الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة بين الوخز والتخدير

أحمد زكارنه

2008 / 11 / 8
الادب والفن


في معرض نقده الأدبي لنصي الأخير "الرقص على أوتار الجنون" كنموذج لتلميحات المقالة الصحفية كما كتب يقول.. استطاع الكاتب والشاعر السوري "حيان حسن" أن يمسك بتلابيب الفكرة، متمكناً من اقتحام سريرتي بهدوءٍ يحسدُ عليه، باتجاه فك رموز البوح الكامن بين الكلمات، وكأني أراه يَهزمُ في النصِ " شيفرة دافنتشي " داخل ابن آدم الإنسان.

ما ادهشني حقاً قدرة التحليل لدى الأستاذ حيان، حينما تمكن من ملامسة هلامية النص كما الجنون في زمن أمسى فيه الشاذ معافاً وسليماً، فأخذ يشرح ما بين السطور بصورةٍ تخيلته فيها يقبعُ إلى جوار الفكرة، وكأنه يلعبُ دورَ حارسِ الرغبةِ الدفينة.

لكنك ايها الحارس مَجازاً وبعد شرحك الوافي للمتشابهات ما بين المقالة الخاطرة أو الخاطرة المقالة، اراك ذهبتَ تنوهُ للقارئ قيمةَ قراءةِ كلَ ما يحركُ فينا بعضاً من انتماءاتنا الغريزية نحو الخير، وهنا يأتي سؤالي الأهم، أيمكننا التأكيد أنه بقي داخلنا نحن أُمة محمدٍ ما يدل على الخير؟ وهل نملك حاسة الإدراك لما يدور حولنا في حياةٍ بات الموتُ اشرف منها؟؟ أم كل ما يقلقنا هو فقط علم البقاء، بغض النظر إن كُنا نتاجَ جيناتٍ موثوقةِ النسب لعمر بن الخطاب أو صلاح الدين أم لا؟؟ وإن اردت أن تسمعَ رأياً اخر قبل أن تفكر في الإجابة، فاسمع ذلك التعليق للصحفي والإعلامي الكبير الأستاذ "حمدي قنديل" في برنامجه "قلم رصاص" عندما قال: ( إن أمةَ محمدٌ أصبحت أمةَ مهندٍ).

أتدري سيدي.. بينما كنتُ اغوص في نقدك المبدع، وفي خضمِ الجدل الإفتراضي في النص بين التعقل والجنون، جالَ بخاطري ذلك الرجل الذي استغل التطور التكنولوجي فأحدث شيئاً من الفوضى المنظمة، عندما نصّبَ نفسَهُ رئيساً لأولِ جمهوريةٍ عربيةٍ على الشبكةِ العنكبوتية، بل وراح يشكل حكومته الأولى كوسيلة فاعلة للتغيير على بعد خطوات من نقرة زر..نعم هو نصّبَ نفسَهُ رئيساً لذلك المجتمع التكنولوجي الذي نال من الخيال العلمي، حينما اتاحت هذه التكنولوجيا للإنسان فرصة التعريج بين دروب الكون دونما اهتمام للنظرية النسبية وتأكيدها لما يسمى "الزمكان" .

يقيني يحدثني إن هذا الانسان إما مصابٌ بمسٍ من جنونِ العظمة، أو أنه حالمٌ الى حدٍ صور له إمكانية إحداث تغيير ما، ولكنه لم يحصد الى اليوم إلا الفشل، أتعلم لماذا؟؟ ببساطة شديدة لأن شخوص هذا المجتمع الإفتراضي هم أنفسهم شخوص الواقع المرير الذي آتى بهم في غفلةٍ من الزمنِ بينما كان ولا يزال الوقت يصحو متأخراً .

وهنا يطل برأسه السؤال الأصعب، متى نجد انفسنا منزلقين على مدرج الخروج من الذات المُسيجةِ بحدود الآنا، بحسب ثوابت التزلق في المجرات المستعصية، وإن لم نستطع التزلق أستاذ " حيان " هل تشعر وأنت الشاعر أن بإمكاننا ضبط جنوح الآنا المتمردة دوماً على كل ما هو " نحن " ؟؟.
سؤال يبدو للوهلة الأولى وخزَ إبرٍ لا تخديرَ عقولٍ كما تفضلت في نقدك، ولكنه للأسف تمسك تافه بحبال التأرجح بين الوجه الداخلي والقناع الخارجي، تتخثرُ منهُ دمُ الحقيقةِ في وجهِ مواقفٍ غيرَ مرغوبٍ فيها، كنتاجٍ طبيعيٍ لجيناتٍ غيرَ موثوقةِ النسب.

أحمد زكارنه
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل