الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين في عيون الآخرين

بشار إبراهيم

2008 / 11 / 1
القضية الفلسطينية


في إطار بحثه عن الجديد، وغير المسبوق، والعروض الأولى.. ودون أن ينسى أن هذا العام يوافق الذكرى الستين للنكبة التي حاقت بفلسطين وشعبها عام 1948، يقيم مهرجان الشرق الأوسط الثاني، في أبو ظبي، أول تظاهرة من نوعها على نحو عالمي، يمكن القول إن عنوانها هو «فلسطين في عيون الآخرين»..
والآخرون هنا هم نخبة من أهم وأكبر صانعي السينما التسجيلية في العالم، أولئك الذين لم تحضر فلسطين في فيلم عابر قدموه، بل تكاد تكون جزءاً أساسياً من مشروعهم السينمائي، الثقافي الفكري، المتطلع للعناية بأهم القضايا الساخنة التي شاغلت العالم طيلة القرن العشرين، على الأقل..
وأن تجتمع أفلام مخرجين عالميين كبار، من أمثال: بيا هولمكويست، وجورج سلويزر، ونيلز فيست، ومونيكا ماورر، وأنطونيا كاتسيا، وروبرت كريغ، وسارة مونتغمري، وريتشارد ديندو، وماركو بوسيوني، وإيتوري إسكولا.. في تظاهرة سينمائية واحدة، عنوانها وموضوعها فلسطين، هو أمر غير مسبوق عالمياً، بشكل أو بآخر، فضلاً عن أنه حدث لم يسبق أن شهدته المنطقة العربية، من قبل، على الرغم مما شهدته طيلة السنوات من مهرجانات، عامة أو متخصصة..
صحيح أن عشرات، إن لم نقل مئات، الأفلام التسجيلية المتعلقة بالموضوع الفلسطيني وجدت لنفسها عروضاً في هذا المهرجان أو ذاك، في العالم العربي، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً.. لكن الأمر الجديد، في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الثاني، ليس فقط هو أن تجتمع أفلام تُعرض للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي منطقة الخليج، والعالم العربي، والشرق الأوسط.. وليس الأمر الجديد هو أن فيلم افتتاح التظاهرة «فرويد الشاب في غزة» للمخرج بيا هولمكويست، سيكون في عرضه الأول عالمياً.. الجديد أولاً هو أن تكون هذه التظاهرة، وعلى هذا النحو، وبهذا الشكل.. ومن ثم تأتي التفاصيل!..
في هذه التظاهرة سنشاهد فلسطين من خلال عيون الآخرين، سنتعرف، وربما نكرم، أسماء سينمائية كبيرة، وهبت حياتها وإبداعاتها لنصرة القضايا الانسانية، وقضية فلسطين في مقدمتها، ومناقشة الماضي والحاضر والمستقبل، على ضوء التفاعلات الجارية على أرض الواقع، وفي سماء الفكرة، وخلال مجرى الصراع الدامي، والنازف باستمرار منذ أكثر من ستين عاماً، جارفاً في طريقه الكثير من التضحيات، إن لم نقل الخسائر والمآسي والمصائر.
أرادت التظاهرة، كما شاء منظموها، البدء من موضوع «تقسيم فلسطين»، الذي وضع حجر أساس الصراع، والذي أثار، ولا يزال يثير، جدلاً على مستويات عدة، تبدأ بما هو حقوقي إنساني، ولا تنتهي عند ما هو حقوقي قانوني دولي.. وإذا كان اختيار موضوع «تقسيم فلسطين»، وليس «النكبة الفلسطينية»، عنواناً للتظاهرة، يشي بمحاولة النأي عن السياسي المباشر أو الراهن، وما فيه من تعقيدات، والذهاب إلى ما هو جوهري، يخدم المستقبل أكثر من الاحتفاء بما مضى، استرجاعاً أو ندباً.. فإن الأفلام المختارة تحاور الموضوع الفلسطيني من جوانب عدة تتكامل فيما بينها لتعطي صورة عامة/ بانورامية للقضية الفلسطينية.
في هذا الإطار، نفهم تماماً العناية بأن تقدم التظاهرة أفلاماً غير عربية، وأفلاماً غير إسرائيلية، لتكون الأفلام القادمة من إنكلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، هولندا، السويد، سويسرا، الدانمارك، وكندا، بمثابة النظرة الثالثة، التي وإن كانت لا تقف على قدم المساواة من الطرفين، بانحيازها إلى الحق الفلسطيني، ووقوفها ضد الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنها تبقى أكثر قدرة على النفاذ إلى جوهر الأشياء، وامتلاك المزيد من القوة والمصداقية، بالتخلي تماماً عن الدعاية والتحريض، والخلو من الصخب والشعاراتية، التي غالباً ما تميز أفلام كل طرف تجاه الآخر..
ومما يزيد هذه التظاهرة قوة، ويعلي من مكانتها، أنه تم الاستعانة بالمخرج العراقي الكبير قيس الزبيدي، المعروف على نحو عربي وعالمي، بأن رصد الجزء الأكبر من تاريخه السينمائي لصالح سينما القضية الفلسطينية، تصويراً ومونتاجاً وإخراجاً، قبل أن يحقق موسوعته المميزة «سينما القضية الفلسطينية»، الصادرة عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، في بيروت، قبل عامين.
وربما لم يكن لأحد، سوى المخرج قيس الزبيدي، أن يقدر على تأمين النسخ الأصلية لهذه النخبة من الأفلام، التي سيتوفر عرضها في التظاهرة، من خلال نسخ بيتاكام sp، بيتاكام ديجيتال، DV cam، وDVD في حال الضرورة القصوى، خاصة وأن غالبية هذه الأفلام محققة على شرائط 16 مم، أو كاميرا ديجيتال.
ونذكر هنا أن من أبرز الأفلام الجاهزة للعرض في التظاهرة، والمنتجة في الفترة ما بين 1970، وحتى 2008، الأفلام التالية:
1. الشاب فرويد في غزة. للمخرج بيا هولمكويست
2. أرض الآباء. للمخرج جورج سلويزر
3. سبب للذهاب. للمخرج جورج سلويزر
4. وداعاً بيروت. للمخرج جورج سلويزر
5. غيتو غزة. للمخرج بيا هولمكويست
6. كل شعب مضطهد له الحق. للمخرج نيلز فيست
7. الانتفاضة طريق الحرية. للمخرجة سارة مونتغمري
8. على أرضنا. للمخرجة أنطونيا كاتسيا
9. اطلق وابكي. هيلين كلودافسكي
10. رسائل من فلسطين. عمل جماعي حققه 11 مخرجاً من بينهم إيتوري إسكولا
11. كل يوم رحلة من فلسطين. للمخرج ماركو بوسيوني
12. جينيه شاتيلا. للمخرج ريتشارد ديندو
13. جئت إلى فلسطين. للمخرج روبرت كريغ
14. فلسطين في اللهب. للمخرجة مونيكا ماورر
في حين لم يمكن إدراج أفلام أخرى، لا تقل أهمية، لأسباب فنية وإدارية، كما في أفلام المخرج الشهير مانفريد فوس، التي لا تتوفر بترجمة للانجليزية أو العربية، كما يشترط المهرجان.. وبسبب التعذر أو الاعتذار، كما في حالتي المخرجين الشهيرين جان لوك غودار، وأوليفر ستون..
بقي أن نذكر أخيراً أن قرابة 10 من هذه الأفلام، تم استقدامها من الأرشيف السينمائي الوطني الفلسطيني، الموضوع عهدة في الأرشيف الألماني الاتحادي.. وهو أمر جديد تماماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة