الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاءاتنا العلمية ،،،،، الى اين ؟

صبيحة شبر

2008 / 11 / 6
حقوق الانسان


مر العراق بعقود من الظلم والظلام ، استبيحت فيه الحرمات ، وأهدرت الكرامات ، وحجبت الحقوق ، وأريقت أنهار كبيرة من الدماء الغزيرة ، لا لشيء ، إلا لإشباع النهم الى السلطة والتحكم ، واغتيلت ارفع الكفاءات العلمية والفكرية ، واجبر الكثيرون من خيرة أبناء الشعب العريق ، على مغادرة ربوع الوطن الحبيب ، والمتغرب في المنافي والقفار ، متطلعين الى يوم الخلاص ، فيستطيع المواطن ان يعبر عن إرادته بكل حرية ، وان يذق طعم الحريات التي حرم منها ويصل الى الحقوق ، التي ناضل من اجلها ، ولكن طريق النضال الشائك الطويل ، لم يتح للعراقيين الوصول الى عاقبة جهدهم ونتيجة كفاحهم ، وحين تغير النظام ، استبشر الناس خيرا ، بمقدم عهد جديد ، يستحق العراقيون ان يتمتعوا به ، ولكن الأحلام الجميلة تلك ، ما لبثت ان تبددت ،حين حلت عناصر الظلام وأخذت تفتك بالعقول النيرة ، التي أنجبها الشعب في مسيرته الطويلة ، وامتدت الأيدي الظالمة ،تغتال خيرة الكفاءات العلمية والفكرية ،التي كان العراق يفخر بها ، والتي ترعرعت في أحضان حب الوطن، والتضحية من اجله، وبذل الدماء الزكية للوصول بالوطن الحبيب،إلى بر الأمان ، ولكن تجربة السنوات الخمس والنيف، من عمر حكم ما بعد النظام البائد، قد أثبتت ان أعمار العلماء والمفكرين العراقيين، ليست غالية بالقدر المطلوب عند أرباب الحكم ، ومن يتولى المسؤولية عن حماية الأرواح، والحفاظ عليها ضد بطش الجائرين وتعدي الظالمين.
سقط الكثير من العلماء وخيرة الكفاءات العراقية، بأيدي ميليشيات الظلام ، والتكفيريين ممن يسعون الى فرض الرأي الواحد، ومحاربة كل الآراء التي يشتمون منها استقلالية، في الرؤى ونضج في المنهج ، و الجرائم الآثمة تمر دون عقاب رادع ، يجعل الأيدي المنفذة والآمرة، تخشى من المساءلة، والوقوع في نتيجة أعمالها العدوانية، في التعدي على حقوق الإنسان في عراقينا الحبيب .واغتيال كل عقل يرفض الخنوع، ويرضى ان يعيش الوطن في ظلام متواصل لا توقع فيه لبارقة أمل من عيش كريم ، يحترم الإنسان ويسعى الى الذود عن كرامته، ضد من يريد ان تتواصل حملات قمعه والحط من شأنه.
اغتيل المئات من المفكرين والصحفيين، والكوادر العلمية والفكرية ومن الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات، وكل من تخشى المنظمات الظلامية ،ان يقف عثرة في طريق محاولاتها ،لجعل العراق بلدا متخلفا ،لا خير في أهله ولا يستفيد من خبرات كفاءاته، ولا علمهم الكبير وفكرهم الغزير، وإصرارهم على ان يسيروا بالوطن الى حياة الجمال والبهاء ، ومرت تلك الجرائم دون عقاب ، مما جعل الجناة يستمرئون تلك الأعمال ما داموا بمنجى عن المساءلة ، وما دامت الدماء الزكية تذهب هدرا.
لقد آن الأوان، لوضع حد لهذه الاعتداءات السافرة ،على حقوق الإنسان في العراق الحبيب ، وان يسارع المهتمون بحرية الفكر، والنضال من اجل التقدم الى تكوين لجان التحقيق ، لكشف الغامض في هذه العمليات العدوانية، ومعرفة من يقف وراءها ويمولها، والأغراض الظلامية التي تدفعه الى هذا الوقوف ، وان نضع حدا لانتهاك حقوق الإنسان في العراق، وان يوقف هذا المسلسل الإجرامي المشبوه للنيل من كل دعاة التقدم والنضال، من اجل حياة أفضل ، وكان لاغتيال شهيد الثقافة ، المفكر نائب وزير الثقافة كامل شياع ،الوقع الكبير على المثقفين العراقيين والمفكرين الذين يحلمون بمصير أحسن ، و بمستقبل أفضل يحترم الاختلاف في وجهات النظر.
لقد دلت الحوادث العدوانية ،التي طالت علماء العراق ومفكريه، ان الفكر النير هو المستهدف الأول في عراق اليوم ، وان الإخلاص للوطن والتفاني في حبه، والعمل على تقدمه وإسعاد شعبه ، لا يدع الإنسان يحيا في طمأنينة ، وان سهام الطغاة سوف تناله،وتغتاله ساعية إلى وأد الفكر الحر ،الذي يحمله صاحبه ، وهؤلاء الذين لاتهمهم الا مصالحهم الشخصية، من مال وسلطات يجب ان يخضعوا للمساءلة ، كي ينعم المواطن العراقي، بحياة مستقرة لا تهددها الحراب ولا تبيدها كاتمات الصوت، كما كان في عهد النظام المقبور ، ومن حق العراقي ان يتخلص من سافكي دمه، وان يشعر ان نضالا ته العديدة لن تذهب سدى، وان قتلة علمائه وكفاءاته لن يفلتوا من العقاب ، وكما ان أعداء العراق كثيرون ، يسعون كلهم الى عرقلة الجهود لبناء وطن حر ، فان أبناءه المخلصين قادرون أيضا على ان يتوحدوا ليقولوا كلمتهم في هذا الميدان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد