الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرميليون العرب

سامر خير احمد

2004 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن هدأت العاصفة، فان الملفت في قضية كوبونات النفط التي قيل ان نظام صدام كان يوزعها على عدد من السياسيين في العالم نظير مساندتهم اياه, أن أحدا من هؤلاء اللذين وردت أسماؤهم في قائمة البراميل لم ينف القصة من جذورها, أي لم يقل أن الموضوع مختلق من أساسه ولا وجود للكوبونات والحصص النفطية, وانما راح كل واحد يدفع ببراهين على مشروعية علاقته ببراميل صدام, فأحدهم يعلل الامر بعلاقات تجارية عادية, وآخر بالتوسط لرجال أعمال "محترمين", وثالث بطلبه الحصول على أموال لزيادة توريد الادوية للاطفال العراقيين, وهكذا.
وما دامت القصة حقيقية فعلا, سواء كانت ضمن الاطر المشروعة أم ضمن عمليات الفساد السياسي, فانها يجب ان تخضع لتحقيق مستقل ومحايد, بعيدا عن الادانة المسبقة او التبرئة المبدئية,  ذلك أن اعتراف هؤلاء السادة المحترمين- ولو ضمنيا- بوجود تلك العلاقة غير المعلنة من قبل, يعني بالضرورة أنهم الآن متهمون, وأنه بات مطلوبا منهم تبرئة أنفسهم, ويا ليتهم يفعلون حتى تظل صورتهم الزاهية  كما هي في أذهان  كل من وثق فيهم يوما.
الجهة التي يطلب  منها القيام بذلك التحقيق هي حكومات الدول التي وردت أسماء مواطنيها في تلك القائمة, ليس لانها معنية بمكافحة الارتباط بمصالح من هم وراء الحدود فقط, بل لانها قبل ذلك مسؤولة- أو هكذا يفترض!-  عن شعوبها الحائرة حول حقيقة ما جرى خلال فترة الحصار الطويل على العراق, والمعنية تماما باستكشاف أهداف الذين حركوها طيلة تلك الفترة لنصرة العراق و الانتصار- في الوقت نفسه – لحكم صدام الرهيب.
وان كنا نطالب بتحقيق محايد و مستقل يكشف الحقيقة, فذلك لاننا لا نذهب مذهب كثيرين ممن وردت اسماؤهم في قائمة البراميل, والذين اعتادوا وصم كل من يهاجم صدام و قمعه ودكتاتوريته بالعمالة او السذاجة, بمعنى انهم ينطلقون من مواقف مسبقة لا عقلانية, وهي مواقف يمكن ادراجها في فكرة "الأنا/الآخر" التي هي جزء من العقلية القبلية العربية التي لا تقبل النقاش الهادف الى كشف الحقيقة, وتفترض دائما انها هي التي تملك الحقيقة فيما الآخر الذي يقول غير ما تقول مخطئ أو خائن!
كثيرون ممن ناهضوا ولا يزالون نظام صدام البائد انما انطلقوا من قاعدة عدم المهادنة مع القمع والاستبداد, ايا كانت شعاراته ومواقفه من أميركا, ذلك أن حرية الانسان هي التي تصنع حرية الاوطان, وعليه يكون استبداد صدام مثل احتلال اميركا: كلاهما يحمل الواقع نفسه ويفضي الى النتيجة نفسها, غير ان سادة محترمين كثيرين لم يفهموا هذه المعادلة وهاجموا اصحابها واتهموهم بالاصطفاف ضد مصالح الامة, فاذا هم – هؤلاء السادة – متهمون في شرفهم النضالي, ولو شئنا ان نطبق عليهم فكرتهم في المواقف المسبقة لباتوا مدانين وفاسدين, غير اننا نتمسك بعقلانيتنا ونطالب بتحقيق محايد يبرئ النضال القومي ويعاقب الفساد الثوري. والله اكبر, وليخسأ الخاسئون!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير مؤسسة -شوا-: الدعوات لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات م


.. بوتين يقيل وزير الدفاع شويغو ويرشح المدني أندريه بيلوسوف بدل




.. بلينكن يحذر إسرائيل: هجوم واسع على رفح سيزرع -الفوضى- ولن يق


.. وزارة الدفاع الروسية تعلن السيطرة على 4 بلدات إضافية في خارك




.. الجيش الأوكراني يقر بأن موسكو تتقدم في منطقة خاركيف الأوكران