الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاجعة الطفولة في العالم العربي - حول تقرير منظمة اليونيسيف

فهد ناصر

2004 / 2 / 27
حقوق الاطفال والشبيبة


اصدرت منظمة الامم المتحدة للطفولة والامومة تقريراً حول اوضاع الطفولة والاطفال في العالم. وقد ركز التقرير على اوضاع اطفال العالم العربي، فاشار الى الاوضاع البائسة والخطيرة التي تواجه ملايين الاطفال في الدول العربية من حيث انهيار مستوى الرعاية الصحية وعدم الاهتمام، بل واهمال، مسالة تعليم الاطفال وتركهم عرضة للامية والجهل مما يهدد المجتمعات العربية بمزيد من التخلف وطوابير البشر غير القادرين على التعامل مع المجتمع المعاصر، مجتمع يفترض ان يتعامل بمستوى عال من التقنيات الحديثة والمعلومات والتكنولوجيا المتطورة.

لقد حدد التقرير خمسة دول عربية من ضمن الدول الاقل نمواً في العالم وهي: العراق، السودان، الصومال، اليمن وجزر القمر. ان هذه الدول لايتوفر فيها الحد الادنى من المستلزمات والوسائل الاساسية لحياة الاطفال وبناء اجيال جديدة.

من المؤكد ان دولاً لاتصحو يوما ولا ينفض عنها غبار الحروب بكل ويلاتها من قتل وتشرد ودمار. كذلك ان الطفولة في بلدان متخلفة وتحكمها الاعراف والتقاليد القبلية الرجعية ويطلق فيها القيادة لسلطة القبيلة وقوانينها المعادية للطفولة ولكل ماهو انساني، لايمكنها ان تحقق تقدما ما، بل ان التخلف والجهل والامية هي السمات التي ستطبع عالم الطفولة في تلك البلدان.

اشار التقرير الى ظاهرة عمل الاطفال في الدول العربية كاحدى الظواهر التي تشكل انتهاكاً بشعا للاطفال وبرائتهم مما يدلل على المستوى المتدني للقوانين الانسانية في هذه البلدان وانعدام وغياب قوانين العمل التي تمنع عمل الاطفال بشكل قاطع. وتتنصل الحكومات الرجعية العربية عن مسؤولياتها الاساسية ازاء المجتمع وحياة الانسان فيه. ففي المغرب التي عدها التقرير كاحدى الدول العربية الاخذة في النمو، وفي مدينة واحدة فيه (الدار البيضاء)، يوجد 23 الف فتاة بعمر (15) عام يعملن كخادمات في البيوت.

واشار التقرير الى ارتفاع نسبة الوفيات بين الاطفال. فقد ذكر ارقاما مخيفة عن عدد وفيات الاطفال حيث يسجل فيها (225) حالة وفاة لكل الف ولادة، وهي خامس اعلى نسبة وفيات في العالم. ومن ناحية الرعاية الصحية وتقديم الخدمات للاطفال، فقد ذكر ان 15% من اطفال العالم العربي لايتوفر لديهم اي لقاح صحي ضد الامراض كالتهاب الكبد والحمى الصفراء. في حين حدد التقرير ان السودان توفر حالات لقاح لـ 5% من الاطفال، اي ان 95% من الاطفال بدون لقاح يذكر!!!

فيما يخص التربية والتعليم، فقد سجل التقرير ان نسبة الامية تبلغ 26% للذكور و48% للاناث، وان التسرب من المدارس في تصاعد مستمرز

وعلى الرغم من كل ماذكره التقريرن فانه سجل حالة مرعبة وخطيرة الا وهي اصابة 351 الف طفل في الدول العربية بمرض الايدز وان في السودان وحدها 450 الف طفل مصاب بالايدز غير انه لم يتم تسجيل ذلك بشكل رسمي واكتفوا بذكر 30 الف طفل مصاب فقط.

اذا كان التقرير قد ذكر اشياء كثيرة مؤلمة وقاسية عن ظروف حياة ومعيشة الاطفال واوضاعهم الصحية في العالم العربي، فاننا نضع ايدينا على قلوبنا ونحن نرى تراجع مستوى الخدمات والرعاية الصحية والتربوية  التي هي بائسة اساسا، وتحول المدارس ورياض الاطفال وملاعب الطفولة الى الى ساحات للحروب.

لم يذكر التقرير شيئا حول معدل الاطفال الذين قتلوا في العراق بسبب الحرب الامريكية ، ولم يذكر المشردين منهم والذين فقدوا ذويهم او الذين اصيبوا بامراض خطيرة كسرطان الدم جراء التلوث البيئي الخطير نتيجة استخدام الاسلحة والذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب والعناصر المشعة الاخرى او انتشار الامراض التي كان العراق ولعقود خاليا منها، لكنها عادت بفعل الحروب. ناهيك عن قتل اكثر من نصف مليون طفل جراء الحصار.

 ان الحكومات العربية لايهمها الطفولة وتخصيص نسب ضئيلة من ميزانيات الحروب والقمع والاستبداد والطائرات والدبابات وبناء اجهزة الاستبداد العريضة في خدمة الطفولة. ان كل همها بقاء سلطتها وتراكم ارباح حفنة من الراسماليين على حساب الاغلبية العظمى من الجماهير. يجب كنس هذه الحكومات.  


كتابة واعداد: فهد ناصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ