الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقليات بين التعصب القومى الاعمى ...والتطرف الدينى الاحمق...!!

رشيد الغالب

2008 / 11 / 4
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


جاء تعريف الاقليات( MINORITIES ) فى ميثاق الحقوق المدنية والسياسية(فى تلك الدول التى تتواجد فيها اقليات عرقية او دينية او لغوية يجب ان لاينكر على الاشخاص الذين ينتمون الى تلك الاقليات الحق فى مجتمع فية اعضاء اخرون فى مجموعتهم فى التمتع بثقافتهم,وممارسة طقوسهم الدينية واستخدام لغتهم الخاصة بهم وعلية عرفت الاقليات على انها (هى تجمع اناس فى دولة يشتركون فى خاصية مشتركة ,وتكون عادة اما جنسية او دين او عرق او لغة او صفة مماثلة).
ولقد عرفت اللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الاقليات كلمة اقلية (تلك المجموعات غير الغالبة بين سكان لديهم تقاليد اوخصائص تختلف كليا عن تلك التى لدى بقية السكان ويرغبون فى المحافظة عليها).
ومنذ عقدين من الزمن من القرن الماضى بدأ الحديث يكثر عن الاقليات وصار لة تعريفة الخاص ومن ثم وراءة غايات ومقاصد . حيث ان البشرية ومن زمن أدم الى يومنا هذا تنوعت وتعددت فى الاعراق والاجناس والالوان واللغات والعقائد والتصورات وكذلك فى الاعمال والسلوك وعلية توزع الناس واختلف تعدادهم زمانيا ومكانيا .وقد جاء النهى عن العصبية القائمة على التناحر والتعاضد على اواصر الدم او اللغة او ماشابة ذلك .فقد قال رسول اللة ,من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية او ينصر عصبية فقتلة جاهلية.
ولو اخذنا نموذجا واقعيا هما جماعتيين اسلاميتيين متميزتين اثنيا فى العالم العربى هما الاكراد والبربر وترتبط هاتان الجماعتان مع الاكثرية العربية الاسلامية بامرين اساسيين هما اولا .امر دينى ويقوم على اساس (انما المؤمنون اخوة )ولا فضل عربى على اعجمى الا بالتقوى. ثانيا. امر انسانى يقوم على الاعتزاز بالدور الذى قام بة الاجداد فى صناعة التاريخ المشترك سياسيا وحضاريا على حد سواء.وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك نجد كثيرا من رجالات العلم والقيادة ممن لم يكن من الاكثرية بل كان ممكن ان يطلق عليهم لفظ الاقلية فى العصر الحاضر .فمثلا ابو حنيفة النعمان الفقية الكبير ليس من العرب ,والبخارى والامام مسلم والترمذى وابن ماجة ,وعالم النحو العربى سيبوية ليس من العرب.وصلاح الدين الايوبى من اشهر القادة المسلمين فى تاريخ الحروب الصليبية وهو من العرق الكردى وليس عربى.وكذلك طارق بن ابى زياد فاتح الاندلس وهو من البربر ,وحتى لوقت قريب بطل عين جالوت(قطز)الذى هزم التتر وهو من المماليك.
ان الافراز الدينى السياسي هو اخطر مايمكن ان تتعرض لة الحضارة الانسانية الان من تدمير كذلك من الخطر اللعب بالمعتقد الدينى من اجل (طوئفة)الجماعات الانسانية فى كتل متناحرة ,فباسم اللة يرفع البعض سيف اللة على الانسانية كلها بكل اديانها والتى من المفترض ان تتجاوز شعوبها للسمو بالجنس الانسانى وفق التعاليم السمحة للاديان السماوية ,كما ورد فى كتاب (صدام الاوصوليات)للاستاذ عاطف عبد الغنى.
وعند فتح مصر على يد عمر ابن العاص حيث خطب بجنودة ان عمر ابن الخطاب قال لى انة سمع رسول اللة يقول ان اللة سيفتح عليكم مصر بعدى فاحفظوا عهد اقباطكم فهم اهلكم وهم فى حمايتكم.ولقد ساد علاقات الاقباط بالعرب والمسلمين بالمسيحين الاحترام والتعاون.وامثلة كثيرة على التسامح والمحبة والتاخى بين القوميات والاديان والمواقف التى يذكرها لنا التاريخ على مدى مئات السنين .ولكن وكما ورد اعلاة ان العقدين الاخيرين من القرن الماضى اشتد الصراع والتنافر بل اخذ طابعا عدائيا بين القوميات والاديان بل وحتى داخل القومية الواحدة والدين الواحد ومانشاهدة اليوم مايحدث فى العراق من قتل وتهجير واعتداء على الديانات الاخرى .لقد تعرض اخواننا الصابئة المندائيين الى ابشع صورة من الاهانات على يد المتطرفيين من القاعدة والوهابيين والاحزاب الدينية الاخرى المتسترة تحت غطاء الاحزاب المسيطرة على الدولة والمنتمية الى هذة الاحزاب ,وكذلك ماتعرض لة الاخوان من اليزيدين والمسيحين,وكذلك بعض القوميات كالاخوان التركمان لسلب حقوقهم وسلخ هويتهم وضم اصواتهم لجماعات لها سيطرة فى الدولة والبرلمان .وكذلك مانلاحظة اليوم ماتقوم بة العناصر بشراء ضمائر بعض الاشخاص من اجل احتواء هذة القومية او الدين الى الجهة الفلانية لكسب اصواتهم لصالح هذة الجهة او تلك ومانشاهدة من تمزيق لمدينة الموصل من اجل تقسيمها الى هذة الجهة او تلك .ان ماتعرض لة اخواننا المسيحين فى الموصل فى الفترة الاخيرة من قتل وتشريد لهم على يد عناصر خبيثة ارادت تمزيق طيف الموصل القديم بكافة الاديان والقوميات والطوائف والاجناس,وليس ببعيد حيث تعرض اخواننا الاشوريين عام 1918 الى مذبحة كردية+اشورية بعد فشل مؤتمر (كونة شهر)للمصالحة حيث تم نقل الاشوريين الى بغداد بقيادة زعيمهم اغا بطرس ,بعد مقتل مار شمعون .وعلية استغلت هذا الوضع القوات البريطانية وربط الاشوريين مصيرهم بها فشكلو فرقة عسكرية (جيش لافى).واليوم التاريخ يعيد نفسة حيث الاحزاب تهرول على التعاون مع امريكا ناسيتا مصلحة الوطن .وعلية على الجميع ان يحتكمو للعقل والحكمة والموعظة وان لا يتناسو حقوق الاقليات الاخرى من خلال ضم هذة القومية او السيطرة والقضاء على هذا الدين او ذاك وسحق هوية الاخرين بحجة نحن الاكثرية والسكوت على اخطاء الاكثرية ومعاقبة الاقلية, ومالاحظناة فى جلسات البرلمان الاخيرة والغاء المادة 50 وعدم اعطاء حقوق الاقليات ماهو الا اضطهاد وعنجهية وتخلف الاكثرية بهذا التصرف بحق الاقليات ,حيث يقول سبحانة وتعالى (واذكروا اذ كنتم قليلا فكثركم) ويقول كذلك (وجعلناكم شعوبا وقبائلا لتعارفوا ان اكرمكم عند اللة اتقاكم) اتقوا اللة يااخوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟