الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان

هادي الخزاعي

2004 / 2 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


مع أقتراب ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العراقي الســــــــــبعينية, تستثار الذاكرة.. فتتفتح كوردة ندية, لأريجهــا فعل السحر.. يرتحــــل  من تلافيف الجمجمة, ليستقرعلى تلافيف الوجدان,فيسري في تفاصيله ماء الحياة.. تتنهد
الروح.. وكأنه المخاض..لا يرشح عنه شيء ألا بالألم.. ذلك الألم الشـــفيف المتناوب الذي لا يختزل..صعوبة ولوج المتاهات, البدايه.. كيانات الأشــيـاء
 في حياة الأنصارلا تشبه بعضها.. الى أيها أحتكم كي أبدأ المشــــوار الذي
زامل الفصول دورات عديدة.. ورثنا فيها الحر والقر.. تآلفنا مع الســــــفوح والقمم.. روتنا عيون المـــــاء من زلالها.. أتخمنا العدس والحمص.. وشمت
أنوفنا روائح قداح اللوز والجوز, ولم تستثن هذه الأنوف روائح روث الخيل والبغال, بل وريحنا التي صاغ كيميائها العدس والحمص وتفــاح الأرض..
تآلفنا مع الأشياء .. مع الأحمال.. مع الأنهار الصغيرة التي يهدر فيها الماء والصخر.. تآلـــــف المستحيل مع اللامستحيل.. الصخر مع الحديد.. تآلـــف
الطبيب مع الوريس(حبل تشد به أحمال البغال).. المبدع مع البندقيه..المرأة مع نوبات الحراسه.. تآلفت حيوات النصيرات والأنصار..تآلفوا مع الأسماء والسماء.. مع القرية برجالها والنساء والأطفال.. مع الموت والشهادة.. مــع
اللقاء والفراق.. تآلف الأنصارمع كل ما يؤتلف, ولكنهم لم يأنســوا الأئتلاف مع النظام..آثروا كوموناتهم القصيـة تلك بكل مهاباتها وعذاباتها.. بكل ما لم يؤتلف,ليأتلفوا.. قربوا الحياة الى تلك المفاوزالتي لم تلون بأي من تفاصـــيل الحياة..أشاع الأنصار البهجة.. الأفراح والأتراح.. ومن بين ما كنا نفرح له وبه, عيد تأسيس الحـزب.. هذه الدالــــــيتة العـــــــــراقية الباســــــقة..هذه  النخلةالسومريةالضاربة بأرض السواد,هذه المسلة البابلية مؤنسنة العدل.هذا الأستطرلاب العباسي الذي عرف بالجهات.. هذا الذي قال ولم ينثـن"وطــن حـر وشعب سعيد ".. سبعون عام وهذا النشـــــيد الصـــــادح يــــتأزل في   الوجــــــدان, ويتوشم على جدران القلب..نفرح هذا العام بكل طقوس الفرح المستحيل, ولنا أن نتخيل كيــــف فــــرح الرفاق في أول أحتفال.. مـــبروك للعمال.. مــبروك للفلاحين.. مبروك للمرأة والأطفال.. مبروك للمثقفــــين, شغيلة الفكر والقلم.. مبروك لكل الخيرين الذين يظمرون الخير للعراق.. هكذا أبتدأ الأحتفال بأحد مقرات الأنصـارفي بهدينان.. مسرح تتشكل كواليسه وأرضيته من أغطيـــة نوم الأنصار(بطانيات وشراشف).. ينتشــــر مجموعة من الأنصارقريبا من المسرح (صوره رقم 1 ) وعلى السفوح والقمم يحرســـــون العــيد, فالنظام الصدامي يتربص بأنصار الحزب الشــــيوعي الدوائر..أنهـــم ذراع الحزب الممسكة بالمطرقة التي ستدق المساميرفي نعش النظام..البصاصون وعيون النظام وكلابهم ترى في مناسبات الشيوعيين مناسبة للأنقضاض عليهم.أنذار جيم لكلانا, للنـظام,لأنه يخشى من عمليات للأنصار في مناسباتهم الوطـــنية والأمميه, وللأنصــــــار,لأن النظام يستغل تجمعاتهم.. يتحلق الجمهور حول
المسرح المزهو بخضرة  نبات الربيع .. ضيوف من أحــزاب وحــــــركات  كردستانيه تحمل السلاح مثلنا ضد النـظام الأستبدادي قريبة مــن المسرح.. الجمهور من أهالي القرى القريبة من المقر, ينتشـرون على الســـــفوح التي تشرف على المسرح (صوره رقم 2 ).. الأنصار بعددهم وعتادهم, تذيبهــم بين الناس نشوة التآلف والأئتلاف..خراطيم الأشجار وفروعهــا الطريةتنوخ من ثقل ممتطيها.. هرج المكان ومرجه أســــتماله صوت عريف الحفل الى صمت مطبق..فدقيقة الصمت ووقفة الحداد عند بداية أحتفالات الشـــيوعيين لازمة لاتتغير..الصمت والخشوع ووقفة الحداد لشـــــهداء الحركة الوطنية وشهداء الحزب, مقدسة عند الشيوعيين.. ثم يتعالى من جهازالتسجيل الهرم نشيدالمضطهدين, هــــــبوا ضحايا الأضطهاد.. ضحايا جوع الأضطرار.. الأرض ملك المنتجين.. فما بقاء الخاملين.. تتسابق الأصوات من هنا ومن هناك لترافق النشيد, فالكل ضحايا الأضطهاد والفاشية الدكتاتورية.. تتوحد الحناجر, يهبوا بصوتهــــم المديد.. بركان الفكر بأتقاد هذا آخرأنتظار..هيا نمحوا كل ما مر.. كونوا أنتم الوجود.. ينتظم فوق ارضية المسرح مجموعة
من الأطفال ,أبناء الأنصار وأبناء القرى,وهم بحللهم الزاهية(صوره رقم3), أنه العيد, ينشدون له بكل حواسـهم وحماستهم.. بابا كالنه الحزب, بابا علمنه  الحزب .. يطفال كل العالم يا حلوين, يطفال بغداد الحلوه وفلسطين.. يصفق الحضورفتضيع زغاريد النصيرات مع التصفيق..كلمات وهتافات وتحايا, لم تخدس جلال الشعر.. يشــــــــد الوقت رحاله, بعد أن أنطوت من الساعــات الكثير, وقبل أن تؤوب الشمس الى خدر الجبل يختتم المهرجان بمســــرحية
تحكي البداية والتكوين والمسيره(صوره رقم 4 ).. تعلن الشــــــــمس نهاية الأحتفال..ينصرف الحضور,وقبل أن يكفوايعلوا صوت النصير (أبو حســن بوريات).. عشـــــــــــــــــــه رفاق عشه...عشــــــــــــــه.. وكل عام وأنتم والحزب بألف خير.                








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما