الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتبة فاطمة الزهراء المرابط تحاور الشاعر والكاتب الأمازيغي محمد أسويق

محمد أسويق

2008 / 11 / 5
الادب والفن



1ـ من هو محمد اسويق؟ هو أحد نشاطاء الحركة الأمازيغية وفاعل جمعوي بمنطقة الريف- الحسيمة يكتب بالعربية والأمازيغية
اصدرت له مجموعة شعرية بالعربية سنة 2000 بعنوان نبيذ الروح وديوان بالأمازيغية أد-يسرودجي ووال –سيزهر الكلام سنة 2005 وقراءة نقدية في الشعر الأمازيغي القديم: جمالية البلاغة وسؤال الهوية سنة 2008 وله عدة مشاريع عمل أخرى سترى النور قريبا
كما نشر وينشر في مختلف الجرائد الوطنية والمواقع الإكترونية في مختلف المجلات المعرفية. كما شارك في عدة ندوات فكرية وثقافية ومهرجانات شعرية وأحرز على عدة جوائز تقديرية نشر في اليوم السابع والهدف اللبنانية والموقف العربي بقبرص
مثقف عصامي يعشق القراء والإطلاع على مختلف حقول المعرفة خصوصا الكتابات التاريخية حول شمال إفريقيا ذات العلاقة مع تاريخ الغرب الإسلامي خصوصا مرحلة العصر الوسيط و مغرم بالكتابات حول الهوية والحداثة والإختلاف
2ـ ماهي الحوافز التي جاءت بك الى عالم الكتابة والشعر بشكل خاص؟ لم أكن أتكهن بأن اتهم شاعرا يوما ما ولا تعمدت ذالك..... هي لحظة جنونية إبداعية تتكون من حيث لاتدري وتختمر بعناصر متعددة نفسية وثقافية واجتماعية ..... هي ليست مرحلة مرهونة بالقوة ولا بالإرادة .. لها سوابق نفسية من الصعب تفسيرها إنشائيا لكن عشقي للقراءة والكلمة الجميلة والنبرة البليغة هي التي قادتني ربما للغوص في هذا البحر الذي تصعب فيه السباحة و هو مجال ليس للتسلية والمتعة كما تعتقد مدارس التحليل النفسي بل هو إلتزام ومسؤولية بدءا باللغة و الجمالية ....كما أنه بحث وجهد وتضحية لترجمة اللحظة الجنونية الإبداعية التي تنفلت منك في اي لحظة بعد أن تورطك في شراكها ومتاهاتها التي لا ييكفيها التراشق بالمفردات.والجمل .... فا المبدع هو وحده القادر على تأطيرها خارج التوتر والعبثية على طريقة سمفونيتها الطبيعية .......
ليبقى حبي للثقافة والقراءة والإستماع لما هو جميل وأجمل من عشق الصورة إلى الكلمة المعبرة من خير الحوافز التي قادتني ربما لعالم الكتابة الذي هو عمل أدبي شاق ومضني وليس كما يعتقد الكثيرون
وولوجي لهذا العمل الإبداعي دلالة عن حبي للتمسك بقيمة الزمن وعدم هدر الوقت مجانا ولو بالإنشغال بشيئ بسيط حتى ندرك يوما أن لوجودنا المادي والرمزي تمثلات متعددة في ذاكرة المبدع
والكتابة هنا نود أن نقول بانها دلالة عن كياننا الحضاري تحيا وتعيش كلما حاول الموت كقدر حتمي اختصار حياتنا البسيطة ومحاصرتنا كهامش لا يستحق التذكير
3-كيف تقيم وضعية الشعر الأمازيغي في الساحة المغربية ....... إن المشهد الشعري الأمازيغي بالساحة المغربية يمر بلحظة حداثية علىمستوى الصورةالفنية والرؤية الفكرية والمتسم بالتجديد في اللغة والبلاغة التي تؤكد و بالملموس على ان اللغة الامازيغية ليست قاصرة وفي مقدور عبقريتها ان تواكب كل تطورات العصر خصوصا على مستوى ميادين وحقول المعرفة ويرجع الفضل في ذالك لمبدعين في مختلف مجالات الإبداع . وبكل تواضع ينجز اليوم نصوصا في منتهى الاهمية ذات القيمة الأدبية من الشكل والتشكل إلى الرؤية والبلاغة ... نصوصا تستحق القراءة والتشجيع وراءها ادباء وشعراء عصاميون منحوا للقصيدة الأمازيغية كل مالديهم من ملكة وصدق الموهبة . وتتميز هذه النصوص المتواضعة بتيماتها الإنسانية والحضارية التي تتموقع جلها تقريبا بين الهوياتي والتاريخي والإجتماعي باحثتا عن معنى آخر للوجود الإنساني في سوق الممتلكات الرمزية ا ي خارج صوت الرصاص والتطاحن والإقتتال
هي نصوص رغم جماليتها ومستقبلها الواعد تعيش نوعا من التهميش المقصود سواء ما تعلق الامر بالنقد المغربي الزبوني الذي يتحاشى وينفر منها كون الأمازيغية مازالت تشكل بالنسبة له طابو ثقافي ...ولا يستحضرونها في الندوات والموائد المستديرة وهذا ما قاد الانتليجنسيا المغربية العروبية باعتبار المغرب عاصمة الثقافة العربية وهذه هي الميتافيزقيا بعينيها في القرن الواحد والعشرين علما أن المغرب بلد أمازيغي تاريخيا وعلى المسؤولين إيلاء كامل الإهتمام لهذه الثقافة التي أقصيت بدون مبررعلمي لسنوات طويلة بطغيان الإيديولوجية العربية التي هي ثقافة فرضت علينا قسرا وهذا أكبر جريمة منظمة
اما التهميش الثاني فهو الذي يتجلى لنا من إقصاء القصيدة الامازيغية من المهرجانات الشعرية الكبرى ومن بعض المؤسسات التي تعتبر نفسهاوصية على ثقافة المغابة كاتحاد كتاب المغرب ....وأحيانا وبشكل مخجل للغاية نجد ضمن مائات المشاركات واحدة يتيمة لتبرير كل انتقاد يذكر مما يبن أن القصيدة العربية هي صاحبةالحظ والسلطة في المغرب تدعمها الدولة كونها تساهم في ترسيخ الإيديولوجية العربية الوافدة وتضرب عرض الحائط الثقافة الأمازيغية ذات الجذور العميقة في التربة الإفريقية والمتوسطية و التي مازالت تقلق مخزن العروبة وتحالفه الطبقي
4- ـ ماهي طبيعة المقهى في الحسيمة؟ و هل تختلف عن المقاهي المغربية الاخرى

المقاهي في الحسيمة متواضعة وعادية وليس هناك ما يميزها عن الأخريات تبقى متنفس نسبي لإعتبارات ولأخرى ربما تلجأ إليها لظروف ولأخرى
لللإلتقاء بشخص معين او بنسيان روتين المنزل ورتابة العمل وهنا من يعتبرها فضاء للكتابة وإنجازبعض الاعمال ذات الصلة بالقلم قد تكون مهنية علمية او استعداد لمعركة قلمية خصوصا الذين لا يتوفرون على الفضاء المناسب في المنزل... هربا من من جلبة الاطفال التي لا يستسيغها طبيعة العمل الذي يتطلب الصمت والسكوت والسكون والوحدة كونها مشاغل تتطلب التفكير والتحليل والتأمل والحفظ....
ففي هذه المقهى الملجأ الظرفي ربما قد يطول فيها المكان والزمان وربما يقصر حسب الحاجة والضرورة ربما قد يكون ذالك يوميا وقد يكون مناسباتيا حسب متطلبات الكاتب المبدع
وفي الثقافة الشعبية المقهى فكرة سلبية كونها تساهم في مضيعة الوقت أو هي مكان للتسكع ولا يرتادها غير العاطلين لضياع الوقت. وقد لفقت لها هذه التهمة انطلاقا من انواع الللعب الممارس فيها من الكارطة التي يعتبرها العقل الجمعي الضيق حرام والدومينو كما أنها تستنزف الفرد ماديا وتورطه في المواضيع القيل والقال والنميمة ومن هنا جاء مفهوم (دعني من كلام المقاهي) الذي كله نقد وبدون أخلاق ........
لكن مساهمة الكتاب المبدعين في انشاء وترسيخ ثقافة المقاهي الادبية-كظاهرة حداثية غبداعية - حاولوا أن يعيدو للمقهى براءتها واعتبارها فضاء ثقافي او على الاقل متنفس للتلاقي بالذات القلقة والمضطربة وهو ما يذكرنا بمقاهي التي كان يرتادها المبدعون زمن سارتر وفوكو وسيمو دوبوفوار والتي مازالت تحتفظ بكراسيهم وطاويلاتهم.وأمكانهم فالقهوة في هذه الأماكن تقدم باثمنة غالية والجلوس على كراسيهم شرف عظيم لان الفضاء لم يعد مجرد مقهي للخدمات البسيطة بل صارت اماكن تاريخية وجزء من ذاكرة فرنسا لأن من هذه المقاهي انطلقت شرارة انتفاضة 68 ومجموع من الأحداث التي ساهمت في تغيير فرنسا ومنها أيضا كانت انطلاقة التصورات الإشتراكية لمناهة الميززمن ألبير كامو وآخرون الذين يرجع لهم الفضل في تحريك الإحتجاجات ضد الإستعمار الفرنسي في إفريقيا والمغرب الكبير
ونافلة القول نتمى بدورنا ان تصير يوما المقاهي دور شباب للتعليم والتعلم والندوات والقراءات الشعرية وعرض اللوحات التشكيلية
5ـ هناك علاقة تاريخية بين المبدع و المقهى ، كيف تنظر الى هذه العلاقة خلال الفترة الراهنة؟
طبعا وكما سلف القول هناك علاقة حميمية بين المبدع والمقهى خصوصا في المدن االكبرى وشكلت في حد الامر ظاهرة بامتياز خصوصا في زمن كان ينعدم فيه التلفزيون في البيوت ولا يمكن مشاهدته إلا في مثل هذه الفضاءات التي هي المقاهي. فكان غالب المبدعين يشتغلون في المقاهي وهناك كانوا ينشرون اوراقهم وإنجاز أعمالهم مع احتساء فناجين القهوى ذات الطعم الخاص مرة يشدك القلم ومرت تبحر بعينك خلف مسلسل أومشهد يريحك او يطل عليك خبر دولي .. ويمنحك شحنة كتابية أخرى .و المكان كان دوما فضاء متفتح اكثر من المنزل بروتينيته التي تفرض نفسها بشكل مثقل فالكاتب يعجبه أن يكتب وهو يدخن فربما في المنزل يعتبر هذا غير مباح تجنبا لكل تلوث يصيب الاطفال أو ربما ذاك الضجيج يشكل له نوع من خصوبة المكان كما عايشت شخصيا.. وباختصار في المقهى يسمع المبدع لذاته ويلتقي بها بشكل مريح ليقرر معها مشاريع عمل جديدة وهنا يمكن القول بأن المقهى كما يطلق على الفضاءات المتاحة للكتابة والقراءة ذاكرة بامتياز وهو ما نلمسه في المقاهي القريبة من الجامعات حيث يرتادها الطلاب ايام الإمتحانات بكثرة بحيث هي فضاء خصب للتفكير والفكروهضم ما ينتظرك من ركام الكتب والدروس فتستوعب ذالك بطريقة مريحة وفي زمن طويل الساعات دون أن تشعر بالحرج أو التوتر لانك في مكان مريح نفسانيا لان علاقة سكلوجية المبدع مع الكتابة واقع يجب أن يكسب بالتراضي والإنسجام والتوازن ودون تعسف او مضايقة
6ـ هل يمكن اعتبارك من رواد المقهى؟ كنت من رواد المقهى ولم أزل إن تحدثنا بشكل مطلق لإلتزامات مهنية وعائلة ولإنعدام مقاهي تتوفر فيها مواصفات مقبولة خارج االجلب و.........
لكن لا أستطيع الإستغناء عن المقهى بتاتا لانها متنفس حميمي لتوقيع االخربشات وتصفح الجريدة وفتح نقاش مرتبط باهتماماتك الثقافية أو السياسية مع من تجمعك بهم علاقة تعارفية ويمكن اعتبار المقهي فضاء أسروي مع مجموع من الاصدقاء الذين ربما لاتسمحكم الفرصة بالتلاقي معهم إلا فيها لذا أعتبرها نوع من المحطة لإختزال البعد والمسافة الطويلة
وبكل صراحة أحيانا أدع المنزل في ظروف مقلقة وعصيبة وتكون المقهى وحدها الفضاء الذي يمكن أن يجيب عن أسئلة نفسيتي وشرودي... من خلال الدردشات مع الاصدقاء خارج الحياة النمطية المليئة بالإلتزامات المنزلية كما أحيانا أخرج مباشرة من العمل قاصدا المقهى وأنا أرى فيها المكان المناسب والانسب ظرفيا الذي سيحررني من عياء العمل ويؤهلني لادخل المنزل مرتاحا تاركا أعصابي في ثلاجة باردة او على طاولة المقهى ذاتها ...لكن اليوم المقهي يكتسحها عشاق الكرة بشكل سحيق والمقاهي الادبية ذات حضوررجنيني و نادر جدا لأن الإبداع نخبويا ولا يمكن مقارنته بالكرة كظاهرة شعبية تجمع كل الفئات والشرائح والطبقات
7-ماذا يمثل لك: القلم، الوطن، الامل؟


للقلم دلالات فكرية وإنسانية وعلمية ....هو من يشعل النور في الردهات الحالكة وهو من أنقذ البشرية من دائرة الجهل والظلام هومشعلنا للقضاء على الامية والتطرف والعنف وتحقيق التسامح وتدبير الإختلاف..و مهما بلغ التطور والعلم والرفاهية فلا يمكن للبشرية أن تستغني عن القلم ....نعم إنه الوطن لان جل كتاباتنا تفعيل لمبدأالمواطنة والمواطن تفاديا لكل مأزق يورطنا في ازمة تكسر القلم واللوح الذي عبرهما تاسست الاجيال وتواصلت وأرخت وأبدعت وراسلت
الأمل لانه بالفعل حين نمارس لعبة الكتابة نزرع الأمل ونكتشف صدفة أن االحياة ألوان وأشكال وشرفات مطلة على مختلف الجهات غير تلك التي كانت تبدو لنا من باب التشاؤم والحزن وان تأخذ بالقلم هو الاخذ بالسلاح لخلق الامل والنصر على كل رعب يهدد مسارنا فالكتابة حق والقلم حق
ونحن ناخذ القلم لنحقق احلامنا وأمنياتنا فهو قبل كل شيء انتصار استباقي وامل حياتي يكتب من أجل الإبتسامة والجمالية والفنية التي قد تسعد الإنسانية
8ـ كيف تتصور مقهى ثقافي نموذجي؟ اتمنى أن يكون المستقبل زمنا لإكتساح المقاهي الادبية في مختلف الأماكن والحارات الشعبية تتوفر فيها شروط الراحة والمتعة والخدمات الجيدة بعيدة عن الهراء والمرج اللامجدي ما عدا القراءات و الأمسيات الشعرية وندوات الرواية والقصة القصيرة بفضاء يؤثثه اللوحات التشكيلية وما أنسجته يد الصانع التقليدي في مختلف مجالات الإبداع الخزفي والخشبي و الطرز و الاواني
حتى تصير المقهى ذاكرة تراثية ومدرسة عمومية وينبوع فكري متحرر من كل ضغوطات ومراسيم مكرهة وبالفعل كثيرا من المثقفون نعتبرهم خريجي المقاهي وليس المعاهد والجامعات او هي التي ساهمت في تجميع وتاسيس مجموعة من المبادرات الإبداعية من المسرح والغناء لان بداية الفكرة كانت هو الإلتقاء والتعارف وفتح باب النقاش .
11أكتوبر2008

فاطمة الزهراء المرابط تحاوره
كاتبة من أصيلة/المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا


.. فيلم -ولاد رزق 3- يحقق أعلى إيراد يومي في تاريخ السينما المص




.. رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى.. السوبرانو الأردنية زينة بر


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص




.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء