الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهديد بمنح قواعد عسكرية امريكية في شمال العراق

عبد العالي الحراك

2008 / 11 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هدد السيد مسعود البرزاني من واشنطن,ملوحا بمنح الرئيس بوش قواعد امريكية دائمية في العراق,في حال عدم موافقة الحكومة العراقية على الاتفاقية الامنية مدارالبحث والنقاش,وهي الان بانتظارالتعديلات اللفظية الامريكية,الا ان السيد البرزاني يستعجل الامور كعادته بأنفعالاته العاطفية وعصبيته الفائقة.فهو يهدد لصالح الغيروكرسيه مهزوزاقليميا وان تأخر اهتزازه وطنيا,بسبب ضعف العراق المؤقت الذي تسبب فيه مع اخرين.ان هذا الموقف(البرزاني) متوقع وليس غريب او مفاجيء,لأنه ينتظر من امريكا دعما وحماية له وتحقيقا لطموحاته القومية والعشائرية في بسط سيطرته على شمال العراق والتوسع في اطماعه بالستحواذ على خيرات العراق في تلك البقعة العزيزة من ارض العراق على حساب عموم الشعب العراقي,فالتهديدات والتحذيرات قد عبرعنها السيد هوشيارزيباري وزيرالخارجية الذي تحدث بكرديته المنفعلة ونسي انه وزير خارجية العراق وحكومته العراقية ورئيس وزرائها لم يقبل بعد بالاتفاقية ولكنه يحتمي بالمحاصصة الطائفية التوافقية ويستفيد من ضعف الحكومة ذاتها في مثل هكذا مواقف.فتصريح السيد مسعود البرزاني بمنح امريكا قواعد عسكرية في شمال العراق هو تأكيد وتأييد للتهديدات التي سبقت على لسان القائد الامريكي في العراق والسفير الامريكي ووزير دفاع امريكا. وهذا الاسلوب في التهديد قد سلكته القيادات الكردية منذ الاحتلال وما زال مستمرا,وقد تكرر كثيرا وفي مجالات واوقات عديدة خاصة عندما تشعر تلك القيادات بحرج اوتعيش ازمة تخلقها ذات الانفعالات العاطفية.هذا التصريح (التهديد) فيه اعتراف علني وصريح بالانفصال عن العراق وانكشاف لكذبة البقاء ضمن العراق فيدراليا موحدا,التي كثيرا ما يرددها السيد البرزاني والقادة الاكراد الاخرين...انه خروج على السيادة الوطنية العراقية وعلى استقلال العراق الذي يجب ان يدافع عنه السيد البرزاني,كما انه تجاوزخطيرعلى الدستور العراقي(التوافقي) الذي كتبه السيد البرزاني ومرره مع اخرين على الشعب العراقي وهو في غفلة من امره,بسبب الاحتلال وما سببه من حالة ضعف ما زالت قائمة,استغلها السيد البرزاني والقيادة الكردية في تحقيق مصالحهم الاقليمية والشخصية الضيقة.انه موقف سياسي خطير يصدرمن شخصية قيادية (عالية الموقع والمسؤؤلية في عراق اليوم) يستحق المحاسبة سياسيا وبرلمانيا وقضائيا,اذا كانت هناك حكومة وطنية مستقلة تحترم نفسها وسيادة شعبها وبلادها ,وبرلمان يحاسب جميع اعضائه على اخطائهم ومواقفهم وممارساتهم,لا يكيل بمكيال التوافق والعاطفة وموقع فلان اوعلان,وقضاء عادل ومستقل يحترم القانون ويطبقه سواسية على الجميع..لقد فقد الشعب العراقي ثقته بالقيادات الطائفية والكردية الانعزالية وصدق حرصها على المصلحة الوطنية. فالمواقف والتصريحات تتوالى في الضد من الاجماع الوطني الشعبي والرسمي وفي الضد من القانون العراقي والدستورومصالح الشعب.لا بأس ان يكون لأي سياسي او قائد أيا كان,مواقفه السياسية المختلفة مع مواقف الاخرين,سواء كانت حول الدستوراوحول قانون النفط والاتفاقية ,لكن ليس في اعطاء قواعد عسكرية في بقعة عراقية تابعة لدولة معترف بها يحكمها مجلس وزراء ومجلس رئاسة ويمثلها اعضاء في البرلمان..كيف يجرأ شخص قيادي بتصريح هكذا خطير بشأن الوطن عموما وهو ما زال رئيسا (لأقليم) لم يحسم امره النهائي وعليه اشكالات قانونية وادارية وسياسية واقتصادية؟ ام انه تصريح للكرم والتسويق التجاري البرزاني بحق الشعب في سيادته على ارضه,يمنحها للامريكان نيابة عنه لأرضائهم وتعويضهم عن خسارة عسكرية وسياسية مؤكدة في العراق,ومحتملة بنسبة عالية في الأنتخابات الامريكية التي على الابواب,مقابل حماية امريكية للاكراد التي سعى ويسعى اليها السيد البرزاني و لم يفلح في تحقيقها رغم كرمه وهباته للاخرين ما لا يملك.لم تأخذ القيادات الكردية العبرة من ماضي اللهاث المهلك خلف امريكا وغيرها عبرالسنين الماضية,فهي لا تعطيهم شيئا اكثر مما حصلوا عليه بعد السقوط وهي غلطة عراقية وامريكية في نفس الوقت.من لاحظ الرئيسين بوش والبرزاني وهما يتصافحان جالسين في مقعديهما في البيت الابيض امام قنوات التلفزيون,حيث كان واضحا على وجهيهما وعيونهما الفشل والخذلان والخيبة ولم تستطع عظمة امريكا و(كارتونية رئاسة الاقليم) ان تحتفظا لهما ببعض الهيبة والقيمة..فكانا يعبران عن حالة ضعف عميق وهزيمة شديدة..فالرئيس بوش يسعى جاهدا وهو في ايامه الاخيرة,لتحقيق شيئا ما ايجابيا يفاخربه (امام زوجته على اقل تقدير) اويحاول انقاذ ماء وجه المرشح المسكين (مكين)الذي يكد ويكدح متبرئا من رفيقه بوش في سبيل الفوز على اوباما واحتلال مكتبه والتربع على كرسية في البيت الابيض,والانتخابات الامريكية الرئاسية قادمة على الابواب. قد لا تكون مشكلة كبيرة بالنسبة لبوش,ففشله كرئيس امريكي قد فاق فشل أي رئيس امريكي اخرسبقه,حيث نسبة شعبيته قد داستها اقدام الامريكيين رغم عناده
وعدم تعبيره عن ذلك بسبب لاشعوريته الاعتيادية التي يطغى عليها ايمانه الديني المحافظ ويغطي على عيوبها..اما السيد البرزاني فراح الى واشنطن مؤاسيا ومستنجدا بالغرقان انقاذا.. فالمؤاساة لا تعني لبوش شيئا ايضا لانه يتمتع بروح رياضية عالية,اما النجدة فتأتي عن طريق هدية كبيرة يقدمها لبوش وهي ارض شمال العراق لبناء قواعد عسكرية كبيرة ودائمية..اننتظر هدية اخرى من بعض احزاب الاسلام السياسي في جنوب العراق تقدمها لايران لتبني فيها قواعدها العسكرية الدائمة مقابل هدية البرزاني لأمريكا؟ فقد عودتنا هذه الاحزاب الحاكمة ان تتنافس وتتبارى فيما بينها على تقاسم المكاسب وكذلك الهدايا. قلت انها صراع ادوارالاعداء وتابعيهم منذ استلامهم السلطة ولحد الان وما ينفثوه الا سما يقتل العراقيين... ويغيب الدورالوطني ويموت الشعب بالكوليرا وتزداد الامية بين الناس ويمر صيف ويأتي شتاء ولا ماء صالح للشرب ولا كهرباء.اهكذا هي الوطنية ايها السادة الكرام؟ تفصلون وتخيطون وتبيعون وتتاجرون مع الغيرعلى حساب حقوق شعب ليس لكم فيها حق..استصرخ شرفاء العراق ان يرفعوا اصواتهم ضد هؤلاء النفرالقليل الذين يتحكمون بنا كما يشاؤؤن.اما تقبلوا باتفاقية مذلة او نبيع العراق ما شئنا.. واحد ربه ونبيه وائمته في امريكا..والاخر في ايران..وكلاهما يحلبان من دم العراق ونفطه ويهدون البقية الى الاعداء.من اية ملة هذه القيادات؟ واي صبرصبركم ايها العراقيين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو