الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصفية العلماء والكفاءات

ضمد كاظم وسمي

2008 / 11 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


منذ إحتلال العراق .. وسقوط النظام السابق في نيسان 2003 ، ومع طوفان الفوضى التي عمت العراق بعد تفكيك كيانات الدولة العراقية وحل العديد من الوزارات والجيش والأجهزة الأمنية وطرد أعمدة إدارة الدولة من الوظائف العامة .. إذ غابت الدولة كدور وكمسؤولية وكأهمية من حياة الناس .. وصار نهاز الفرص في بحبوحة وسعة حال ليفرضوا أجندتهم على الشارع ويتحكّموا بخلق الله .. وراحت مافيات السلب والفرهود .. وأخرى متخصصة بالقتل وأخرى همها سحق البنى التحتية والخدمية للدولة .. تلعب الدور الأخطر في إرهاب الناس وإرعابهم الأمر الذي قادهم الى الإنكفاء الى هويات ظنوا أنها توفر لهم الأمان بعد غياب الدولة وسقوط هيبة القانون .. فظهرت الدعوات العرقية والأثنية والطائفية والقبلية والمناطقية وكلها مسيسة بأبشع صور التناحر الدموي الذي أغرق البلد بالمفخخات والإغتيالات التي لم توفر أحداً .. إذ شملت السياسي والشيخ ، الطفل والمرأة .. البائع والكاسب ، الموظف ورجل الشرطة والجيش والأنكى من كل ذلك تصفية الكفاءات والعلماء والأساتذة التي بلغت درجة عالية باتت تهدد مستقبل العراق العلمي والحضاري .. حيث بعد مضي ثلاثة سنوات على الإحتلال وهيمنته .. وبزوغ نجم التكفير ومفخخاته .. وتعملق المليشيات وبطشها .. تفيد الإحصائيات بقتل أكثر من خمسمائة من حملة الشهادات العليا من الأساتذة الجامعيين والكفاءات الإدارية والعلمية الأخرى يضاف الى هذا العدد آلاف الهاربين والفارين من جحيم القتل المجاني .. أما إذا أضفنا الى هذه الأعداد ممن قتل أو خطف او هاجر مضطراً الى الخارج من الأطباء والمهندسين والمدرسين والكفاءات الأخرى ذات التخصص المهم كالطيارين والعاملين سابقاً في التصنيع العسكري ومراكز البحوث .. لبلغنا أرقاماً مرعبة يخسرها العراق .. أرقاماً من الكفاءات تشكل ملكاً علمياً للبلد يتم تصفيته ضمن أجندات أجنبية يتحمل مسؤوليتها الأولى الإحتلال الأمريكي الذي قام بتصفية وإعتقال علماء التصنيع العسكري ومراكز البحوث العلمية .. وحتى الذين يطلق سراحهم سرعان مايتم تصفيتهم بالقتل أو التغييب الى المجهول .. وهكذا تتحقق مقولة بيكر الشهيرة عام 1990 بعد إحتلال النظام العراقي السابق للكويت : (( سنعود بالعراق الى القرون الوسطى )) .. كما لا يمكن إستبعاد الموساد الإسرائيلي الذي له تواجد في الساحة العراقية لا ينكر من خلال شركات الحماية الخاصة تحت الغطاء الأمريكي .. وهل يمكننا نسيان قيام إسرائيل بضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981 ، وثمت إتهامات يمكن أن يوجها البعض الى إيران .. بعد التصفيات الخطيرة التي تعرض لها كبار ضباط الجيش السابق ولا سيما الطيارون .. فضلاً عن أجندات قتل أخرى محلية وخارجية تفعل فعلها الواضح في تصفية هؤلاء العلماء والكفاءات الذين يشكلون أكسير التطور الحضاري ، لكن المؤلم في الأمر ان كل عمليات الإغتيال هذه سجلت ضد مجهول !!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات