الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متزوجون أو غير متزوجين...تلك هي المشكلة

زينب محمد رضا الخفاجي

2008 / 11 / 7
الادب والفن


كانت تجلس كما تفعل في كل مرة يخرجون بها في المقعد الامامي للسيارة... قرب زوجها...تنظر أما الى الأمام أو الى الجانب...وحتى عندما يسألها عن أمر... يتكلم دون الالتفات اليها وتجيبه دون ان تحول نظرها عن الشارع...
صمتها كان اسماً ثانياً لها.. كل ما تفعله سكونٌ وابتسامة... و إلتفاتةٌ بين فترة وأخرى تنبه بها صغارها في الخلف الى وجوب الصمت...فالوالد يقود...والصوت يزعجه...
ليس هناك من صوت غير (الهورنات) وصوت أم كلثوم في مسجل السيارة يهدء ما توتر من أعصابها...أولاً.. بسبب الكثير ممن يجهلون فن القيادة...وثانيهما...روتين حياتها المتعب.. تضرب بأصابعها على قدمها بإيقاع يقارب موسيقى الأغنية...وتدندن معها...(حب أيه الي أنت جاي تقول عليه...أنت عارف قبلة معنى الحب أيه)...فالطالما حلمت بالحب وتمنته...لم تكن ممن يقمن العلاقات قبل الزواج وتصورت أن الحب الأعظم ستجده عند زوجها...لم تقبل في يوم اي علاقة...برغم جمال وجهها وروعة روحها...سمعت نصائح أمها...التي طالما وشوشتها بأذنها...المرأة الصالحة هي التي تحافظ على نفسها من كل زلة...وتبقى خالصة مخلصة الى حين يأتي زوجها فيغرقها في حب انتظرته طويلاً... حب يرضى عنه الله ويباركه...ويسعد أمها وزوجها... ولكن من فكر بسعادتها هي؟ ....طبعاً لا أحد...المهم في وجود الأنثى سعادة ورضى من حولها أما هي فصفرٌ في أدنى الشمال....تذكرت صديقتها (وسن) وكيف عاشت الكثير من مغامرات الحب قبل الزواج...أغرقها كل من عرفها من الذكور بمعسول الكلام وكثرة الدلال والأهتمام...كانت دوماً ترفض واقع صديقتها وكثيراً ما أنتقدتها.... حاولت نصحها ولكن دون جدوى... كانت تخاف عليها من أن يكتشف أمرها أحد ... وتفكر ترى ماذا ستقول لشريك حياتها حين يسألها في المستقبل... عن أي علاقة سابقة لها...ولأن علاقتهما ببعض كانت قوية جداً وكأنهما أختان...أصطحبتها وسن معها الى صالون الحلاقة يوم الزفة... ولم تستطع اصطباراً...وسألتها...هل علم خطيبك بعلاقاتك السابقة...ماذا قلت له؟ التفتت إليها وضحكت كالعادة من أفكار صديقتها وقالت...(إنت بعدج على سوالفك) أنا بريئةٌ من أي رجل قبله كبراءة الذئب من دم يوسف....وقهقهت كثيراً وكثيراً جداً حتى دمعت عيناها....
وعندما تزوجت هي كانت سعيدة جداً لأنها حفظت نفسها صادقة لزوجها وشريك عمرها...أنتظرت طويلاً كلمات الحب وعبارات الغزل التي ستعوضها عن كل حرمانها السابق...ولم تحصل ولا حتى على كلمة أحبك...ولحد الآن لم تسمعها...وتسائلت دوماً...ما الذي كسبته من حرمانها لذة الحب...وفي النتيجة اصبحت هي و وسن في نفس كفة ميزان الشرف والعفة....لا فرق بينهما عند زوجيهما...وكلاهما في نظرهما طاهراتٌ لم يمسسهم بشرُ من قبل.
استيقظت فجأة على صوت أطفالها يتصارخون فيما بينهم... التفتت إليهم سائلةً أياهم عن المشكلة فقالت الكبرى...ماما (الي بهذه السيارة متزوجين لو لا؟)..التفت إلى السيارة التي أشارت إليها فأجابتها وما أدراني أنا...ولكن لمَ هذا السؤال؟...فقالت بعصبية أخي حمودي يقول أنهما متزوجان وأنا أقول لا... ولأن الوالد ما زال يقود وما زلوا تحت إنذار ج ...طلبت منهم الهدوء الى أن يصلوا البيت ليتناقشوا في الأمر...ولكنهم لم يصبروا وظلوا يتشاجرون...متزوجون او عير متزوجون... أوقف الوالد السيارة امام محل المكوي ليجلب ملابسه...فالتفتت الأم اليهم تسألهم..ماذا حصل معكم هل جننتم...ولأن حمودي دائم الكلام ولا يسكت ولا يستسلم أخبر أمه القصة بكاملها ... وهي أنهم كلما خرجوا في السيارة ينظرون الى السيارات التي تمر بقربهم فيعرفوا بمجرد النظر إن كان ركابها متزوجون أم لا...فسألت الأم وكيف ستعرفون والرجل غالباً لا يلبس محبس الزواج...ضحكت ابنتها وقالت...إذا كان الزوج ينظر الى الأمام ولا يلتفت اليها وملامحه عابسة...يكون زوجها...وإذا نظرت هي الى كل الجهات إلا جهته هو تكون زوجته...لا يتكلمون ولا يبتسمون..فقفز حمودي وقال لكنها كانت تنظر اليه مبتسمة..إذا هي ليست زوجته...فأجابته أخته...لقد كان عابساً..ربما كانت تطلب منه أن يأخذها لزيارة أمها فأضطرت الى الأبتسام بوجهه..ورفض هو فظل عابساً...
وبينما هم في نقاش حاد...فتح الوالد باب السيارة واضعاً ملابسه...وبحركة شبيهة بحركة الرجل الآلي ركب السيارة وادار المفتاح وأنطلق...ألتفتت اليه...نظرت له طويلاً...لقد كان بالضبط كما قال حمودي... هذا الصغير انتبه الى وضعٍ رفضت هي تصديقه...وظلت تنتظر الحب في يوم منه..ويبدو إنها حتى لم تنتبه أنها تنظر فعلاً لأي مكان ليس فيه وجهه.
ضحكت في سرها وأكتشفت أن كل من حولها يعرف أنهم متزوجون...وتلك هي المشكلة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي