الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهم المُلائي الإيراني إلى أين ؟ عدم التوقيع على الإتفاقية الأمنية نموذجا 1-2.

عادل الخياط

2008 / 11 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


الأمراض النفسية التي تكتنف ملالي إيران كثيرة : الإزدواجية , الرياء , الكبرياء الفارغ والمُتأتي من أمبراطوريات أكاسرية مُنقرضة ,و.. و .. لكن أهم عُقدة نفسية والتي هي دون ريب إنعكاس لما ذُكر من أمراض , أهم تلك العُقد هي : ( الوهم ) , والوهم هذا في علم النفس هو علاج مُهم جدا للإمراض الجسدية على مستوى الجسم البشري , على سبيل المثال ان شخصا مصابا بالسرطان أو السُكر أو القلب أو أي مرض صعب , هذا الشخص سوف تكون أحلام اليقظة ضرورية له لو تعاطى معها , لكنها تصعد تنزل فسوف تظل وقتية , ومن هنا فإن تلك الميكانيكية سوف تسري طبيعيا على أنظمة الحُكم الشاذة , ومن تلك الأنظمة نظام حكم الملالي - شفرة الموضوع - , ولكي تهضم ذلك إطلع على تفاصيل حرب الثماني سنوات . موجز لذلك :
تصور إن هؤلاء الملالي يشنون هجمات مليونية غوغائية على شريط حدودي يقرب 1300 كم بلا جدوى , كذلك يضعون ( سماعات , مُكبرات صوت على السواتر الأمامية ) تطلق مآتم ومراث - حُسينية - , على أمل ماذا ؟ تصور الوهم , رجاءً تصور الوهم المُلائي أين يصل , ثمان سنوات يمارسون تلك الأفعال ليس على أمل أن تنفذ جحافلهم لتسقط نظام " بغداد " ليُكونوا حكومة مُلائية تابعة لهم , إنما لأجل أن يتمرد فصيل عسكري عراقي , أو فرقة عراقية , أو رُبما فيلق عراقي يقوده أحد أقارب " صدام " !!! سوف يتمرد ويقود إنقلابا عسكريا يُطيح بصدام ثم تعم الفوضى وحينها بإمكانهم اللعب على الورق !! تصور إن هذا الوهم راود ملالي إيران لثماني سنوات ولم تعلم مخابراتهم - ولعلها تعلم , لكن الوهم الملائي هو الذي يلجمها - عن أن الجيش الأمامي , على الساتر الأمامي , لو إنهار من جنديه إلى عريفه إلى قائد فيلقه فلن يكونوا - الملالي - بإمكانهم مُلامسة حُلمهم الفنطازي هذا , وببساطة , لماذا , وهل وكيف؟ لأن نظام العراق قد كون ترسانة إستخباراتية وعسكرية وحزبية حصينة ممتدة بشكل خرافي في كل حارات العراق وأزقته , وبذلك فإن حُلم الملالي هذا كان أعظم " وهم " في تاريخ الحروب ! .وتستدل .. ثم يقع إستدلالك على أكبر قرينة لهذا الوهم , , وهمٌ , حقا يُصيب المرء بحيرة مستديمة . وهمٌ مفاده : أن فيلقين من أهم فيالق الجيش العراقي , فيلقين من أربعة فيالق هي تكوينة الجيش العراقي بكامله _ بين 1981 - 1982 - أي قبل أن تتكون وتتم الفيالق السبعة مع إمتداد سعير الحرب .. نقول إن فيلقين من أهم الفيالق قد دُمرا بالكامل خلال شهرين فقط في سنة 1981 في هجومي قاطعي العِمارة والبصرة ( يقول أحد الناجين من هجوم قاطع البصرة - المحمرة : إن الإيرانيين لو هرولوا بدون أسلحة لسيطروا على البصرة وكل ما يُحيطها ) إذن لماذا لم يفعلوها ؟ لم يفعلوها للسبب ذاته " الوهم " فالخمينيين " إعتقدوا بيقين خرتيتي إن العالم الإسلامي سوف يفتح أحضانه لهم كفاتحين إسلاميين , وأول تلك العوالم الإسلامية بالطبع هي عوالم تشاطرهم الرأي مذهبيا وحدوديا , وفي قرنها الأمامي بلد يُسمى العراق . لكنه الـ " وهم " فالطائفية لم تكن مستفحلة في العراق أبان ذاك , وفعالية " خان النص " لم تزل مستهجنة من قبل أغلبية العراقيين , والعراق لم يزل يُمارس الفِعل العلماني بكل تصانيفه العُمرية _ من الطفل إلى الشاب وحتى الشيخ !! .. ومن ثم يتواصل ذلك الوهم في مهب سنين الثمانيات.. إلى أن تنسلخ تداعياته على لطم وصراخ ونواحات في الأزقة والحارات الإيرانية على رُفاة إله وداعية الوهم الساساني - الخميني الضئيل - الذي راحت على أثر مُغامراته الوهمية تلك - مغامراته الوهمية بتكوين مملكة الله الساسانية - مُغامرات الوهم الساساني التي جزرت الملايين الملايين بين قتيل ومُعوق وأرملة ومٌيتم , ومن ثم فُتحت الأبواب على ما هو أفضع للعراق القادم ! وسوف تتواصل الفضاعات على أيدي أولئك القادمون من لا يقينيات الكون العصبية الوحشية الضامرة للحقد ليكون العراق طينا إصطناعيا غضا لتلك العمائم الساسانية القادمة من حافات الأرض !

لكننا سوف ننأى بأنفسنا عن تلك الإشكالية المُعقدة - إشكالية : هل ملالي إيران ينطلقون من منطلق ديني أم قومي في تكالبهم الإقليمي ؟ الذي أظنه أن الرد سيأتي على النحو التالي : الفتح الإسلامي ليس محسورا بالعربان . الأتراك فتحوا البلاد والعباد وصار الأذان في تلك البلاد يصيح دوما : أشهد أن لا إله إلا ألله وأن محمد رسول الله ! نحن كذلك , هدفنا أن نرفع هذا الصوت , وفي ذات الوقت يرتفع صوتنا كأمة قومية , ما هو الضير في ذلك , لماذا يحسدنا العالم على ذلك ؟ وبالنسبة للعربان إذا كنا نرفع لهم دينهم على هذا النحو ,فهل نحن في هذا الموضع غُزاة أم فاتحين ؟ , ماذا يُريد العربان منا أكثر من ذلك ؟ .. ويضيف العجم : هذه آخر محاججاتنا للعربان , وإذا لم يقبلوا فسوف تتحول تلك الترنيمة إلى اللغة الفارسية لكي يكتمل العناق , أو لكي يتعرفوا على مدى إمكانياتهم .. وسوف يظل العربان والعجم ومن لف لفهما يعيشون مخاضات الجوع والتخلف والأمراض والليل الأزلي على أمل إيجاد ترنيمة ملائمة لـ _ أشهد أن لا إله إلا ألله وأشهد أن محمد رسول الله !!! " ..
صحيح , لكننا قلنا إننا سوف ننأى بأنفسنا , ننأى لنطرح هذا الوهم على أشد تداعياته :السياسية , أو بمعنى أصح السياسية النفعية التي هي الأهم , الأهم على مستوى العراق وكل غضروفيات هذا العالم , والغضروفيات هذي المرة ليست : أشهد أن " خامنئي " لحية الله ولا " حسن نصر الله " شارب الله " .. هذه المرة ثمة خازوق مُثقب حد مسامات لُحى مسامات مشايخ : قم وطهران والنجف وكربلاء والحلة وسامراء وعلي الشرجي والغربي و ..

الوهم هذه المرة لا يشفي سقيما ولا عليلا ولا لحية تنفث كل تنويعات ديدان القبور ولا ولا .. الوهم اليوم يسقط قبالته الحُلفاء والأعداء والوسطيين على حد سواء .. يا عمائم إيران , أيها الحثالات الملائية : الزمن قواد , لكن يجب أن تكون تلك القوادة على قدر , على قدر ماذا ؟ على قدر كذلك : ما مدى الفائدة التي سوف أجنيها من الإتفاقية الأمنية لو وقعتها , وفي المقابل : ما مدى الخسارة لو رفضتها ؟
هذان السؤالان لابد , بل من المؤكد المطلق الذي تصل نسبته ألف بالمليون , هذان السؤالان ينفذان في خلايا ومسامات وحمضيات جميع التشكيلات السياسية العراقية .
ولأنك والعالم ونحن نعرف ماهية التشكيلات السياسية العراقية , فلا داعي للخوض عن المدى , مدى قابلية الرفض , ما معناه : هل تلك التشكيلات السياسية التي بُنيت أساسا على النفعية على إمتداد زمنها سوف تُوقع على الإتفاقية أم لا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات