الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوس اوباما

علاء نايف الجبارين

2008 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتبقى للانتخابات الأمريكية إلا أيام معدودة، ووصلت حمى الانتخابات إلى جميع أنحاء العالم، حتى الكينيين تمنوا أن ينعم الله اوباما الفوز ليكون لهم نصيبا من رعاية ابنهم باراك، في بريطانيا أعلنت صحف كبرى تأيدها له ، ومن غزة لم يبخل الشباب الفلسطيني عليه بالدعم، فنظموا حملات لحشد الناخب الأمريكي بواسطة الانترنت، وهكذا الحال في أنحاء العالم، وتفوق في استطلاعات الرأي العالمية على منافسه جون مكين.

ربما أجد المبرر للكينيين أن يدافعوا عنه وكذلك البريطانيين ولكني قد استغرب هذا الموقف للشعب الفلسطيني والعرب بشكل عام، لو أننا نملك القدرة على التأثير بالسياسة الأمريكية لكن الأمر مقبولا ولطالبنا بالحشد، لصالح احد المرشحين لأننا بواسطته نحقق بعض المصالح.

التوجه الانتخابي للمواطن الأمريكي تحدده ثلاث أمور يأتي في مقدمتها الولاء الحزبي والقضايا الراهنة وشخصية المرشح وقدرته على النفاذ إلى عقول الناخبين، كل هذه الأمور تعتمد بالدرجة الأولى على وسائل الإعلام ومدى اقتناعها بالمرشح وتسويقه للجمهور، ومن هنا يأتي دور اللوبي وجمعيات الضغط التي تملك الوسائل الممكنة في توجيه الإعلام وذلك لتشكيل الرأي العام ، فظهر اوباما رجل العالم والجوهرة السوداء القادمة لقيادة العالم.
لو توجهنا بالسؤال لأي متابع للشأن الأمريكي عن المسيطر على الماكينة الإعلامية الأمريكية لن يتردد لحظة واحدة في الإشارة إلى اللوبي الصهيوني وأدواته وبالتالي هم المستفيد الأكبر من نتائج هذه المعركة.

الدافع الرئيسي الذي يقف خلف هذا التوجه العربي والفلسطيني بشكل خاص نحو باراك آتي من الرغبة بالانتقام من الجمهوريين، وذلك للتجارب المريرة التي عاشوها بفعل السياسات المتطرفة التي انتهجها اليمين الأمريكي المحافظ اتجاه القضايا التي تخصنا، والانحياز في المواقف لصالح إسرائيل في ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، وتدمير العراق والحرب الاستباقية وغوانتانامو وأبو غريب...الخ
هذه التجارب تستحق أن ينقم من اجلها العرب والفلسطينيين على الساسة الامريكين في العصر الجمهوري، ولكن التساؤل هنا ما هي الاختلافات بين اوباما ومكين وهل تستحق منا أن نهتم بالترويج لأحدهما ؟

الفلسطينيين أكثر الشعوب التي يجب أن لا تهتم كثيرا بمن سيأتي إلى البيت الأبيض ، فالمؤسسات التي توجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة متفقة على أن أي تقدم فيماي تعلق بالقضية الفلسطينية يجب أن يكون متوافقا مع المصالح الإسرائيلية، فإسرائيل بالنسبة للامريكين هي عمقهم الاستراتيجي ورأس الحربة في تحقيق مصالحهم، وهذا ما استطاع اللوبي الصهيوني القيام به منذ إقامة دوله إسرائيل، من خلال العم الدءوب والمستمر في الوصول إلى مؤسسات صنع القرار والتأثير عليهم.
عربيا أيضا لا نعتقد بوجود هذا التغير الذي يفرح، سيبقي باراك على التفوق الإسرائيلي، وستحارب أي جهة تعمل لتزويد أي دولة عربية بأسلحة قد تستخدم ضد إسرائيل في المستقبل، وأي سلام مع إسرائيل لن يكون على حساب زعامتها للمنطقة.

حتى عراقيا لن يكون ذاك التغير العميق في السياسة الأمريكية، لان الرجل الأسود لن يضيع التضحيات التي قدمتها بلاده من أموال وجنود ويتركها للدول الأوروبية والصين وروسيا، وان كان هناك أي انسحاب سيكون بناء على الاتفاقية الأمنية التي تعمل إدارة بوش على توقيعها لتحقيق أي مكسب قبل الرحيل، والتي يعمل الساسة العراقيين وبدعم إيراني على تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات .

التغير الوحيد الذي سيحدث حتما في صالح إيران، لان اوباما صرح بأنه سيفاوض إيران بدون أي شروط لأنه يدرك أن أي تقدم على الساحة العراقية تلزم موافقة ودعما منهم ، وهذا سيعتبر اعترافا أمريكيا بقوتها في المنطقة.


التغير الأخر الذي ربما سيكون في عهده ما يتعلق بتوازن القوة والتخلي عن مشروع الإمبراطورية والقبول بعالم تسوده أمريكا بالتشاور مع الكبار والذي سيكون بداية النهاية لعصر التفوق الأميركي

في النهاية يجب أن لا نغرق بالأوهام والتمنيات والاستسلام لردات الفعل، بل يجب العمل على صياغة آليات محددة يمكن من خلالها النفاذ إلى صناعة القرار الأمريكي وتوجيهه إلى المصالح العربية أو حتى تحيده عن الدعم الكامل لإسرائيل، لا أطالب بهذا الأمر اعتباطيا وإنما استنادا إلى القوة الكامنة العربية في أميركا والتي يمكن للساسة العرب استخدامها لصالحهم ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور