الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبراليون قولا و فاشيون فعلا

شهاب المغربي

2008 / 11 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يخلط البعض بين الليبرالية كنظام اقتصادي اجتماعي و بين الديمقراطية ، و يهمنا أن نبين هنا أن الليبرالية لا علاقة لها بالديمقراطية ، بل إنها نقيضها تماما . تعني الديمقراطية الحقيقية المساواة التامة في الحقوق و الواجبات و هذا غير ممكن إلا في مجتمع مؤسس علي المساواة الاجتماعية ، و المجتمع الشيوعي هو الذي يحقق هذا المطلب ، و بالتالي فانه المجتمع الديمقراطي الحقيقي .
تحيل الليبرالية علي اقتصاد السوق و من ثم التنافس فاحتكار الثروة ، إنها تقترن بالتفاوت الصارخ بين الفقراء الذين يموتون جوعا و الأغنياء المتخمين المترفين ، و قد أدت الليبرالية الاقتصادية إلى تحكم أباطرة المال بثروات الأرض جميعها تقريبا حتى انك تجد فردا واحدا مثل بيل غايتس تضاهي ثروته ميزانيات عشرات الدول مجتمعة .
و من هنا فان الديمقراطية بما تعنيه من حقوق و حريات ترتبط بالاشتراكية لا بالرأسمالية و هي بالمناسبة نظام سياسي رأي النور قبل نشأة البرجوازية و إيديولوجيتها الليبرالية بعشرات القرون ، لذلك فان الخلط الذي يمارسه الإيديولوجيون البرجوازيون بين الديمقراطية و الليبرالية القصد منه التغطية علي جرائم البرجوازية التي تستغل المسحوقين داخليا كما تستعمر شعوبا أخرى خارجيا و تحكمها بالحديد و النار
إن البرجوازية فاشية في جوهرها و عندما لا تتمكن من تمرير مشاريعها بالسبل السلمية تلجا إلى المذابح و الحروب و التاريخ ملئ بالأمثلة فلقد استعمر البرجوازيون " الليبراليون " الفرنسيون و الانكليز و الأمريكيون و الهولنديون عشرات البلدان و أذاقوها مرارة الذل و الهوان .
و إذا كان هناك من حل فهو الربط بين الديمقراطية بمعناها السياسي و المساواة الاجتماعية أي الاشتراكية ، و هذا بالذات ما جاءت به الماركسية التي نقدت الليبرالية في مجال الاقتصاد السياسي و بينت ما يقترن بها من حيف و ظلم اجتماعي و العميان وحدهم بإمكانهم إنكار البؤس الذي يعيشه المسحوقون في البلدان المسماة بالليبرالية .....و حتى الحقوق السياسية التي نجدها في دساتير تلك البلدان لا يتمتع بها في نهاية الأمر غير من يدفع أكثر فالقانون في خدمة ملاكي رؤوس الأموال ، و لا يمكن لبطال أمريكي أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا مثلا.
و إذا كان صحيحا إن الأفكار العلمانية و الليبرالية قد ارتبطت بالبرجوازية و ثورتها علي الإقطاع فان ما ينبغي تبينه هو أن تلك المرحلة التاريخية التي كانت فيها البرجوازية طبقة ثورية قد ولت و انقضت ، أي تلك المرحلة التي أنتجت فلاسفة العقد الاجتماعي الذين نادوا بسيادة القانون و قيم المواطنة و الفصل بين الدين والدولة ، أمثال سبينوزا و جون لوك و فولتير و مونتسكيو،، عندها كانت البرجوازية طبقة تقدمية تكافح الإقطاعية و تحاول الإطاحة بها ، كان ذلك في القرن 17 و 18 ، بعد ذلك انتصرت تلك الطبقة و أصبحت تستغل نقيضها الذي ولدته من رحمها و عندما طالب هذا النقيض الذي هو البروليتاريا بحقوقه كاملة لعقت البرجوازية قوانينها و دساتيرها و رمت بها للريح .
نحن الآن في عصر آخر انه عصر الامبريالية و الثورة البروليتارية ، في هذا العصر تدوس البرجوازية كل يوم علي عنق سبينوزا و لوك و مونتسكيو ،،،، لقد أصبحت طبقة مجرمة تتغذي من دماء ضحاياها من العمال و الشعوب و الأمم المضطهدة .
و من يتابع ما يجري في الانتخابات الأمريكية الآن و الصراع بين جماعة الحمار ( الحزب الديمقراطي ) و جماعة الفيل ( الحزب الجمهوري ) بإمكانه إن يستنتج بسهولة إن من يحدد اللعبة بينهما ليست جماهير المسحوقين و إنما أصحاب اعلي الأسهم في البورصة ، لقد قال ماركس يوما إن البرلمانات في المجتمعات الرأسمالية أماكن للثرثرة أما من يحدد السياسات فهي البورصات .
هناك ملاحظة لا ينبغي ان تغيب عن الذهن مفادها أن البرجوازية نفسها تخلت في عدد غير قليل من الحالات عن الايديولوجية الليبرالية واستبدلتها بالشعارات الاشتراكية المموهة، و من يتأمل اليوم الأحزاب البرجوازية الرئيسية المؤثرة في أوربا سيجد أنها أحزاب ديمقراطية اشتراكية مثل حزب العمال في بريطانيا و الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في ألمانيا و في النمسا و في النرويج و الدنمارك و فرنسا و اسبانيا و ايطاليا ، وبعضها يحكم الآن تلك البلدان .
و من يلقي نظرة علي تركيبة الاشتراكية الدولية ( سليلة الأممية الثانية ) يلاحظ أنها تضم غالبية الأحزاب الممسكة بالسلطة عالميا و من بينها أحزاب عربية كثيرة;و هو ما يعني أن الليبرالية قد فات أوانها، حتى بالنسبة إلى البرجوازية التي راحت تتبني كذبا الشعارات الاشتراكية .

لقد ظهر علي صعيد الفكر السياسي لدي العرب خلال السنوات القليلة الماضية مفكرون ينسبون أنفسهم إلي الليبرالية و الأمثلة البارزة علي ذلك شاكر النابلسي و وفاء سلطان و العفيف الأخضر و من خلال رصد مواقفهم يمكن لأي مراقب نزيه أن يدرك ما نعنيه بمصطلح الليبرالية المتأمركة فشاكر النابلسي الذي يقدم نفسه كليبرالي يقول علنا انه يدعم الغزو الأمريكي للعراق بل انه يدعو الامبريالية الأمريكية الي غزو بقية الأقطار فالتغيير بالنسبة له لا يمكن ان يكون إلا خارجيا ، كما نلاحظ نفاقه و رياءه حيث نجده يمدح العائلة السعودية الوهابية الحاكمة في الجزيرة العربية ، بل انه ألف كتابا تحدث فيه عن عبقرية أحد الأمراء الشعرية ، أما وفاء سلطان فإنها أعلنت جهرا أن العرب متخلفون و همجيون قياسا إلى " إسرائيل " و قالت إنها تتأهب لزيارة الكيان الصهيوني و كذلك فعل العفيف الأخضر الذي وصل بت الأمر إلي تهنئة مجرم الحرب ايهود باراك علي توليه رئاسة وزراء الكيان في وقت سابق .
و بإمكان القارئ مقارنة هؤلاء " المفكرين " بصادق جلال العظم و الشهيدين مهدي عامل و حسين مروة و أبو علي ياسين و نوال السعداوي و محمود درويش و هادي علوي و طيب تزيني و مظفر النواب و سعدي يوسف و حنا مينه .........و غيرهم من المفكرين و الشعراء و الروائيين اليساريين حتى يقف علي الفرق بين الثري و الثريا ، بين الليبرالية و الماركسية .
و في الدفاع عن الأمركة و العولمة الرأسمالية يتبجح بعضهم بالتقدم العلمي و التقني المسجل خلال الحقبة الأخيرة متجاهلين إن العلم إنتاج إنساني وانه نهر عظيم رمت فيه مختلف الشعوب هذا القدر أو ذاك من الماء
إن العلم و التقنية في البلدان الرأسمالية ليس من منتجات البرجوازية بشكل مطلق و بالإمكان وضع قائمة تتضمن علماء نابغين في حقول مختلفة في البلدان الرأسمالية كانوا اشتراكيين ، و في الفلسفة و الأدب و الاقتصاد و الاجتماع كان موقف الكثيرين من المفكرين في تلك البلدان من اللبرالية موقف الرفض و المقاومة . و لا يعني هذا أن البرجوازية و خاصة في طورها الأول لم تطور العلوم و التقنيات و من يقرأ البيان الشيوعي سيجد مدحا كبيرا لانجازات البرجوازية، التي مدت سكك الحديد و حققت الاكتشافات و الاختراعات الكبرى ، و لكن كما ذكرنا سابقا فان برجوازية اليوم غير برجوازية الأمس، و كل طبقة لها طفولتها و شبابها و شيخوختها و البرجوازية شاخت كما شاخت فلسفتها و ايديولوجيتها و ينبغي أن تفسح السبيل أمام نقيضها حتى يؤدي دوره ، اعني الطبقة العمالية و هذه بدورها ستزول لكي ينشا نظام اجتماعي خال من الطبقية .
هل يعني هذا إن النظام الاشتراكي نظام مثالي لا تشوبه أية شائبة ؟ كلا بالطبع فذاك النظام له مساوئ بالتأكيد و هذا ليس اكتشافا جديدا ، لقد تحدث ماركس نفسه عن ذلك ، انه نظام دكتاتوري مثل سائر الأنظمة الطبقية الأخرى ( البرجوازية بطبيعة الحال تنكر أنها تمارس الدكتاتورية )و لكنه لحظة لابد منها للمرور إلي مجتمع ديمقراطي حقيقي لا وجود فيه للطبقات، أعني المجتمع الشيوعي ، و المساوئ التي ترافق النظام الاشتراكي تشبه آلام الولادة بالنسبة إلي الأم التي تتأهب لوضع وليدها ، و الوليد في هذه الحالة هو المجتمع الشيوعي ، و هذا المجتمع الأخير قد تكون له مساوئ هو الآخر ، نحن لا نعرف ما هي علي وجه التحديد فهو لم ينشأ بعد ، ماركس نفسه قال انه لا يمكن أن نتنبأ تماما بما سيكون عليه الحال بالضبط ، لم يرسم بالتالي صورة متكاملة الملامح عن المجتمع الشيوعي ، قال إن ذلك المجتمع سيجد السبل المناسبة لتنظيم حياته التي لا نعرف عنها الآن شيئا كبيرا ، ماركس ليس نبيا ، انه فيلسوف و عالم اقتصاد ، حدد ما هو عام أما التفاصيل فلا يمكنه معرفتها و له قول جميل : الإنسانية لا تستطيع أن تطرح من الأسئلة إلا ما نضج حله .
و لكن ذلك المجتمع القائم علي المساواة بين الناس ، المستند إلى مختلف المكاسب التي حققتها البشرية في المراحل السابقة ، الخالي من الحروب ، الذي تتوجه فيه جهود الناس لا لقتل بعضهم البعض و إنما للسيطرة علي الطبيعة ، المجتمع الذي يطرد الأوهام الدينية و الأسطورية التي تروجها البرجوازية و الإقطاعية الآن ، هذا المجتمع سيكون أفضل بمسافات ضوئية من مجتمعات الاستغلال و الهيمنة القائمة الآن . و علي البشرية أن تختار بين الشيوعية و البربرية كما نبه إلي ذلك كارل ماركس ... و ما نراه اليوم هو انتشار الايديولوجيات العرقية و الفاشية و الأصولية و القتل علي الهوية و المجاعة و الحرب و المرض ،، إننا نحبو بمعني ما في اتجاه البربرية و الجهود ينبغي أن تنصب علي إيقاف هذا الانحدار .
و علي هذا النحو ينبغي الحذر من تأخذ مناقشة مسالة التقدم العلمي و التقني زمن العولمة وجهة خاطئة، أقول وجهة خاطئة لان تلك المنتجات التي ذكرتها ليست وقفا علي البرجوازية في الدولة الرأسمالية ، اعني إنها جزء من حضارة ، و الحضارة لا تنسب إلى طبقة بعينها بقدر ما تنسب إلى مجتمع بأكمله ، بل إن من ينتجون المقتنيات التقنية و يبنون و يشيدون العمارة و يمدون الجسور و يصنعون السفن العملاقة هم المسحوقون ، إن من بني الأهرامات ليس اخناتون أو رمسيس و إنما العبيد ، أريد القول أيضا أن من يطور الآن التقنيات و العلوم هم العلماء و المهندسون و العمال الصناعيون ، أما الرأسماليون فإنهم طفيليون ، يملكون الأموال، نعم ، و لكنهم لا ينتجون ، من هذه الزاوية لا ينبغي مثلما ذكرت سابقا أن ننسب العلم و التقنية إلى الرأسمالية ... التي قد تشجع و تمول ...نعم ، و لكنها تفعل ذلك دائما خدمة لمصالحها هي بالذات .
للبرجوازية تاريخ طويل في السيطرة علي جهاز الدولة في أوربا و أمريكا بوجه خاص ، ذلك التاريخ يمتد علي مدي قرون ، استغلت خلالها البرجوازية العمال حتى العظم ، و من يقرأ ما كتبه العديد من الأفذاذ الذين عاصروا تلك الحقبة في الأدب و التاريخ سوف يجد لوحة رائعة ترسم معاناة الشغيلة ، ; يضاف إلى ذلك أن تلك البرجوازية إياها استعمرت أيضا شعوبا بأكملها و نهبت ثرواتها و لا تزال ،،، و وظفت كل ذلك في تطوير أرباحها بل إنها ذهبت إلى القمر و المريخ بحثا عما يمكن أن يفيدها في جمع الثروات.
المجتمع الاشتراكي مجتمع وليد ، لا يزال في المهد ، استمر في روسيا حوالي 30 عاما فقط ، و انظر ماذا كانت انجازاته الحضارية العلمية و التقنية ، في الصين استمر اقل من 25 عاما و انظر أيضا ماذا كانت النتيجة .
إن المنطق العقلي يقول إن البرجوازية عمرها في قيادة المجتمعات قرون و قرون أما الطبقة العاملة فلا تزال في بداية الطريق و عندما أتيحت لها الفرصة حققت نجاحات لا ينكرها غير من اعتاد على الجحود ، تفوقت في بعض الحالات علي البرجوازية العجوز خلال سنوات .
و من الليبراليين من يفتخر بان أمريكا " زعيمة العالم الحر " هي التي كانت السبب في انهيار الاتحاد السوفياتي و بالتالي فهي المنتصرة و من ورائها ايديولوجيتها الليبرالية ، أما المنهزم فكان الاشتراكية و بالتالي الفلسفة الماركسية برمتها و يتغافل هؤلاء إن سبب خراب البلدان و هزيمة الأمم يعود رئيسيا إلي ما هو داخلي لا إلي ما هو خارجي ، لقد حدث انهيار التجربة الاشتراكية السوفياتية خلال الخمسينات عندما استولت البرجوازية علي السلطة في انقلاب حقيقي كان غطاؤه المؤتمر العشرون ، العالم الرأسمالي لعب دورا في ذلك و لكنه دور ثانوي ، لقد كان العامل الخارجي عاملا مساعد ا لا حاسما .
يعتقد البعض أن سقوط الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي و الصين يؤكد أنها كنظام اجتماعي لن تقوم لها قائمة بعد ذلك أبدا ، لقد سقطت الجمهورية الفرنسية يوما أيضا و حدث الانقلاب و تحولت فرنسا إلى الإمبراطورية و الملكية مرة أخرى و لكن الجمهورية استعادت السيطرة بعد ذلك ، نفس الشئ حدث في انكلترا ، بل إن النظام الملكي لا يزال كبقايا موجودا في عدد من البلدان الرأسمالية ، انه الصراع بين الطبقات و التاريخ لا يسير علي خط مستقيم ، هناك تعرجات و التواءات ، و الطبقة العاملة انتصرت لأول مرة خلال كومونة باريس و أسست سلطة استمرت 77 يوما فقط ثم سقطت ،انتصرت من جديد في روسيا استمرت 30 عاما ثم سقطت ، انتصرت في الصين ثم سقطت ،،،،،،، و ستنصر هنا و هناك غدا و ربما سقطت أيضا ......و لكن مسار التاريخ سيجعل سلطتها تتوطد قبل أن تضمحل و ينشأ المجتمع الشيوعي .
ليس هناك اختلاف كبير على مستوي هذه الانتصارات بين البرجوازية و الطبقة العاملة، الفارق الوحيد أن البروليتاريا تواجه عدوا اشد شراسة و أكثر تسليحا و خبرة ، و أنها الطبقة التي لا طبقة أخرى بعدها تحل محلها و تثور عليها و هي نفسها ستتلاشي و التاريخ لا يتوقف أبدا، مثل ذلك النهر العظيم الذي حدثنا عنه حكيم اليونان القديمة هيراقليطس و الذي لا يمكنك أن تستحم فيه مرتين .....

و بالعودة إلي تلك المحاجة القائلة بانتصار الليبرالية علي الماركسية ، نقول إن بالإمكان القيام بقلبها إلي نقيضها إذ يكفي إن نستبدل مفردات السؤال عن هزيمة الاشتراكية بمفردات أخري مع الحفاظ علي بنيته الأساسية ; و لكن بالتساؤل عن هزيمة البرجوازية ، مثل : لماذا انتصر الاتحاد السوفياتي الاشتراكي علي ألمانيا الرأسمالية النازية ؟ لماذا انتصر الشيوعيون الفيتناميون علي الولايات المتحد الأمريكية و جعلوها تفر بجلدها ، و كيف مرغوا قبل ذلك كرامة الامبريالية الفرنسية في الوحل في موقعة ديان بيان فو ..... كيف انتصرت الصين بقيادة الشيوعيين علي الامبريالية اليابانية ؟؟؟
و لا يمل البعض من الليبراليين علي التنديد بما يحصل في بلدان مثل كوريا الشمالية و الصين و غيرهما باعتبار ه يقدم البرهان الساطع علي مساوئ " الدولة الشيوعية " ، إنهم يذرون الرماد في العيون فتلك الدول لا علاقة لها بالاشتراكية و إنما هي دول رأسمالية بغطاء اشتراكي مزيف ، كما أنهم يرتكبون حماقة علي المستوي الفلسفي فالشيوعية كنظام اجتماعي سياسي هي و الدولة علي طرفي نقيض ، و بطبيعة الحال هم لا ينبسون ببنت شفة عما يحصل في البلدان الامبريالية و الدول السائرة في فلكها من مظالم .
لقد تحققت في البلدان الرأسمالية مكاسب علمية و تقنية هائلة ، تصاعدت وتيرتها علي مستوي الصناعة المعلوماتية و البيولوجية علي نحو لافت للنظر خلال السنوات القليلة الماضية ، لكن ما ستنجزه الاشتراكية و الشيوعية سيكون اكبر بما لا يقاس ، و الحجة أمامنا ،فقد أنجز الاتحاد السوفياتي خلال ثلاثين عاما ما لم تقدر عليه الرأسمالية خلال أربعة قرون ( غزو الفضاء الخارجي ) و لحق بالامبريالية الأمريكية في صنع القنبلة النووية خلال خمس سنوات فقط ، أما الصين الاشتراكية فقد حققت نجاحات باهرة معروفة رغم كونها كانت مجتمعا إقطاعيا متخلفا ، و ما سيساعد علي ذلك التقدم الكبير هو أن الثروة لن تكون في يد أقلية جشعة تصرفها علي ملذاتها و حروبها و جنونها و إنما في يد المجتمع بأسره ، و لنتصور علي سبيل المثال ميزانية الحرب الأمريكية الضخمة و هي تصرف في البحث العلمي و التقدم التقني و مقاومة المرض و الجهل و توفير الغذاء للجميع
و إذا عدنا إلي وقائع التاريخ فإننا نلاحظ أن نسق التقدم العلمي و التقني يتسارع مع حدوث الثورات الاجتماعية السياسية الكبرى أي إن التقدم المنجز خلال كل مرحلة من مراحل التاريخ يتسارع مع مجئ طبقة جديدة إلى الحكم .
لقد استنفذت البرجوازية أغراضها وأصبحت طبقة طفيلية متعفنة و شاخت نهائيا ، لذلك تغرق الإنسانية الآن في الحروب و الجوع و المرض ، و اللوحة القاتمة أمامنا الآن : مئات الملايين يموتون جوعا ، أزمة اقتصادية مستفحلة ، حروب دامية ، مئات الملايين لا عمل لهم يقتاتون منه ، آلاف يموتون في قوارب الموت ،بالمقابل قلة مترفة باذخة فاسدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة