الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباق المجالس.. تدقيق مبكر ومهم

عبدالمنعم الاعسم

2008 / 11 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لا ينبغي ان نصدق كثيرا القول السائد ان الكيانات الكبيرة التي كسبت مقاعد مجالس المحافظات سابقا ستنهار في السباق الجديد، وان اسلحة وقواعد وشعارات وصفقات المحاصصة والطائفية سترتد على اصحابها هذه المرة، وان رموز الفساد وحوامله ودواعمه لن تجد جمهورا ينتخبها الى مواقع حساسة تفسد فيها اكثر، وان الاعتبارات العشائرية تراجعت الى صالح الانتماء الوطني والمصلحة العامة، وان المزاج العام للناخبين العراقيين في نهاية العام الفين وثمانية يختلف جذريا عن مزاج نهاية العام الفين وخمسة مما يسد الطريق على محاولات تضليل الناخبين وشراء اصواتهم، وان اولئك الذين زعلوا على إداء المجالس السابقة"لأنها احرجتهم" سيكفون عن مباركة عتاوي تلك المجالس في الانتخابات المقبلة.
اقول، لا ينبغي ان نصدق ذلك كثيرا (وإن كنا نتمناه) فان جيوب الفساد والطائفية والعشائرية تتمترس على جبهة المعركة، وستدافع بشراسة عن مواقعها، واللافت هنا، ان طائفيين ومحاصصين وفاسدين، طوروا ادواتهم الدعائية، فصاروا يهاجمون الطائفية والمحاصصة والفساد، ويلقون مسؤوليتها على غيرهم، بصوت يعلو على اصوات معارضي (وضحايا) الطائفية والمحاصصة والفساد، وفي هذا تكمن مخاطر استمرار الحال على حاله، وإن بصورة اخرى قد تبدو للوهلة الاولى انها تحمل فصيلة دم اخرى اكثر نقاء.
اقول ايضا، ينبغي ان لا نبتلع، من دون حذر، المبالغات والتقارير والروايات عن إنقلاب وشيك في خارطة القوى المتجاذبة، المتصارعة، المتنافسة، وعن اهلية الملايين العراقية المكابدة لمعاقبة المرشحين الذين خذلوها طوال اربع سنوات عجاف، وإن كنا نعدّه(اذا ما حدث) بمثابة رد شعبي بليغ، فان ثمة على خلفيات الحراك الدائر في اقنية العملية السياسية والتحضيرات الانتخابية الكثير من المؤشرات على عزم القوى المحافظة والمتنفذة في مجالس المحافظات، وبخاصة في العاصمة ومحافظات موسرة واستراتيجية، على منع حدوث تغيير كبير وعمودي في الهيكلية التمثيلية القائمة للسكان، وطبعا في هيكلية السلطات المحلية.
لكن بالمقابل، لا ينبغي ان نستبعد حدوث ثغرات(اقول: ثغرات) في سدود الطائفية والمحاصصة والفساد، هنا وهناك، فقد ظهرت بعض ملامح التشظي والمخاشنة والتنصل عن المسؤولية والرغبة بالغيير في اكثر من ساحة ومعسكر، وبرزت على سطع هذا الحراك اصوات ومحاور ودماء جديدة ومستقلة(مستقلة حقا) لنشطاء تعلموا ممارسة التنافس واتقنوا ادواته ببصيرة طيبة وتحدّ لافت، كما استعادت انفاسها قوى الديمقراطية وتجمعاتها ومنظمات المجتمع المدني (غير التابعة) وفئات الليبرالية والاحتجاج والتنظيم المهني والنقابي انفاسها، وشغّلت دورتها الدموية على نحو اكثر فاعلية وثقة، وقد تنجح في تحسين وزنها التمثيلي، على الرغم من غياب الاطار الموحد، الحيوي والمفتوح، لاعمالها التحضيرية،
باختصار شديد، لن تسفر انتخابات مجالس المحافظات عن تغيير كبير في الخارطة التمثيلية، لكن البعض(اقول: البعض) ممن اكلوا لحومنا سياكلون نشارة الخشب هذه المرة، وقد يمثلون دور اكباش الفداء في مسرحية هابطة.. وعلينا ان نفتح عيوننا وان لا نستسلم.
ــــــــــــــــ
كلام مفيد:
"وترى الجبال، تحسبها جامدة، وهي تمر مرّ السحاب".
عبدالكريم القشيري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات