الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يجب ان تقوم دولة فلسطينية

جورج حزبون

2008 / 11 / 5
القضية الفلسطينية


الخطاب العربي عموما والفلسطيني خصوصا يطالب بدولة فلسطينية مستقلة، وتنطلق هذه المواقف من رفض الاحتلال مع عدم رفض إسرائيل منذ 1967 ويشتمل الأمر على عودة اللاجئين والحدود والقدس، والجمل المترددة باستمرار. ويتحدث الخطاب عن الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ويواعد إسرائيل بإقامة علاقات كاملة معها من طرف الدول العربية والإسلامية ، بمعنى انسحبوا حتى حزيران وخذوا مكانا مميزا في الوطن العربي وإذا لم تفعلوا ذلك سنستمر بالمقاطعة وبإدانتكم أمام الرأي العالمي والدولي حيث أنكم غير ملتزمين بقرارات الأمم المتحدة والبعض يضيف انه حسب رؤيته(القدرية) فان إسرائيل إلى زوال بعد سنوات ربما 70 وربما 100 وهكذا يروض العقل العربي.
بالطبع فلسطين تم اغتصابها بعد الحرب العالمية الأولى من القوى الاستعمارية ضمن إستراتيجية مدروسة تمنع اتصال أسيا بإفريقيا وتمنع إقامة إمبراطورية عربية حسب ما رغب محمد علي والي مصر وسار بجيوشه لضم بلاد الشام وكان قد دخل نجد والحجاز قيل ذلك ليقضي على المحاولات الولي لإقامة الدولة السعودية المتحالفة مع الوهابيين ، ثم وجد الاستعمار ذلك في طموح شريف مكة وبما أنها جاءت لاحتلال الشرق الأوسط فإنها مدفوعة برؤية بريئة إستراتيجية كونية منها الموقع وقناة السويس والنفط الذي كانت بوادره واعدة فإنها كانت تحتاج إلى ترتيب وضع يسمح لها باستمرار احتلالها أو حضوره غي هذه المنطقة من العالم فهي لم تجتاز المحيطات وتضحي بجنودها للقيام بنزهة لورثة الإمبراطورية العثمانية إنما للحصول على مواقع وغنائم وان كانت المسالة اليهودية عبء أوروبي فلا باس بإعطائهم دولة حليفة تؤمن لهم مهمتهم وتساعد على استنزاف العالم العربي وإبقائه منطقة نفوذ وسوق واسع ومصادرة غير مسبوقة.
حين زار (جون فوستر والاس) وزير خارجية أمريكا في عهد ايزنهوار المنطقة في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين هبط في مطار القاهرة وكان تصريحه الأول:"إن هذه المنطقة تقوم على بحرين الدين والنفط" وهو بذلك لخص مهمته واسترتيجيته وهوه يقوم بترتيب أمور تسلم الولاية الاستعمارية من بريطانيا التي وصلت إلى حد إقامة تحالف مركزي مع إسرائيل في عهود لاحقة للإدارة الأمريكية التي استخدمت حسب ما قال (بريجنسكي) لاحقا"سنجعل أديانهم عبء على شعوبهم" عام 1977، وهكذا فان الإمبريالية رأت دائما إن الشرق الأدنى الذي أسمته لاحق(الأوسط) موقعا مهما وضروريا لأمنها الاستعماري والقومي وناشات إضافة لإسرائيل الأسطول السادس الأمريكي تحت شعارات منها (ملء الفراغات في الشرق الأوسط) بعد انسحاب بريطانيا من قواعدها العسكرية في قناة السويس وعملت على إنشاء سلسلة من الأحلاف العسكرية منها حلف بغداد وحلف المعاهدة العسكرية والحلف الإسلامي ودعم الحركات الاسلاموية .
وحيث إن هذه المنطقة حيوية لأمن الإمبريالية كان يجب أن لا تقوم حكومات آو دول"راديكالية" جذرية بل حكومات"صديقة" تقمع حركات التحرر ويتم تزويدها بما يلزم لهذه المهمة وتزويد إسرائيل بما يلزم لردع أية دولة في المنطقة تخرج عن النص الموضوع وتهدد نفوذ الامبريالية . فتم باستمرار ضرب القوى الوطنية إلى حد الإنهاك واستخدام القوى الدينية وتفريخ إطارات سلفية رجعية منها تخون وتضرب وتكفر قوى التحرر وتشكل بديل عند الضرورة يحافظ على الغايات عبر هروبه نحو الخلف فكريا وحضاريا دون إمكانية لإقامة نظام ديني بالمنطقة...
وظلت فلسطين حاضرة في برنامج جميع حركات التحرر/الأنظمة العربية/ الحركات الدينية ولكل منها قراءته ولكن القرار بيد القوة التي تهيمن على المنطقة وتستخدمها جميعا بما فيها إسرائيل ولكن مهمته المحددة والشرط الوحيد أن المنطقة مباحة بالقوة المباشرة وبسلاح إسرائيل أو بالتضارب المستمر بين الدول أو القوى الحية الفاعلة وهنا يتضح مدى خدمة الإسلاميين وان كانت بشكل غير مباشر لصالح الإمبريالية صاحبة العصمة وبرامج الأحلاف والاحتواء والعولمة.
بالتأكيد فان إقامة الدولة الفلسطينية سينهي معادلات كثيرة ربما لان دورها انتهى وربما لم تعد مهمة في ظل غياب حركة تحرر عربي وحدودي يهدد برامج الامبريالية وحيث إن الحركات الدينية استنفذت دورها واقتربت من إثبات دورها على المواصلة وإذا كانت هذه الدولة ستكون ضمن الرؤية الموضوعة للمنطقة فلا بأس مع شروط تضعها إسرائيل وتضمن عدم الإخلال بالأسس المطلوبة بما فيها محاربة الإرهاب والتطرف ...الخ.. وهنا كانت رؤيا بوش بإقامة الدولة الفلسطينية لكن يبدو إن عمليات الترويض والتجهيز والتدريب خاصة لإسرائيل احتاجت لفترة أطول لكن المهمة مستمرة!!؟
إزاء هذا الوضع وهذه المعادلة أليس من المحتم على كل القوى الوطنية الواعية وحركات التحرر العربي والقوى الديمقراطية العالمية أن تعيد بناء مواقفها ونهض من كبوتها لتعود إلى دورها التاريخي المحتم بإنهاء الاستعمار وقواه الرجعية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة رأس حربة التحرر في الشرق الأوسط الجديد بالعنفوان ودحر قوى البغي والاستعمار وإقامة نظام ديمقراطي لشعوب مقهورة منذ قرون.
وايضا بوضوح إن استعمار المنطقة لم يكن هدفه مواجهة الاتحاد السوفيتي بل الاستيلاء على ثروات هذه المنطقة وإبقائها في دائرة النفوذ بحكم موقعها الجغرافي والاقتصادي وتأثيراتها السياسية. وفي هذه المرحلة التاريخية تزداد أهميتها وهنا فان استقرارها مهم أيضا بحكم السياسة والمناهج الجديدة للامبريالية وبذلك ليس خطرا إقامة دولة فلسطينية بمواصفات معينة تسمح بإجراء تغيرات بالمنطقة ودور اقتصادي وامني أوسع لإسرائيل، وبنفس المنطق نقول إن المرحلة تسمح عبر وحدة موقف وهدف بالتصدي وانتزاع الحقوق واقامو دولة فلسطينية ديمقراطية علمانية وهذا فقط ممكن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون