليات فعلية في النيابة والقضاء وخبيرات في القانون.
فهل سيخرج علينا بعض ادعياء الدين المتشدقين المسكونين بالتطرف والهواجس الجنسية، ليقول ان هؤلاء النسوة يرتكبن المعصية، ويتجاوزن الحدود، وان مكانهن في المطبخ ، ومسؤوليتهن تنحصر بتلبية رغبات ونزوات ازواجهن، وانه لا يحق لهن قيادة السيارة او يخرجن الى السوق الا ومعهن محرما؟.

ان الصوت العالي والتصميم الذي بدا في حديث السيدات العربيات المسلمات في هذا المؤتمر يؤكد ان المراة العربية في طريقها للخروج من عباءة الرجال الطالبانيين، الماضويين، انصار ما قبل التاريخ، وانها سوف تشق عصا الطاعة والخضوع للقهر الذي ترزح تحته منذ قرون عديدة، وانها في طريقها نحو ترسيخ وتعزيز وجودها في المجتمع العربي، لتنهض بدورها وهي نصف المجتمع في بناء بلادنا ونهضتها وعزتها.
وبالتاكيد سوف تتوارى والى الابد كافة الاطروحات والافكار والقوى التي ما فتئت تهمش المراة وتعزلها وتضطهدها، وتزدري قدراتها واماكاناتها، وتمتهن عقلها وذكائها.
فالى الامام ايتها السيدات ، والى المزيد من النجاح ، فبلادنا بحاجة لكن ، لان غيابكن والحجر عليكن يمثل سببا رئيسيا في تخلف بلادنا وكبوتها وتراجعها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت