الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادر فرجاني «وزمرته»!

سامر خير احمد

2004 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هناك من هم غاضبون من تقارير التنمية البشرية العربية لأنها وفرت حجة للولايات المتحدة للتدخل في الشؤون العربية والشروع في حكاية «الشرق الاوسط الكبير» وهم يلومون نادر فرجاني ومجموعة الناشطين معه ـ والذين يسمونهم «زمرته» إبغاضا لهم ـ لأنهم بفضحهم الواقع العربي المتخلف في تلك التقارير منحوا الامبراطورية الاميركية مادة دسمة لاثبات وجود منابع للارهاب في العالم العربي، تتمثل في السلبيات السياسية والاقتصادية والثقافية / المعرفية التي حددها تقريرا 2002 و 2003، وللقول بوجوب تجفيفها.
يمكن للمرء ان يتفهم هذا الغضب واللوم، لو تأكد ان مشروعات اميركا السياسية والاعلامية لاعادة صياغة الوعي العربي انما تمثل رد فعل على هجمات الحادي عشر من ايلول، لا فعلا مستقلا مخططا له مسبقا سواء وقعت هجمات ابن لادن ام لا، وسواء صدرت تقارير التنمية البشرية العربية ام لم تصدر، فعندها فقط، اي اذا ثبت ان اميركا استيقظت على صوت انهيار برجي منهاتن ثم اخذت تخطط لاعادة ترتيب العالم بما يضمن أمنها، يمكن القول ان ريما خلف ونادر فرجاني و «الزمرة» كانوا مخطئين لأنهم اضافوا هامشا لفعلة ابن لادن الحمقاء.
لكن، وما دام المشروع الاميركي ليس جديدا، وكان سيطرح وينفذ بغض النظر عن هجمات 2001 وتقريري 2002 و 2003، وما دامت اميركا لا تنقصها الذرائع لتبرير تدخلها في العالم، وكانت ستتصرف بمعرفتها لاثبات تخلف العرب وحاجتهم الى التحضر والديمقراطية دون الحاجة للتقريرين، فإن من غير المبرر مهاجمة تقارير التنمية البشرية وانتقاد معديها، وتصويرهم وكأنهم مذنبون في حق الأمة.
ومن ناحية ثانية فان من السذاجة الاعتقاد ان تلك التقارير قدمت جديدا للولايات المتحدة واجهزة التخطيط الاستراتيجي فيها، او كشفت مستورا للعالم الحي الذي يعرف كيف يبتز عالمنا الميت. ان انتقاد «نادر فرجاني وزمرته» لا يمكن ان يكون جزءا من حل المشكلة والتصدي للهجوم الاميركي على الوعي العربي، فالمشكلة ذات شقين لا ثالث لهما: اطماع اميركا، وتخلفنا.
ترى، ما هو بديل صدور تقارير التنمية البشرية التي تنبه العرب الى موقعهم على خريطة الحضارة البشرية المعاصرة؟ لقد كان للتقريرين الصادرين حتى الآن فائدة عظيمة في تحريك النقاش العربي الداخلي حول ازمة التخلف العربي، وبهذا فإنهما اصابا هدفهما الرئيسي في توجيه اليقظين من هذه الامة النائمة التي ما فتئت تجتر تاريخها السابق على النهضة والحداثة، الى الحاجات المعاصرة لاعادة ترتيب خطوات البحث عن النهضة التي بدأت قبل مائتي عام، وهي تعيش اليوم أزمة شديدة قضت عليها أو تكاد.
نفهم ان يكره المرء اعداءه الطامعين فيه، غير اننا لا يمكن ان نفهم انقلاب ذلك الكره كرها للذات بحيث تحمل ذنب أطماع الطامعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟