الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أربع سنوات على تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية

نقوس المهدي

2008 / 11 / 1
حقوق الانسان


بحلول يوم 17 أكتوبر2008 تكون قد مرت أربع سنوات على تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية،وهي مناسبة وقف خلالها المكتب المحلي في اجتماعه الأسبوعي ليوم الأربعاء 29/10/2008 ،على الوضع العام بالمدينة المتسم بالانتهاكات المتعددة لحقوق المواطن (ة) اليوسفيين .

فعلى مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية: يسجل مكتب الفرع الارتفاع المهول لأعداد المعطلين والمعطلات ، وأصحاب المهن الهامشية ، وانتشار أحزمة البؤس والفقر و الجريمة إضافة إلى غلاء أسعار المواد الاستهلاكية والمضاربات في السلع ( الدقيق المدعم على سبيل المثال ) بتواطؤ مكشوف للسلطات المحلية مع بعض المضاربين ، مما ينذر بانفجار أزمة اجتماعية حقيقية وشيكة خصوصا وان السكان أصبحوا يحسون ب " حكرة " شديدة من لدن المسؤولين .

على المستوى الصحي : تعيش مدينة اليوسفية خصاصا مهولا ووضعا صحيا مأساويا ، بل غيابا تاما لأدنى الخدمات الضرورية . ففي الوقت التي استبشرت فيه ساكنة المدينة بتشييد مصحة "للاحسناء" التي هي مصحة بلا أطباء ،ولا اختصاصات، ولا أطر طبية وشبه طبية ، فهي تعرف تسيبا فضيعا وتنعدم فيها الخدمات الصحية مما حولها إلى وكالة لكراء سيارة الإسعاف لنقل الحوامل والمرضى إلى مستشفى محمد الخامس بأسفي ، ليبقى المرضى من سكان المدينة عرضة للموت أو للمصحة الخاصة الوحيدة التي كانت موضع شكايات عديدة من طرف المواطنين والمواطنات جراء غلاء فواتير العلاج وكثرة الأخطاء الطبية.

على المستوى التعليمي : الوضع المحلي ليس بأحسن حال من الوضع الوطني فبسبب ميثاق التربية والتكوين والمغادرة الطوعية وصل التعليم إلى الإفلاس التام ، وقد تميز الدخول المدرسي بالارتجال و العشوائية ،في غياب أية إرادة حقيقية لتجاوز المشاكل والأزمات التي تضرب حق أبناء الجماهير الشعبية الكادحة في التعلم في ظل تكاليف الدخول المدرسي الباهضة التي أضحت سيفا مسلطا على رقاب الفقراء ، و الخصاص المهول في أساتذة مجموعة من المواد الأساسية ،إلى جانب البنيات التحتية المترهلة ، وغياب الوسائل البيداغوجية ، وصولا إلى ظاهرة الاكتظاظ في الأقسام وغياب الأمن أمام أبواب الحرم المدرسي ، إلى انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية وفرضها على التلاميذ عنوة من طرف بعض الأساتذة ذوي الضمائر الميتة . إلى معاناة العديد من نساء ورجال التعليم الشرفاء من الظروف المزرية التي يشتغلون فيها أمام التسيب والزبونية والمحسوبية المتفشية بالنيابة خصوصا بمصلحة الموارد البشرية .

أما على مستوي قطاع الفوسفاط : يؤكد المكتب على أن الفوسفاط يشكل نقمة على البلاد والعباد، حيث إتلاف وسلب الأراضي الفلاحية واستغلال وترهيب العمال وتشريد أبناء وبنات المتقاعدين وتدمير الغطاء النباتي والحيواني ونشر كل أشكال التلوث .ففي الوقت الذي انتظرفيه المواطنون والمواطنات طويلا أن تشكل هذه المؤسسة العملاقة دعامة لإقلاع اقتصادي وتنموي وازن ينعكس مباشرة على المدينة والمنطقة وساكنتها، مقارنة مع الأرباح الخيالية التي تجنيها مجموعة م .ش. ف من استغلال لخيرات المنطقة التي تعتبر من المنتجين الرئيسيين لمادة الفوسفاط عالميا ، فان الإدارة لايهمها تنمية المدينة وتضرب عرض الحائط بكل مشاكل العمال والمتقاعدين وأبنائهم المعطلين ، وتغلق مصحة المكتب الشريف للفوسفاط في وجههم وتجهز على باقي المصالح الاجتماعية الخدماتية الضرورية ، ويتفرغ مسؤولوها إلى اقتسام الثروات والاغتناء الفاحش و اللامشروع عن طريق صفقات الخوصصة المشبوهة ، وتفويت الخدمات للمناولين عن طريق الزبونية و المحسوبية إلى المقربين من الأطر والمديرين السابقين .
ولعل ما عرفته المدينة من فضائح أهمها مهزلة تعاضدية م ش ف التي عرفت اختلاس ملايين الدراهم على حساب المرضى بتواطؤ مع مصحات معينة ، إلى جانب مأساة قطع الماء الشروب على دواوير منطقة الكنتور بعد استنزاف الفرشة المائية مما تسبب في وفاة الشهيد الشيخ " محمد التيكي" أمام الإدارة خلال الصيف الماضي، و فبركة ثلاث شكاوى خيالية ضد رئيس الفرع وأحد المراسلين الصحفيين لإسكاتهم لخير دليل على الفساد المالي والإداري الذي ينخر جسم هذه المؤسسة.

على مستوى الحق في التنمية : يسجل الفرع غيابها التام ، فأكذوبة مبادرة التنمية البشرية تحولت بقدرة قادر إلى مبادرة لملء جيوب المسؤولين على حساب الفقراء، وأصبحت كل الطرق تؤدي إلى تبذير المال العام . فحتى عملية قفة رمضان وتوزيع المحافظ واللوازم المدرسية شابتها العديد من التلاعبات و مكر بعض رجال السلطة ، حيث عرفت تجاوزات خطيرة أقصت الفقراء والفقيرات الحقيقيين واستفاد منها الميسورون . كما حرم مسؤولو م. ش. ف سكان بعض الدواوير التي شاركت في احتجاجات العطش من هذه المساعدات.

إن مكتب الفرع يؤكد أن التنمية حق أساسي من حقوق الإنسان وليست صدقة من أحد، واليوسفية التي ظلت لعقود تمثل هامشا وخزانا للمسؤولين على المستوى الإقليمي والوطني تعتبر منطقة منكوبة ، لابد من تدخل عاجل للدولة لوضع حد للاحتقان الاجتماعي ورسم مخطط تنموي استعجالي ودعم البنية التحتية للمدينة ، أما دون ذلك من الأشغال الترقيعية كطلاء "الطروطوارات" وصباغة الواجهات لذر الرماد في العيون و التغطية على مظاهر البؤس والتخلف والفساد الذي تتخبط فيه المدينة، والتعاقد مع الفرق الغنائية لاستقبال الملك فإنها إجراءات شكلية لن تفيد المدينة في شيء

على مستوى تجهيز المدينة ودعم بنياتها التحتية : يسجل مكتب الفرع مظاهر الغش الذي يطال الأشغال العمومية ولعل الشقوق التي عرفتها مصحة " للا حسناء " والحالة المزرية لشوارع حي التقدم، التي تم تبليطها مؤخرا لخير دليل على ذلك ، كما أن التصرف بشكل عشوائي في التصاميم الرئيسية للمركب التجاري ودكاكين الجوطية يعتبر جريمة عمرانية في حق المدينة، أما جناح النزيلات بالخيرية الإسلامية الذي يدخل للأسف في إطار مبادرة التنمية البشرية فأشغاله متوقفة .

أما على مستوى الحقوق السياسية والمدنية : فالمكتب يسجل بمرارة استمرار العقلية المخزنية العتيقة للسلطة المحلية في التعامل مع المواطنات والمواطنين والتضييق على الحريات العامة عبر منع وعرقلة العمل الجمعوي الجاد، والتدخل السافر للباشا في الشؤون الداخلية للجمعيات ، و فرض شروط تعجيزية أمام تأسيس الجمعيات . وفبركة جمعيات أخرى على مقاسه تخدم نزواته وتوجهاته وتقتسم معه غنائم مبادرة للتنمية البشرية .

كما لا يفوتنا أن نشجب بشدة كل ما شاب الانتخابات التشريعية الجزئية التي عرفتها دائرة أسفي الجنوبية ،من فساد وانتهاكات و توزيع للمال الحرام لاستمالة أصوات الناخبين من طرف سماسرة الانتخابات ، أمام أنظار السلطات التي ظلت تتفرج على صفقات شراء الذمم .

على المستوى الأمني : إننا كجمعية حقوقية إذ نهنئ ساكنة المدينة على رحيل الكوميسير الجلاد " عبد الإله المومانتي التكناوتي " وإجلائه عن هذه المدينة ، فإننا نطالب الجهات المسؤولة أمنيا وقضائيا بإطلاق سراح العديد من الشكايات الموضوعة في شأنه سواء شكايات الفرع أو المواطنين

على المستوى القضائي : يؤكد مكتب الفرع أن المحاكمة العادلة مازالت بعيدة كل البعد عن المحكمة الابتدائية و إذ كنا نحيي عاليا الكفاءات و الضمائر الشريفة بالمحكمة الابتدائية ،فإننا نسجل بقلق شديد تفشي مظاهر الرشوة و الزبونية و المحسوبية لبعض منعدمي الضمير الذين يتاجرون في القضاء كما يتاجر التاجر في بضاعته، مع استمرار المحاكمات باسم المقدسات للحمقى و المعتوهين. ونطالب بإطلاق سراح أبناء المدينة المعتقلين بتهمة اهانة المقدسات بالسجن المدني بأسفي ، كما يسجل المكتب الحالة الكارتية التي يعيشها المعتقل الاداري حيث انعدام أدنى الشروط الإنسانية لاعتقال المواطنين والمواطنات.

إن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية إذ يبسط أمام الراي العام المحلي والوطني واقع البؤس والتهميش الذي تعيشه المدينة ومعاناة ساكنتها، فانه يؤكد أن خيار النضال الحقوقي الجماهيري إلى جانب الحركات الاجتماعية و القوى النقابية والسياسية الديمقراطية هو الكفيل الوحيد لاسترجاع كرامة الإنسان وحقوقه المهضومة ، و يحمل مسؤولية هذا الوضع إلى عامل الإقليم ورؤساء الأقسام الذين يتعاملون مع المدينة كبقرة حلوب ليس إلا، ويشجب بشدة كل أشكال النهب و السرقة الممنهجة التي تتعرض له أموال الشعب وخيرات المنطقة ، والهجوم الشرس على أبسط الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية للمواطنين من طرف المسؤولين المحليين وإدارة مجموعة م . ش . ف الذين مارسوا في حق هذه المدينة جرائم اقتصادية جسيمة تستوجب المساءلة والمحاكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة