الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس رياضية للسياسة الفلسطينية

علاء نايف الجبارين

2008 / 10 / 31
القضية الفلسطينية


فكرت كثيرا قبل أن اكتب مقالتي هذه في أي اتجاه أصنفها، السياسي أم الرياضي، ولكن التقدم الذي حققته الرياضة الفلسطينية جعلتني انحاز لصفحة الرياضة. في القاهرة تجرى حوارات المصالحة ولكل طرف أجندته الخاصة التي يحاول أن يفرضها بأي وسيلة، حتى لو كان الثمن وطن مقسوم، وابتعد الكثيرين عن الهدف الرئيسي للشعب الفلسطيني المتمثل بتحقيق المشروع الوطني. في المقابل وعلى ارض الوطن خلية نحل، وضعت لنفسها هدفا في الارتقاء بالرياضة الفلسطينية، وعملت بكل جهد ونشاط، مبتدئة بدوري كرة القدم وتتويجها بمنتخب يمثل فلسطين كل فلسطين، لا تلعب فيه أسماء اللاعبين وشهرتهم وإنما مقومات رياضية صرفة، كان الشاهد عليها دوري مستمر بدون توقف بلا منغصات سواء كانت احتلالية أم فئوية، هنا يحق لنا أن نسأل أنفسنا عن هذه المفارقة بين القاهرة ورام الله ؟

في رام الله اجتمع الاتحاد بكل ممثلي الأندية الفلسطينية لوضع الخطط التشغيلية للدوري الفلسطيني، وكان هناك دراسات علمية تم مناقشتها متضمنة المعيقات والانجازات والأساس الموجود حاليا، وكيفية البناء، ومواجهة كل هذه التحديات بروح الفريق الواحد الذي يحمل الهدف والتصميم والرغبة في إحداث التغيرات.

قد يتحدث البعض بان الاتحاد فشل أيضا كما السياسيين في انتخابات الاتحاد الأخيرة في غزة ، ولكن الصحف الفلسطينية تحدثت عن تقدم في الخصوص، ولكن الحصار وعدم رغبة السياسيين أن يتركوا الرياضة وشأنها.

إذن نجح الاتحاد الفلسطيني وبتقدير امتياز في هذا التحدي، وأصبح الشارع الفلسطيني يهتم بكرة القدم بشكل ملحوظ وازدادت أعداد الجماهير، وانتهت العديد من مباريات الديربي بسلام، وهذا أيضا نجاح يحسب للاتحاد ولإدارات الأندية الفلسطينية ولا ننسى اللاعب رقم 12 في الفريق الجماهير فاكهة الملاعب التي استمدت الرغبة في مواصله الدوري وعدم السماح للعبثين بعرقلته من اتحاد كرة القدم الفلسطيني.

لو تابعنا اهتمامات الشارع الفلسطيني في هذه الأيام وأي القضايا تأخذ حيزها في حواراتهم وجلساتهم سنجد الدوري الفلسطيني وتشكيل المنتخب له الأولوية في جل نقاشاتهم هذه، على الرغم من التركيز الإعلامي على حوارات القاهرة إلا أنها لا تأخذ الكثير من وقتهم.
احد يملك الحق في أن يلوم هذا الشعب أو يتهمه بعدم المبالاة، فهناك أسباب متعددة أدت إلى كل هذا، رياضيا تحدثنا عن الانجازات التي حققها الاتحاد ولفتت الانتباه إليها

أما سياسيا فما الذي يدعو المواطنين للاهتمام بما يحدث هناك إذا كانوا يتوقعون النتائج مسبقا وهي سلبية بكل الأحوال، وان كان الجميع بالطبع يتمنى حدوث العكس، ولكن مجريات الأحداث والشروط المسبقة والتراشق الإعلامي يوحي بما هو آت

حوار القاهرة يجري في ارض غير فلسطينية أي ارض محايدة وهذا يعني أن الأطراف لا يثقون ببعضهم، ومنذ بداية الأزمة وحدوث الانقلاب لجأ كل طرف إلى خندقه رافضا الحوار الفلسطيني المباشر، و واضعا الشروط المسبقة التي في اغلبها غير مقبولة، حتى خيل للمواطن الفلسطيني أن الطرفين يجمعها البغض والكراهية أكثر من الجذور الفلسطينية

هذه دعوة للسياسيين أن يزروا مقر الاتحاد الفلسطيني ويتعلموا من القائمين هناك كيفية التعامل مع الأزمات وتحقيق الانجازات ونبذ جميع الخلافات لتحقيق أهداف مشروعنا الوطني، لأننا شعب واحد نعيش في وطن واحد يجمعنا علم واحد ويمثلنا منتخب واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة