الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يكتشف العرب روسيا الاخرى؟ على هامش زيارة القذافي لموسكو

فالح الحمراني

2008 / 11 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


زيارة العقيد معمر القذافي الحالية لموسكو وما اثير حولها من ضجيج اعلامي، والنتائج التي توقعتها لها وسائل الاعلام، لم تخرج كثيرا عن زيارة العديد من الزعماء العرب لروسيا. فقد انطبع بذهنية اوساط الرأي العام الروسي وانتقل هذا الانطباع للراي العام الدولي باسرة ان الهدف من زيارة الزعماء العرب فقط هو اشتراء كميات كبيرة من الاسلحة الروسية المتطورة بعدة مليارات دولار. فهناك طلب عربي واسع على انظمة اسس 300 وصواريخ اسكندير والدبابات الحديثة ومقاتلات ميج والسوخوي والدفاعات الجوية بانتسير.... وروسيا تنظر بشهية الى موزانات الدفاع العربية. وتوطد علاقاتها بهذه الدولة العربية او تلك في ضوء كمية مشترياتها من الاسلحة المتطورة. ان تلك المشتريات ترهق الموزانات العربية، فان اهدار الاموال على الاسلحة فقط يعطل او يهمش من توظيفها في مشاريع التطوير والانماء الاقتصادي والتقدم العلمي وتوفير حياة كريمة للسكان البلد.وهذه هذه المهام المطروحة امام كل بلد عربي كدول نامية.
ان ليبيا خير مثال على ذلك. لقد تسربت عوائد النفط منها لعشرات السنوات الى تاسيس احزاب سياسية وتشكيلات سلمية ومسلحة في الدول الاجنبية وشد ازر هذا الزعيم او ذاك، وعلى مشاريع غير مدروسة لم تستكمل ولم تعط ثمارها، ولاحت الشكوك حتى بانفاقها على اعمال ارهابية ذهبت بارواح الابرياء، وقضية كوربي والدعاوى الفرنسية خير مثل على ذلك. لم توظف تلك الاموال للتقدم الصناعي والانتاج ومواكبة العصر، لم تخلق الانسان الليبي الجديد الفاعل والمنتج والمبدع في مختلف المجالات.
من دون شك ان كل دولة بحاجة لتامين امنها الوطني، ولكن حصر الزعماء العرب علاقاتهم بدولة كبرى مثل روسيا فقط بمشتريات السلاح تلوح مسالة طبيعية. لقد دعت روسيا مرات عديدة الدول العربية للدخول بمشاريع ذات توجه انتاجي بما في ذلك في مجالات تصنيع البترول وتوظيف الاموال العربية في مشاريع التكنولوجيات الروسية لتسويقها في بلدان ثالثة، وعرضت ايضا بناء المصانع والورش والدخول باستثمارات ذات منفعة متبادلة، ولكن السلاح الروسي ظل وحده عامل جذب لغالبية الزعماء العرب ويحرك اللعاب. وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والبلدان العربية مجتمعة 7 مليارات دولار، والاسلحة هي المكون الرئيسي في هذا الميزان الذي يميل بالطبع لصالح روسيا.
والمشكلة الاخرى في العلاقات العربية مع روسيا، ان الجامعة العربية لم تضع استراتيجية واضحة للعرب من تلك العلاقات بحيث يجري توظيفها لمصالح البلدان العربية. تطمح كل دولة تحقيق مصالحها فيها لذلك فانها لم تجد اصداء ولا تاثير يذكر على روسيا التي تتعامل بانتقائية ووفق رؤيتها ومصلحتها الخاصة مع العرب.
وفي ظل المنعطف الدولي الجديد وتداعيات الازمة المالية العاصفة واحتمالات تشكل اصطفاف دولي جديد وظهور مؤشرات نظام دولي متعدد القطبية حان الوقت لان تضع الدول العربية اُسسا جديدة للعلاقات مع روسيا والدول الكبيرى الاخرى، تحتل قضايا التنمية والتطوير والافادة من القدرات الروسية التكنلوجية والخبرات الروسية المعطلة والثقل السياسي الدولي لما يخدم المصلحة الوطنية، والكف عن الولع بمشتريات الاسلحة واللهاث لاقتناءها وان تكون وحدها الجسر الذي يربطنا بروسيا. وان تكون تلك الشتريات ثقلا على كاهل الشعوب. وان الوقت قد حان لأن يكتشف العرب روسيا الاخرى.روسيا العلوم والثقافة والصناعة والشريك في عملية والتطوير والتمنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا