الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الحوار والخلاف والاتفاق

جورج حزبون

2008 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن قمع الثورة الفرنسية أعاد آل بوربون إلى الحكم ولكنه أعاد بعد فترة إبعادهم ليقول نابليون كلمته المشهورة " آل بوربون ذهبوا وعادوا دون أن يتعلموا شيئا ودون أن ينسوا شيئا" وهذا ما أصبح ينطبق على الساحة الفلسطينية كلّ فترة جلسة مفاوضات من أستار الكعبة حتّى حجارة الأهرامات مرورا بوثيقة الأسرى واتفاقات حكومة الوحدة والكثير سواها فما هو السبب؟ هل هو ما حدث لآل بوربون(السلطة)؟ فإذا كان الأمر هذا فلا أمل في نجاح أية مفاوضات بغض النظر عن مكانها وزمانها.
يجب الإشارة هنا إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش حياة توتر غير مسبوقة فالمستقبل أصبح أكثر قتامه والآمال تتبدد من ، من جهة بوش يعتذر" لن تقام دولة نهاية العام" كما كان يكرر، وإسرائيل تدخل حالة انعدام الوزن بفعل الأزمة السياسية والتحضير للانتخابات حيث تصبح السلطة فعليا للجيش، والمستوطنين يعرفون الوضع فيزداد انفلاتهم ، والرئاسة الفلسطينية حائرة بين المواصلة حتى العام القادم لتجري انتخابات رئاسية وتشريعية أو تدعو لانتخابات مع مطلع 2009 ، والحكومة رئيسها سلام فياض يكرر دعوته لحكومة انتقالية تحضر للانتخابات وتوحد شطري الوطن وهو بذلك يجهز للمغادرة.
أمام هذه اللوحة كيف سيكون أمر المواطن ؟ لا احد يخاطبه أو يأخذ برأيه ولا يصارحه والتنظيمات مهتمة بتأكيد حضورها الإعلامي وما يمكن أن تحصل عليه من حصة في الحكم والموقع، والحركات الدينية من حماس حتى حزب التحرير تنشط بعرض دورها من مطالب الخلافة حتى دولة الشيعة. وغزة تغرق حتى بالأمطار وأهلها أصبحوا يعيشون عالم خاص مليء بالمهربات والتنظيمات والمسميات والإعانات والمساعدات ونما عندهم نمط معيشة خاص وسلطة خاصة وأنظمة مستوحاة من الشريعة ورئاسة تعود إلى السلف عبر تحويل منبر صلاة الجمعة إلى بيان سياسي أسبوعي.
في ظل هذه الخارطة يدعى أهل الحل والعقد إلى الحوار والمقاربة عبر الاتفاق بإقامة سلطة يقرر مصيرها الاحتلال الجاثم والممارس لحضوره التعسفي ليل نهار في مدن وشوارع الوطن ويقيم حوالي 500 حاجز ليجعل من المدن كنتونات تضيق بأهلها محاطة بسور وبسلسلة من المستوطنات. فما هي فرص الاتفاق؟ وهل يكفي أن يتفق المدعون إلى القاهرة ليقول المحاصرون (آمين) علما إن المحاصرون الصامتون هم الأغلبية المطلقة من أصحاب الرأي والقرار ولا يستأذنون ولا توجد إمكانية واقعية لاستفتائهم، وهكذا يجد الشعب حالة قنوط وأزمة لا بارقة لها عبر القاهرة.
ولا ادري لماذا في حضور تجارب لنضالنا نبحث عن تجارب جديدة فقد قدمت سنوات الاحتلال تجارب عبر الوحدة البرنامجية وإطلاق مبادرات الناس دون وصاية بل دعم فقط مما أحرج المحتل ووفر تأييد عالمي هائل تم تفريغه عبر سلطة مأزومة وصرع اوجد حكومتين تحرص على توفير ألقاب ورتب لا دور لها دون تصاريح تنقل من الاحتلال وعبر المعابر المقامة على شكل بوابات في أنحاء الوطن، ولن أعود لأكرر موضوع أوسلو الذي كان يمكن أن يستفاد منه وتطويره لكننا لم نفعل وغرقنا في الذاتيان وسواها، فالأزمة ليست أوسلو التي حققت لنا موقعا رسميا على الأرض ولكن كيف أدرنا الصراع هو مربط الفرس.
أتمنى لحوار القاهرة الفلاح ولكن المعيار أن يكون نضاليا وليس أداريا وان يكون واقعيا وليس استرضائي لان التحليق بالفضاء أضرنا طويلا والمجاملات لم تحقق نجاح ، ويجب أن يكون كل شيء واضح أمام الشعب ليستطيع مواصلة طريقه الشاق نحو الاستقلال بالقناعة وان لا نهدر الوقت بالمحاصصة ونخرج من ملهاة الانتخابات والشرعية فقد أصبح مفهوما أن لا شرعية تحت الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟