الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل فارس

فتحى فريد

2008 / 11 / 2
الادب والفن


جاء يلهث من بعيد ذلك الرجل ذو الشعر الأبيض الناعم واللحيه الكثيفة التى تصل حتى أسفل صدره جاء ماشياً وكأنه يسير على بساط الريح ووقف في وسط القبيلة منادياً على أهل الديار قائلاً لقد رأيت خلف هذا الجبل وحشاً جباراً،لو لم نمنعه عنا لهلكنا.

هنا إجتمع الحكماء يدرسون كيف يواجهون الأمر وأصبحوا جميعاً خائفون من ذاك الخطر الذى يقف على أعتاب بلدتهم يهدد أمنهم.

في هذه اللحظة كان هو ومحبوبته يمتطيان فراش الحب عند نبع النهر عاريان يلهثون الحب والهوا بعيداً عن كل العيون بعيداً عن ضوضاء السوق وشقاوة الأطفال.

فى نفس اللحظة دخل على الحكماء أحد العرافين القدام وصاح فيهم أحضروا لنا رجلاً بعشر رجال لديه فرسً أبيض من غير لجام إذا أمتطاه وخرج إلى البرارى لم يوقفه إنس أو جان.

فسأله كبير الحكماء ومن يكون يا عم؟

فأجاب العراف إنه ليعد لديكم من الصبيان ولا يعرف أحد عن محبوبته شىء وكيف يجتمعان إنه ذاك الشاب إنه ذاك الهمام........

وأخرج من طيات عبائته بلورة غريبة الألوان وراح يعذم ويتمتم بكلمات واهيه غير مفهومة لأهل البادية ثم صرخ وقال أنظرو.......

فهم كل من في المكان ونظروا داخل البلورة ورأو ما يشيب رؤس الكهان !!!!

هيرو إنه ذاك الفتى ذو اللحيه الخفيفة ومن دون شارب رأوة فى المستقبل يحارب ذاك الوحش الذى يهدد مدينة الأمل .

هنا أمر كبير الحكماء بسرعة إحضار هيرو في التو والحال وخرج كل العسس والصعاليق يبحثون عن هيرو في حوارى الإغريق.

في هذه اللحظة كان هيرو ويا حبيبته سارة يجوبون الغابات ويتغنون بكلمات الشعراء وفي لحظة أمرها هيرو بالوقوف مكانها ثم خلع ثيابة وأخرج سيفه من جرابه وسجد تحت قدميها وراح يعربد بالتراب ويبكى طامعاً في عطفها وحبها قائلاًُ لها:

إنى أعاتب الله إن لم يهبك رحمةً منه فتتجلى إلى قبك فتحبينى.

إلهتى هل تقبلينى عبداً بمحراب قلبك؟

هنا رفعته من على الأرض وهى تحبس الدمع بين جفونها قائله له لا تخاف إنه ليعز عليا فراقك إنه لعذاب لى بعادك إنه الموت في غيابك.

هنا وجدوا نفسهم محاصرين من عدد غفير من رجال الحكماء والصعاليق ومعهم كبير العسس شركس قائد الفرسان الذين أرسلهم كبير الحكماء لإحضار هيرو.

وفى البهو الرئيسى لديوان الحكماء إجتمع عنيه القوم وأصدروا حكمهم على هيرو بأن يرحل عن القرية ويذهب لقتال الوحش في الجبال.

بكى هيرو وأجهش فى البكاء ليس خوفاً من لقاء الوحش وإنما من فراق الأحباب.

وأمر كبير الحكماء بزواج سارة على كبير العسس الذى نجح في إحضار هيرو كجائزة له على إحضارة لهيرو .

هنا سقطت سارة مغشى عليها وأجهش هيرو فى البكاء مرة أخرى صارخاً في كل من فى القاعة قائلاًَ:

أيها الناس إننى برىء مما تعبدون ومما تخشون سوف أخرج لكى ألقى الوحش فى البرارى وحدى وأقضى عليه لكننى لسوف أعود سأعود من أجلك يا حبيبتى سأعود من أجلك يا سارة ومن أجل كل العاشقين لن يمنعنا عن حبنا أياً من كان وإن كان رب العالمين.

سأذهب الأن رغم رفضى لبعادى عن حبيبتى ولكنني لن أغيب سأعود سأعود سأعود رغم قساوة الأيام لن تفرحوا بعدى فلقد جمعت كل الفرح كل الفرح معى من أجل حبيبتى التى سوف أجتمع معها سوياً فى يوم من الأيام.

سأعود يا حبيبتى رغم قساوة الأحزان .

لاتنسى أن تذهبى كل يوم عند نبع النهر ولكن لاتبكى فأنى سأعود متعطش لقطرات دموعك التى تنير لى الأيام.

لا تصدقى لو قالوا لكى عنى إن لن أعود.

لو قالوا لكى أن الوحش قد قضى على حينها لا تصدقى إنسان فأنا عائد من خلف الإغدود.

إنى لجواد على البرارى كلها إنى لفارس البلاد لن أهزم حتى لو سقط من بين يدى سيفى فمازال حبك بقلبى ينبض فيعطينى قوة لا يستهان بها.

سأعود رغم عن حبنا رغم عن شركس رغم عن مجلس الحكماء والعرافين فنتظرينى عن النبع ساعة الغروب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار