الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصرية المضادّة في الانتخابات الأميركية

محمد كليبي

2008 / 11 / 5
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مما لا شك فيه أن الحملة الانتخابية الأميركية الحالية , لانتخاب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية , قد أثبتت للعالم اجمع بأن المجتمع الأميركي قد بلغ درجة عالية ورفيعة من النضج السياسي والاجتماعي , وذلك من حيث

أ ) وصول المرأة الأميركية الى أن تكون مرشحة لمنصب نائب الرئيس , مع الحاكمة " سارة بالين " التي رشحها الحزب الجمهوري لهذا المنصب الاتحادي الكبير . فضلا عن وصولها - المرأة الأميركية - قبل ذلك الى التصفيات النهائية للانتخابات الحزبية للحصول على ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية , مع السيناتورة الديمقراطية " هيلاري كلينتون " .

ب ) فوز مرشح أسود بترشيح أحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة لمنصب الرئيس , مع "باراك اوباما " مرشح الحزب الديمقراطي , وخوضه المنافسة مع مرشح الحزب الرئيسي الآخر , وربما فوزه بالمنصب الأوّل في الدولة الأولى .

لكن , وعلى الرغم من ذلك فان جميع الاحتمالات لا زالت مخيّمة على الانتخابات الحالية , حيث يتوقع أن يلعب العامل العنصري دور (( المفاجأة )) في تحديد النتيجة النهائية لهذه الانتخابات . فوفقا للعديد من المحللين السياسيين , فهنالك توقعات بأن (( يغيّر )) العديد من الناخبين البيض آراءهم واختيارهم عند الاقتراع , متحولين بأصواتهم الانتخابية لصالح المرشح الجمهوري " جون ماكين " .

الا ان ما لم يذكره المحللين السياسيين , ولأسباب غامضة لا أفهمها , هو ( ظاهرة العنصرية المضادة ) , العنصرية السوداء والملونة . فمن خلال متابعتي لحملتيّ المرشحين , الديمقراطي " باراك أوباما " والجمهوري " جون ماكين " وجدت أنّ جمهور السيناتور أوباما يتشكلون من ( جميع ) الناخبين السود والملونين !!؟؟ بالاضافة الى نسبة كبيرة من الناخبين البيض . بينما جمهور السيناتور ماكين يتشكلون من الناخبين البيض .
وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان ظاهر ة العنصرية العرقية , عنصرية اللون (( قد أصبحت ظاهرة سوداء وملونة )) , بينما تخلى البيض عن هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة والمتخلفة والاانسانية .
فكون أن جميع الناخبين السود والملونين - وفقا للظاهر ووفقا للاستطلاعات ووفقا للمحللين السياسيين - مع المرشح الديمقراطي " باراك أوباما " , فهي ظاهرة عنصرية جديدة , ظاهرة عنصرية مضادة , ظاهرة عنصرية معاكسة , ظاهرة عنصرية انتقامية ضد البيض وضد التاريخ العنصري الطويل لهم , منذ تأسيس الولايات المتحدة الاميركية قبل أكثر من مائتي عام , قبل ان يتخلوا عنه في العقود الأخيرة . بينما نجد ان الناخبين البيض موزعين بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي , مما يدل على ان اختيارهم لمرشحهم المفضل جاء بناء على عوامل سياسية واقتصادية وامنية صرفة , بعيدة كل البعد عن العامل العرقي والعنصري .

وبناء عليه فانني أرجح تحوّل الناخب الاميركي الابيض لصالح المرشح الجمهوري " جون ماكين " , وذلك (( كرد فعل )) تجاه العنصرية المضادة التي يتبناها الناخب الأميركي الأسود والملون .

واليوم الاربعاء 5/11/2008 - يوم اعلان النتائج - يكرم المرشح الأميركي أو يهان ؟؟؟؟؟؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصاد ثقيل لسبعة عشر عاما من حكم حماس في قطاع غزة | #نيوز_بلس


.. جمال نزال: حماس استولت علي غزة بقوة السلاح




.. مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها مدينة البي


.. الجيش الإسرائيلي: حرائق واسعة بمنطقة كيبوتس يارؤون في الجليل




.. منظمة إسرائيلية: آلاف جنود الاحتياط يعانون من اضطراب ما بعد