الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمهاتنا.. جداتنا

إبتهال بليبل

2008 / 11 / 16
حقوق الانسان


عندما نسير في الطرقات نقابل الكثير من المارة، لكننا أحياناً نلتقي بوجوه تحمل الطيبة، منحوتة بتعاريج الاعوام والسنين، لنقول ان هذه الوجوه نعرفها ولكننا لا نتذكر اين التقينا بها يوماً في حياتنا..
ولو حاولنا تركيز ذاكرتنا لوجدنا ان تلك الوجوه قد تشبه امهاتنا او اخواتنا او أصدقاءنا. وجوه... يعتلي اجسادها النحول، والذي يؤكده لنا ذلك، اثوابها الفضفاضة وعندما نحاول التقرب الى تلك الوجوه تستقبلنا بابتسامة تدل على صقل معدنها النقي والنفيس.. اي امرأة مرت بتجارب قاسية والم طويل وصمدت لاسرتها هي انموذج للاقتداء بها.. اي امرأة ربما هي امك، امي جدتي وجدتي هي احدى تلك الوجوه، حيث انها تمتلك مقدرة عجيبة على اجتذاب البشر بطبيعتها المصحوبة بقوة وصلابة، كما لا يضاهيها شخص في الدفاع عن الحق، ولم نسمع يوماً انها تهاونت في الوقوف بجانب الضعيف والمحتاج، ولا ترضى على الظلم ابداً..
ربما عند الولوج في شخصية جدتي نجد ان حياتها تعتريها السهولة والبساطة، لكنني ابداً لا أتوقع ذلك فجدتي مرت بالكثير من المحن، فقد زوجها والدها وهي صغيرة جداً برجل لا تعرفه ولم تره في حياتها، كانت معه تلك المرأة القوية ومعه في مشوار حياته فهي منذ البداية المرأة المثابرة الصابرة ولم اسمع عنها الضعف والهشاشة والحاجة الى الحماية على الرغم من فيض الحنان الذي كانت تمنحه لمن تجده يستحق ذلك وتحديداً اولئك الذين يفرضون الاحترام اليهم ولمن حولهم.
اذكرها كيف كانت تحاول حلّ اي خلافات بين الجيران القدامى ولا انسى دورها في الوقوف بجانب المرأة التي تغضب من زوجها حيث انها كانت دائما تردد ان المرأة تتحمل الكثير وتقف الى جانب الرجل (زوجها) فيجب على الزوج عدم اغضابها، وتؤكد على ضرورة منح الزوجة الحنان من الزوج لانها على يقين ان ما يمنحه الحنان من معجزات تختلقها الزوجة.
واليوم لو نحاول المقارنة بين جداتنا، أمهاتنا وبيننا، ماذا نجد؟ ربما سنتمنى ان نمتلك طاقاتهن وذكاءهن وقوتهن حتى ان تجاوزن مراحل العمر.
هنّ لا يجدن القراءة والكتابة لكن يمتلكن معرفة وفهماً للحياة يضاهي نساء اليوم المتعلمات، نجد فيهن الحكمة والوقار وفن التعامل مع الآخرين وهذا الامر نفقده اليوم.
اجمل مافي جداتنا انهن نساء قويات وكل انحناءة تمرّ بهن، تزيدهن قوة وصموداً يتقبلن الآخر مهما كان مختلفاً عنهنّ في الافكار والمواقف ترى هل تتوقف نساؤنا اليوم للحظة، وتتساءل كيف يمكننا ان نكون كجداتنا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب يفتح بحثاً قضائياً للتحقيق في تعرض مواطنين للاحتجاز و


.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م




.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي