الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغاء المادة خمسين ايعاز بابادة المسيحيين

رزاق عبود

2008 / 11 / 5
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


سابقا، عندما كان العراق، عراقا واحدا موحدا، اذا حصلت مشاكل مؤقتة، ازمات، قلاقل، مؤامرات، مضايقات، يهرب الاف المسيحيين، يغادرون ارض اجدادهم الموصل، يرحلون، يلجأون الى البصرة، وبغداد، والحلة، والحبانية، والمدن الاخرى! الان الى اين يتوجهون؟؟ وهم يواجهون "تهديدات من قبل متشددين مسلمين". كما يدعي القتلة انفسهم. النتيجة نزوح جماعي! ووضع مزري، وتشرد، وهلع، وخوف، تعيد مآسي حملة نيرون ضد مسيحيي روما.

لكن اللعبة واضحة! ما لم تنجح به المليشيات القومية في كركوك تحققه اليوم في الموصل. فالمسيحيين غير مسلحين، كما هو حال العرب، والتركمان هناك. فهم اناس مسالمين، وليس هناك من يقف الى جانبهم، او يدعمهم. ما عدا التصريحات، ودعوات التضامن الفارغة. تفجير البيوت على الطريقة الاسرائيلية، وتحويل العوائل المسيحية الى لاجئين في بلادهم، متشردين في قراهم. فتحول سهل نينوى الى معسكر للهنود الحمر العراقيين، الامر الذي حذرت منه في مقالات سابقة.

لماذا استهدفت "الجماعات المسلحة" المسيحيين بالذات، وبشكل خاص بعد رفضهم الغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات، ومطالبتهم بحقوقهم العادلة التي ضمنها الدستور. والسؤال: من هي هذه الجماعات المسلحة؟ ومن سمح لها بالتسلح؟ ومن يسلحها؟ ولماذا السكوت عن جرائمها؟ ولماذا توقفت "صولة الفرسان"، او الخطة الامنية الخاصة بالموصل؟؟ وما هي مهمة مجلس المحافظة في حفظ امن، وسلامة، وحياة سكان المحافظة؟؟؟ هل سيسكت المجلس، وغالبيته من الاكراد اذا هوجمت القرى الكردية، او مناطق سكن الاكراد في الموصل، التي يراد ضمها الى "كردستان"؟؟ ولماذ لم تهاجم الجماعات المسلحة العوائل الكردية، وهم جيران للعوائل المسيحية المسبية؟ "القاعدة" و"المقاومة" اعلنوا انهم يستهدفون كل من يتعاون مع الاحتلال. والبيشمرگة، وقادتها خدم الاحتلال فلماذا لم تهاجمهم "الجماعات المسلحة" و"الجماعات الاسلامية المتشددة" اذا كانت هي فعلا من قتل المسيحيين؟؟ ان اللواء عبدالكريم خلف، وهو خبير، ومطلع، برأ القاعدة، وعصاباتها من هذه الجرائم. ترى من يرتكب الجرائم يا مجرمين؟ ولماذا استهدفت الكوادر التي تحتاجها المحافظة لاعادة البناء كالاطباء، والصيادلة، والمهندسين، والاساتذة، والعمال الفنيين؟؟ وتتوالى التعهدات باستتاب الامن، وتشكيل لجان تحقيق(لجان تمويه) ويا كثرها، ولم نسمع عن نتائج! فهل التحقيق يوضع مباشرة في ملف يكتب عليه سري للغاية، او للحفظ فقط. دون اتخاذ اجراءات، او توجيه الاتهامات، او في الاقل نشر ما توصلت اليه "لجان التحقيق" ولو لذر الرماد في العيون؟؟ ولماذا يتحدث الناس علنا، ان ميليشيات كردية مسلحة، تقوم بقتل المسيحيين. ترى هل ينفذون قرار البرلمان العراقي الذي اقر تصفية المسيحيين؟!الحكيم، والبرزاني، والمشهداني اعلم!!!

ان الغاء المادة خمسين، والشطب على كل القوميات، والاثنيات، والاديان، والطوائف الصغيرة "غير المسلحة" في بلدنا، وهم كلهم من سكان العراق الاصليين على طريقة الكاوبوي(اجداد بوش)، وعلى طريقة الكابتن كوك والفاشيين البيض في استراليا، ونيوزيلندا. وهتلر في اوربا، وعلي كيمياوي في البصرة، وحلبچة! ما يجري في الموصل هو ما يسمى في وثائق الامم المتحدة، ولا ئحة حقوق الانسان، والقانون الدولي تصفية، أوتطهيرعرقي، وديني، وطاتفي على طريقة ابادة الارمن في تركيا، او التوتسي في رواندا، والفلسطينيين في ارض اجدادهم. ان وراء الامر اجندات قومية طائفية دينية متعصبة ذات طابع فاشي. ان التحالف العصباني، والمجلس الاعلى للثورة الفاشية في العراق هما الطرفان المسؤلان عن الجرائم، والمجازر ضد مسيحييي الموصل لدفعهم للجوء الى قرى تحت سيطرة البيشمرگة لوضعهم تحت موس الحلاق. لم يستطيعوا ان يظهروا عضلاتهم، وعنترياتهم امام الجيش العراقي في خانقين ففعلوها على المساكين المسيحيين في الموصل (بطل علي، وفي الحروب نعامة). وهي عمليات استمرت منذ السقوط، وتصاعدت الى هذا الشكل الهمجي المكشوف. فاين الادعاء بان البيشمرگة "الجحوش" تحفظ الامن في مناطقها؟ واين ادعاءات الحكومة في استتباب الامن؟ واين مسؤلياتها في فرض الامن في "كل" العراق؟ ولماذا يقف الجيش، والجهات الرسمية، وقوات الاحتلال موقف المتفرج؟ هل هي متواطئة، ام مترددة، ام استلمت اوامر باتخاذ موقف الحياد امام ذبح اهلنا في الموصل؟؟؟ واذا كنت مخطئا، والمعلومات مشوشة، ومبالغ فيها، كما يقول الدكتورعلي الدباغ، وزعماء البيشمرگة، فلماذا تزامنت اذن مع مضايقة، وقتل، وتصفية، وتهديد، وتشريد المندائيين، والايزيديين، والشبك؟؟؟ ووصل مع الاخيرين (الشبك) ادخال عصابة مرتزقة تدعي تمثيلهم الى مبنى البرلمان! وكيف سمح لهم الحرس الامريكي المسؤول عن امن البرلمان، وسلامة النواب بالدخول وهم ليسوا نوابا، ولاهم يحزنون، وانما مجموعة مشتراة قبضت الثمن على الطريقة الصدامية الذي اختلق الحزب الثوري الكردي ليمثل الشعب الكردي والسطل (فحل التوث) طه محي الدين معروف نائبا للرئيس. وهذا يفسر لماذا تقف القوات الامريكية متفرجة على قتل "اخوة الدين" في الموصل، كما سمحت بدخول المهرجين الى البرلمان العراقي. واكيد هي التي امرت الجيش العراقي باتخاذ مواقف التفرج في الموصل الحدباء. ام ان القائد الجديد للقوات الامريكية في العراق جاء ليكمل هدم ما فات بريمر من لبنات في بناء المجتمع، والدولة العراقيان؟ او، لربما، انه ينسق مع البرزاني وليس مع المالكي؟؟ ولماذا يصمت الاعلام الرسمي على نزوح المسيحيين من مدنهم في كل انحاء العراق، وخاصة الموصل، وتحولهم الى مهجرين، ولاجئين، ومشردين، كما بالغت في احداث كربلاء، والنجف، وسامراء، وتل اعفر، وغيرها، وعرضت المهجرين في كل نشرة اخبارية، وقدمت لهم مليارات الدولارات (بيا جيب طاحت) لدعمهم، ومساعدتهم للعودة الى مناطق سكناهم الاصلية بسبب ماسمي، وقتها بالفتنة الطائفية التي ابتدعها نفس المجرمين الذين ينفذون اليوم تهجير، وتشريد، وتصفية، وقتل المسيحيين. رغم ان عدد المهجرين قارب الاربعين الف نازح، أي ما يقارب نصف مابقي من مسيحي العراق تحت الحكم القومي الديني الطائفي. وبدل ذلك يوجهون الاتهامات الى القاعدة، والتكفيريين، وهي نفس الاتهامات التي وجهت لاعمال القتل في مناطق اخرى. وذهب رئيس الوزراء بنفسه ليقود عمليات صولة الفرسان، ودورة الفنجان، ورقصة الخرفان!! اما مسيحيي الموصل فليذهبوا الى الشيطان!! في كل زيارة حسينية ترسل الحكومة 40000 مسلح لحماية الزوار، فلماذا لا ترسل ولو نصف العدد لحماية المسيحيين؟ ام ان التحالف الطائفي القومي الحاكم يريد التخلص نهائيا من المسيحيين، ونكران، ومسح دورهم الحضاري، والتاريخي، والثقافي، والعلمي، ونضالهم، واصرارهم الدائم للحفاظ على الهوية العراقية المتميزة. كما احتلوا ارض اشور، وتحويل مدن الاثوريين، والكلدان، والسريان الى "كردستان"؟؟! مثلما تحولت فلسطين الى اسرائيل!!

لقد حاول الطغاة على مر التاريخ نزع العراقيين الاصليين من العراق، ولم ينجحوا. لا داريوش الفارسي، ولا الاسكندر المقدوني، ولا بكرصدقي، ولا صدام، ولن ينجح تحالف الحكيم البارزاني الطالباني في ذلك. ولن تخدع احد دموع التماسيح التي يذرفوها على "الاخوة" المسيحيين في العراق. دون ان يشيروا بالاسم الى الكلدان، والسريان، والاشوريين، والشبك، والايزيدية، والمندائيين، والارمن، والهورامان، وغيرهم. فهذه مجرد "اقليات" مزعجة في طريقها الى التصفية!!

سينتصب من جديد برج بابل، وسيحمي الثورالمجنح نينوى الخالدة، وسينهض اشور بانيبال لنجدة احفاده، وستكتسح جيوش سنحاريب كل الجحوش، وسيهرب القتلة في صباح مثل 14 تموز الى قطارات اسيادهم من الايرانيين، والامريكان، والاسرائيليين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن