الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس الأم العراقية من وباء الكوليرا

إبتهال بليبل

2008 / 11 / 7
مقابلات و حوارات


وباء الكوليرا اصبح يرعب الأم العراقية، فلا هم لها سوى المحافظة على ابنائها من هذا المرض، لنجدها تصر على شن حملة طوارىء في البيت، من حيث طرق استخدام مياه الشرب، وعملية الاستحمام ومنع تناول الأطعمة المكشوفة من الباعة، ربما هذا هو جزء بسيط لما تعانيه المرآة العراقية، في هذا التحقيق نسلط الضوء على وباء الكوليرا بهدف معرفة حقيقة إنتشار ه والتهويل الإعلامي له، لنشير إلى عدد حالات الإصابة والوفيات.
*بدءاً التقينا بالسيدة (سلوى فليح جاسب / 44 عاماً ربة بيت) لتحدثنا عن كيفية التصدي لوباء الكوليرا كونها أماً لأربعة ابناء، فقالت: اولاً قمتُ بتوجيه ابنائي بعدم استخدام الماء غير الصالح للاستهلاك البشري ، واذا كان هناك ادنى شك في نظافة الماء فيجب ان يتجنبوا استخدامه حتى لاغراض الغسيل، والنظافة الشخصية أهم مافي الامر، للمواد الغذائية والفواكه والخضراوات وحتى لغسل اليدين، اذ يجب التأكد من صلاحية الماء، وهذه هي الطريقة الامثل لتلافي الاصابة به، كما وجهتهم بعدم تناول اطعمة معرضة للحشرات الناقلة وغير معروفة المصدر.
*أما السيدة الاء رضا محمود / مدرّسة في منطقة الكاظمية، فقد اوضحت طريقة التصدي لهذا الوباء، واشارت الى ان النظافة هي اهم مافي الامر، فالشخص النظيف نادراً مايصاب بهذا الوباء، وايضا تقول، أن بداية العام الدراسي ربما يكون عاماً فيه بعض المسؤوليات الاضافية التي ستلقى على الكادر التدريسي في محاولة توعية الطلبة والتلاميذ بهذا الوباء وكيفية الوقاية منه، لذلك انا اناشد كل الكوادر التدريسية أن تأخذ على عاتقها هذا الامر في محاولة لمساعدة وطننا في هذه المحنة.
في وزارة الصحة
*ولكي تكون الامور أكثر وضوحاً، التقينا بالدكتور احسان جعفر احمد / مدير عام قسم التوعية وتعزيز الصحة في وزارة الصحة، والذي تحدث قائلاً:
-في البداية كانت الحالات التي تأتي إلينا قليلة جداً، ولم يكن المرض ملفتاً للاهتمام، ولكن العام السابق 2007 كان عدد الحالات المصابة ملفتاً، فالحالات التي كانت تأتي للعيادات الخارجية كان يتم متابعتها أولاً بأول، وتمت السيطرة عليه نسبيا، ان وزارة الصحة ليست الوحيدة المسؤولة عن انتشار المرض بل هي مسؤولية متداخلة مع باقي الوزارات، فمثلا من المسؤول عن توفير المياه الصالحة للشرب؟
نحن جميعا نعلم انها مسؤولية وزارة البلديات وتوفير حبوب تعقيم المياه هي ايضاً ليست من مسؤولية وزارة الصحة، لكن وزارة الصحة انفقت مليارات الدنانير من اجل ان تستورد (40) نوعاً من هذه الحبوب وتوزيعها في عموم البلاد من اجل تعقيم وتوفير المياه الصالحة للشرب لكافة المواطنين، أذن السيطرة ومكافحة المرض هما قضية تضامنية على الجميع ان يشترك فيها، إن عملية انتشار المرض تتم عن طريق تناول المياه والاطعمة الملوثة، و ان الكثير من مناطق العراق لا تصلها شبكات الاسالة وتعتمد هذه المناطق على مياه البئر وحتما في هذه المناطق ستظهر حالات الاصابة بالمرض، ففي منطقة الغزالي بمحافظة الحلة ظهرت لدينا حالات الاصابة بالمرض وعندما زرنا الموقع ميدانياً وجدنا مجموعة من العوائل تسكن في منطقة تفصل بين عائلة وآخرى ( 6 كيلو مترات) ولا تتوفر لديهم المياه الصالحة للشرب .. واستطرد قائلاً هناك غرفة عمل مركزية لمرض الكوليرا برئاسة وزير الصحة وعضوية وزارة البلديات وأمانة بغداد والكهرباء والموارد المائية ووزارة الدفاع والداخلية والتربية والبيئة وتعقد اجتماعات دورية واسبوعية يتم من خلال هذه الاجتماعات مناقشة عدة امور منها التجاوزات على شبكة المياه وكيفية ازالة هذه التجاوزات وكيفية ايصال المياه الصالحة للشرب في حالات استثنائية، عن طريق السيارات الحوضية ودراسة الواقع الموجود في المدارس عن طريق فحص خزانات المياه وتوفير حبوب تعقيم المياه خاصة ونحن مقبلون على موسم دراسي جديد ومناقشة موضوع قلة كمية المياه الواردة للعراق والجفاف الذي يعاني منه ومناقشة موضوع آليات استثنائية لتغذية المشاريع مع وزارة الكهرباء وجميع هذه الوزارات التي لديها مشاريع عملاقة لكن هذه المشاريع تحتاج الى روؤس اموال كبيرة ووقت من اجل تنفيذها ولهذا يجب ان ننظر الى الموضوع من جميع جوانبه ويجب ان نذكر ان العراق مر بحروب كبيرة وحصار ،كل ذلك اثر على البنية التحتية للبلد فضلاً عن الواقع الأمني الذي يعتبر المعوق الاساس امام تنفيذ هذه المشاريع..
*كما التقينا بالدكتورة بشرى جميل حسن المسؤولة عن الخطة الاعلامية في وزارة الصحة، فحدثتنا عن الخطة قائلة : قامت وزارة الصحة بوضع خطة توعية على مدار السنة من اجل توعية الناس بمخاطرهذا المرض وطرق مكافحته، فقد قمنا بنشر مواد توعية وطبع اعداد كبيرة من البوسترات والفولدرات وتوزيعها في عموم محافظات العراق...
ولابد من الاشارة الى أن وزارة الصحة قامت بتوفير العلاج للمصابين بالمرض، ففي الرصد السريع لحالات الإسهال والتقيؤ تنصح وزارة الصحة المواطن بان يذهب لأقرب مركز صحي حيث تأخذ عينة من (البراز) ويجرى الفحص المختبري ففي حالة وجود الجرثومة يعطى للمصاب السائل الوريدي ومضادات حيوية بحسب حالة المريض لأن خطورة المرض تكمن في فقدان المريض كميات كبيرة من السوائل ووصوله الى مرحلة الجفاف ووزارة الصحة قامت بتوفير العلاجات بنوعيات جيدة وكميات وفيرة وكافية في جميع مراكزها الصحية والمؤسسات التابعة لها..
وفي هذا السياق اعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد الاصابات بالكوليرا الى 316 اصابة، وقال الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات الكوليرا في الوزارة الدكتور احسان جعفر: ان الاصابات تراوحت بين (73 الى 316) خلال الفترة الأخيرة ، وتوزعت على المحافظات كما اشار الى ان عدد الوفيات بمرض الكوليرا لغاية الان 5 وفيات، ونحن هنا نشدد على أهمية صياغة رسالة ورؤية هادفة في جميع المؤسسات التي لها ارتباط مباشر بالمواطن، و أن تبنى هذه الرسالة على قيم مرتبطة بالحب واستمالة المواطن نحو الوعي والتثقيف الذي يحيي العقول، وخلاصة القول، وهذه رسالة نوجهها للآباء والأمهات، بأنهم لابد أن يعمدوا إلى استخدام المهارات الحديثة في مجال التعليم والتوجيه بدبلوماسية واستقطاب الأبناء نحو الصحة الشخصية وهذا سيكون له أثر كبير في الصحة العامة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة