الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد وُلِدَ الشاعر قبل خلق الكون بمائة عام بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل رسول حمزاتوف 3 تشرين الثاني

إبراهيم إستنبولي

2008 / 11 / 5
الادب والفن


أرجوكم ، أيها الناس ، كرمى لله ،
لا تستحوا من طيبتكم .
لم يعد ثمة أصدقاء كثر في الدنيا ،
فاحذروا أن تفقدوا أصدقاءكم .
###

أيها المسافر ، إذا لم تعرج على منزلي فليسقط البردُ و الرعد على رأسك ، البَرد و الرعد .
أيها الضيف ، إذا لم يرحب بك منزلي فليسقط البرد و الرعد على رأسي ، البرد و الرعد .
###

عندما سأغادركم في طريق طويلة
إلى ذلك المكان ، حيث لا عودة منه ،
فإن الغرانيق و هي تطير حزينة ،
سوف تذكركم بي .
###
سئل أحد الطلاب الآفاريين عند الامتحان في المعهد الأدبي : ما الفرق بين الواقعية و الرومنطيقية ؟
و بما أنه لم يكن قد قرأ شيئاً عن هذا الموضوع ، فقد فكر قليلاً ثم أجاب :
الواقعية هي حين ندعو النسر نسراً ، و الرومنطيقية هي أن ندعو الديك نسراً .
انفجر الأستاذ ضاحكاً و وضع له علامة النجاح .
###

كان أبي يقول : لا تمزح مع النار !
كانت أمي تقول : لا ترمِ الحجارة في الماء !
###
أياً كان الذي تقابله في الطريق ،
عدواً كان أو صديقاً ،
فهو إنسان مثلك تماماً ،
فلا تنس ذلك و أنت تحمل خنجرك .
" حفر على خنجر "
###

الفتى غير العاشق لا تحق له كتابة الأشعار .
###

تحزنني الشجرة التي لا تغرد عليها العصافير .

من قصائده :
1-
الغرانيق

يبدو لي أحياناً ، أن الجنود ،
الذين لم يعودوا من المعارك الدامية ،
لم يدفنوا في ترابنا يوماً قط ،
بل تحولوا إلى غرانيق بيض .

و هم منذ تلك الأيام البعيدة و حتى الآن
ما زالوا يطيرون و يبعثون إلينا النداء .
أليس لهذا غالباً ما نصمت
بحزن و نحن نتطلع إلى السماء ؟
و اليوم ، في وقت المغيب ،
أرى عبر الضباب ، كيف إن الغرانيق
تطير في انتظامها المعهود ،
كما كان الجنود في الأرض يمشون .

تطير و تختتم طريقها الطويل
و هي تستدعي بعض الأسماء .
أليس لهذا و منذ الأزل تشبه
اللغة الآفارية نداء الغرانيق ؟

يطير و يطير في السماء سرب تعِبٌ –
يا أصدقائي السابقين و أحبائي .
و ثمة في رتله فراغ صغير –
ربما ، هذا المكان يعود لي !

سيحين يوم ، و سوف أطير
مع سرب الغرانيق في مثل هذه الظلمة الزرقاء ،
منادياً بصوت الطيور من تحت السماوات
جميع أولئك الذين تركتهم على الأرض .

2 –
إذا كان ألف رجل في العالم

إذا كان ألف رجل في العالم
مستعدين لأن يتقدموا لخطبتك ،
فاعلمي ، أنه بين هؤلاء الألف رجل
أكون أنا – رسول حمزاتوف .

و إذا ما أغُرِم بك منذ زمن بعيد
مائة رجل دماؤهم تجري كالهدير ،
فليس بالغريب أن تكتشفي بينهم
جبلياً اسمه رسول .

و إذا ما أُغرم بك عشرة
رجال حقيقيين ،
دون أن يخفوا نيران حبِّهم ،
فمن بينهم ، و أنا أهلل جزعاً ،
سأكون أنا أيضاً – رسول حمزاتوف .

و إذا جُنَّ بك واحد فقط ،
يا مَن لا تهوى الوعود ،
فاعلمي ، أنه جبليٌّ
من قمم الضباب باسم رسول .

و إذا لم يغرم بك أحد
و حزنتِ أكثر مع أمسيات الغروب ،
فاعلمي أنه في السفح البازلتي
للجبال قد دُفِن رسول حمزاتوف .


4-
ورود شيراز
إلى ميرزو طورسون – زاده

تكلل كَرْمةُ الأشعار
صدرَ كلِّ قَرن .
أنت تذكر ، يا ميرزو ،
كيف إن ورود شيراز
ودّعتنا و إياك عند الرحيل .

قد يكون ، لا تُحسَد قسمة غيرها ،
حيث قبة الصبح مليئة بالزهور .
و مهما انقضى من وقت عليها ،
فإن حافظ لن يدعها تذبل .

ها قد تصاعدت فوق المدينة أولى العواصف الرعدية
و راحت تحلّق أوائل الخطاطيف .
إنك تذكر ، يا ميرزو ، كيف إن الورود
بدَت كما لو لبست الخُمر و هي تودّعنا .

راحت تهمس لنا :
" من الإثم العجلة ،
لتؤجّلوا سفركم و لو ليوم واحد .
و ستنكشف وجوهنا أمام ناظركم ،
كما لو أنها أجمل عرائس شيراز .

صدٌقني ، يا ميرزو ،
كنتُ قادراً لأن أمتِّع ناظري بجمالها
منذ الفجر و حتى المغيب .
آه ، يا ورود شيراز !
و قد تغنّى بها حافظ يوماً ،
فإنه لن يسمح لها أن تذوي !

5-
مِن أين أنتِ ، أيتها الفتوة ؟

مِن أين أنت ، أيتها الفتوة ؟ "
" أنا من كل صوب ! "
" مَن ستكونين للعالَم ؟ "
" سوف أكون يوم الغد " .

" وأين تبنين أعشاشك ؟ "
" على جروف الأمل " .
" و من هم الغرباء عنك ؟ "
" الأغبياء و الجُّهال " .

و مَن هم ، أيتها الفتوة ،
أبطالك في الحياة ؟ "
" أحرار جميع البلدان
من أيام طروادة ! "

" بماذا تشتهر
دروبك في الدنيا ؟ "
" ليست شديدة الانحدار ,
و ليست مطروقة جداً " .

" و أين تبدأ
دروبك تلك ؟ "
" هناك ، حيث ترك
الآباء آثار أقدامهم "

" بماذا يُقارَنُ الحب لديك
في وقتنا الحاضر ؟ "
" إنه يشبه
النار الخالدة " .

" و الكراهية إذن بماذا تقارن –
مع اليوم الذي مضى ؟ "
" لا ، هي أيضاً تشبه
النار الخالدة " .

" لأية قبيلة ،
تنتمين أيتها الفتوة ؟ "
" أنا ابنة أصيلة
لشعبي الأصيل " !

" و أية لغة تتكلمين ،
أيتها الفتوة ؟ "
" أتكلم اللغة ، التي
لا وجود فيها للنميمة

تلك اللغة ، التي
لا يوجد فيها تملّق " .
" و بماذا تشتهر لغتك ؟ "
" بأصول الشرف ! "

" و ما هي الأنشودة ، التي
لا تفارقك ؟ "
" حيث تتناغم الرقة
مع الرجولة ! "

" و ما حاجتك لذلك ؟ "
" ليكون الغناء من القلب ! "
" و هل ستظلين فتية
لفترة طويلة ؟ "
" إلى الأبد ! "


6 -
أحبك ، يا شعبي الصغير


تُحسنُ لقاء الحزن بصرامة ،
من دون دموع ، بلا حيرة ،
و تجيد أنتَ السعادة
من دون أن تتباهى .

أليست أغانيك هي التي تشبه
طيران النسر البطيء ،
و الرقصات –
مع الفارس ، الذي يطير
حصانه ، و قد نسي اللجام .

لم يبهت طبعك الأبي ،
و العبرة في كلامك تعيش .
أوه ، كم أحبك بقلب جبلي
أنتَ ، يا شعبي الصغير !

في زحمة الجبال ، حيث
من الضباب مجدول قيد غليظ .
قلبك دائماً مفتوح ،
و واسع دوماً كما السهل .

القطارات ترعد عند قدميك ،
و من على كتفك تُـقلع طائرة .
أحبك ، كابن دولة جبارة ،
أنتَ ، يا شعبي الصغير !
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي