الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باراك حسين اوباما - انتهي الدرس ياغبي

بولس رمزي

2008 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لقد اعطتنا انتخابات الرئاسه الامريكيه درسا في حقوق المواطنه لن ينساه التاريخ علي مدي قرون قادمه وقد رسخت مبدأ رائعا من مبادئ حقوق الانسان
فنجد ان الولايات المتحده الامريكيه ذات الغالبيه العظمي البيضاء تعطينا درسا عمليا عظيما في قبول الاخر وهنا لا اعطي الفضل في هذا لادارة جورج بوش الابن او أي فرد بعينه لكن الفضل كل الفضل يرجع لثلاثة عناصر متساوية من حيث الاهميه وهي:

العنصر الاول : الشعب الامريكي العظيم
العنصر الثاني : الحزب الديموقراطي الامريكي
العنصر الثالث : كفاءة وقدرات باراك اوباما

وبتحيل العناصر الثلاثه التي اشتركت في تكوين شخصية باراك اوباما نجد تجلي العظمه في العناصر الثلاثه مجتمعين لايمكن لعنصر التغلب علي العنصرين الاخرين كما يلي :

العنصر الاول : الشعب الامريكي العظيم

هذا الشعب الرائع الذي لم يفق من صدمة سبتمبر 2001 عندما دمرت منشئاته باستخدم طائرات تقل ركاب امنين مسالمين وكان القتل باسم الاسلام عندما ظهر اسامه بن لادن علي القنوات الفضائيه يشيد بالابطال الشهداء الذين نفذوا هذا العمل البطولي من وجهة نظره نجد هذا الشعب العظيم وصل تاييده لباراك حسين اوباما الذي ينتمي الي اصول افريقيه مسلمه الي حد الجنون فنجد الشعب الامريكي باختلاف دياناتهم وانتماءاتهم والوانهم يؤيدون اوباما دون الاهتمام بديانته او لونه او عرقه لكن يرون فيه انه الانسان الكفء لقيادة الولايات المتحده الامريكيه وهنا نري ان اختيار الشعب الامريكي لاوباما اختار كفاءه وليس اختيار علي اساس تمييزي

العنصر الثاني : الحزب الديموقراطي

عندما يصل السيناتور باراك اوباما الي هذا الموقع لم يكن من فراغ لكن الحزب اعطي هذا الرجل الفرصه الكامله والتاييد المطلق ليصل الي البيت الابيض الامريكي فلم يحجب عنه الحزب تطلعاته الافق مفتوح امام الرجل للوصل الي ابعد الحدود لا يوجد خطوط حمراء تعيق تقدمه

العنصر الثالث : كفاءة وقدرات بارك اوباما

نجد ان الرجل بالرغم من حداثة عمره الا انه يمتلك قدرات وكفاءه فائقه في استحواز وجذب كل من يستمع اليه كما يمتلك ثقافه سياسيه واعده استطاع يقدراته ان يقنع جميع خبراء العالم السياسيين بمقدرة هذا الرجل علي قيادة الولايات المتحده الامريكيه اضافة الي هذا فالرجل يمتلك براعه فائقه في الخطابه فانه لايقل في قدراته الخطابيه عن مارتن لوثر كينج فقد استطاع ان يكون مقنعا في جميع خطبه ومناظراته وتمكن من هزيمة كل من يقف في طريقه للبيت الابيض في جميع مناظراته سواء كان امام هيلاري كلينتون ومن بعدها مرشح الحزب الجمهوري ماكين

فقد استخدم ماكين جميع اسلحته من اجل ايقاف تقدم اوباما المتجه بسرعة الصاروخ الي البيت الابيض استخدم اصوله الافريقه وخلفيته الاسلاميه من اجل اقناع الناخب الامريكي في التخلي عن تاييده لباراك حسين اوباما وفشل في ذلك فشلا زريعا فنجد هذا لم يؤثر سلبا في شعبية باراك اوباما بل علي العكس تماما استطاع اوباما ان يتقدم علي ماكين

مرة اخري حاول ان يلصق به تهمة الارهاب وانه مؤيدا لاحد الشيوعين الذين قاموا باعمال ارهابيه منذ اكثر من ثلاثين عاما ولم ينجح في ذلك ايضا

الشعب الامريكي بغالبيته مقتنعا بقدرات الرجل في استطاعته اعادة عافية الولايات المتحده الامريكيه وتصحيح مسارها

وهنا يمكنني ان استعير عنوان مسرحية الفنان المصري محمد صبحي لاوجهها الي المهووسون في منطقتنا العربيه " انتهي الدرس ياغبي "

وهنا لي عدة نساؤلات اوجهها لضمير كل انسان يعيش في منطقتنا :

1- هل سياتي يوما يتمكن فيه ان يقوم قبطيا في ترشيح نفسه للرئاسه في مصر وبهتف له الشعب المصري ويؤيده بجميع انتماءاته العقائديه دون الاهتمام بما هي ديانته الحاليه او ماهي دياته السابقه او ماهي جذوره؟؟
2- هل سياتي يوما سوف نري رئيس الجمهوريه يرشح قبطيا لمنصبا حساسا مستخدما معيار الكفاءه فقط في هذا الترشيح دون الاهتمام بانه لاي ديانه ينتمي؟
3- هل سنري في يوما ما الحزب الوطني الديموقراطي المصري يرشح قبطي لرئاسة احد الامانات العامه للحزب الوطني ويجلس في الصفوف الاماميه في مؤتمر الحزب العام بجوار احمد عز وجمال مبارك وزكريا عزمي وصفوت الشريف والدكتور مفيد شهاب والدكتور علي الدين هلال؟
4- هل سنري اليوم الذي فيه يذهب المسلمون الي صناديق الانتخاب لاعطاء اصواتهم لمرشحا قبطيا للبرلمان المصري؟
5- سؤال اخير اوجهه لاقباط مصر هل لو انتم الشعب الامريكي كنتم سوف تدلون باصواتكم لباراك حسين اوباما؟

اردت ان اقول في سؤالي الاخير للاقباط بان ظاهرة التمييز الديني ليست حكرا علي المسلمين دون غيرهم لكنها ثقافة مجتمع تحتاج الي مجهود شاق للغاية من اجل تغيير هذه الثقافه ليس في المجتمع المصري فحسب بل في المنطقه باثرها تحتاج الي ثقافه جديده اسمها ثقافة " المواطنه " ويستلزمها تضافر كل الجهود في ذلك لقد عجبتني في كلمة السيد الرئيس مبارك في افتتاح اننا في حاجه الي تغيير ثقافة المجتمع المصري لتكون سياسة الاعتدال وهنا لي ان اهمس في اذن فخامة الرئيس مبارك " يا فخامة الرئيس رائع جدا ان تتبني بناء ثقافة مجتمع علي اسس معتدله وهذا شئ جميل لكن الاجمل ان اري الاقباط يشاركون اخوتهم المسلمين علي قمة الهرم التنظيمي للحزب الوطني الذي يشرف برئاستكم له لكن دون ذلك اشك في هذه التوجيهات سوف تعطي أي مردودا ايجابيا

بولس رمزي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران