الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المكونات والقوميات والاقليات والتفرعات

عبد العالي الحراك

2008 / 11 / 6
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لم يكن امرا مفاجئا ظهورالطائفية السياسية والقومية الانعزالية بشكل واضح وعلني بعد سقوط النظام السابق وسيطرة الاحتلال وقوى الاسلام السياسي على الدولة والمجتمع العراقي. فما يسمى ب(المكونات الاساسية) للشعب العراقي هي ذات المكونات والقوميات هي ذات القوميات وباقي الاقليات والاديان والمذاهب هي نفسها لم تزد ولم تنقص في تناسبها ونوعياتها,ولكن ما كان مغطى من قبل النظام السابق معبراعنه بسياسة طائفية مخففة ومخبئة وقمع للتوجهات الاخرى ومعظمها طائفية دينية وقومية انعزالية لم يقدرعلى معالجة مشاكلها بسبب طائفيته تلك قد انكشف بصيغة الطائفية السياسية والقومية الانعزالية. سقوط ذلك النظام يعني سقوط الغطاء وانكشاف القناع واعادة التنظيم والظهورعبر الاحتلال والعملية السياسية التي رسمها وادخل فيها الاطراف المعنية حصرا ومن استسلم لها بضعف شديد وقادها وما يزال يقودها لانها تخدم مصالحه في تحجيم المعارضة وامكانية توحيد المقاومة الوطنية الشعبية.فاستبعدت نهائيا الوطنية وحلت محلها الطائفية الدينية السياسية بمختلف اطرافها مؤدلجة في تنظيمات وتحالفات سياسية خطيرة متصارعة بعضها ضد بعض ومتكالبة ضد الشعب ومهيئة لاشعال حرب اهلية في اية لحظة ومناسبة. كما انعزلت تنظيمات كردية قومية بشعبها ومناطقها وعمقت سهام الطعن في الوطنية وكسبت ما كسبت وطالبت ما طالبت وشرعت دستورا ضمن في اول ما ضمن حقوقها على حساب حقوق الشعب والوطن وهي عارفة مدركة لذلك يشاركهما ويدعمهما الاحتلال ويصب في مصب اخطائهما الارهاب الاعمى ايضا. المشكلة لم تقتصر ولم تتوقف هنا وانما انسابت بعض الاطراف الوطنية واليسارية في هذه العملية اللاوطنية رغم الضبابية التي لا تغطي امرا مكشوفا بنتائجه ومخاطره كما اتجهت بعض الشخصيات الوطنية واليسارية والعلمانية بحسن نية او بسؤها تخدم الطائفية وتسيء للوطنية من خلال تبني الدفاع عن بعض القوميات والاقليات والفرعيات على حساب الوطنية علما بان الدفاع عن هذه الكيانات يعني الاعتراف بالكيانات الاخرى ووجودها السياسي الطائفي رغم مضاره وعم التمكن من استحصال حقوقها الا على حساب الوحدة الوطنية فظهر الشعب بكافة كياناته وقومياته وطوائفه واقلياته واديانه وتفرعاته كل يدافع عن نفسه ويطالب بمزيد من الحقوق والمكتسبات حتى ضاع الوطني والعلماني واليساري الذي لا يعترف بهذه الموجودات السياسية لانه ليس منها ولا من فكرها وثقافتها واهدافها فالذي يدعو للكرد الفيليين ويدافع عنهم وعن حقوقهم بمعنى انه اوجد دعوة سياسية لهم بجنب الكيانات الطائفية الاخرى أي انها ازدادت رقما فاصبح اربعة بعد ان كانت ثلاثة (الطائفية الشيعية والطائفية السنية والقومية الانعزالية الكردية) ولا اعرف كيف اسمي الاخوة الاكراد الفيليين عندما ينعزلوا ويتأطروا محاولين فقدان هويتهم الوطنية الشديدة الوضوح وهكذا بالنسبة للتركمان والمسيحيين والصابئة والايزيديين والشبك والكلداشوريين وغيرهم.. كل يدعو الى تأكيد وجوده الضيق ناسيا او متناسيا وطنيته وعراقيته.ان الضعيف والمغبونة حقوقه يجب ان لا يكتفي بعزلته وباطاره وانما بوطنيته واندماجه مع بقية ابناء الشعب مكونا جبهة شعبية وطنية كبيرة تقف في وجهة الجبهة الطائفية الانعزالية التي يدعمها ويعتمد عليها الاحتلال. لقد
تعددت الاطراف السياسية على الاسس المذهبية والقومية وتقلص الدورالوطني المطلوب وسادت الطائفية والقومية والعشائرية وكل شيء قديم ومتخلف رجعي فكيف يتفق هذا والديمقراطية المزعومة؟
يجب الكتابة حول القضية الوطنية ليس باعتبارها قضية خاسرة بل قضية اساسية رابحة ولكنها صعبة لتكالب اعدائها من كل حد وصوب. فلا يمكن للوطني واليساري ان تغيب عنه الوطنية, منشغلا بالدفاع عن الجزئيات وان صحت.ان الوطنية اصبحت قضية المواطن اليومية كالكهرباء والماء الصالح للشرب والصحة والسكن وبقية الخدمات الاساسية.
يجب الارتقاء بمستويات الوعي الوطني والانساني حتى يمكن الحديث عن امكانية النجاح في رفض الاتفاقية وتثبيت الاستقلال الوطني وحقوق جميع ابناء الشعب بقومياته واديانه ومذاهبه,لا الانشغال بالهموم الخاصة عن طريق الغيرة والحسد واتباع الاخرين ويتجزأ الوطن ويفقد الانسان الشريف حقوقه وينتشر الفساد وقد انتشر.ان الشعوب التي انتصرت وتحررت في الماضي القريب اعتمدت على قوة الوحدة الوطنية ومواجهة المستسلمين وعملاء الاجنبي بقوة وحزم وليس عن طريق اشاعة التفرقة واتباع الجزئيات والفرعيات.لقد غرق بعض كتابنا يبحث ويتعمق في تعداد مكونات الشعب وفرقهم وتفرعاتها مدافعا عن حقوقهم الجزئية بصورة منفصلة وليس عبر حقوق شعب كامل هدرها الاحتلال وتعبث بها الطائفية والقومية, وكانما نحن بصدد بحوث تاريخية اكاديمية في الاجناس والاعراق والاديان ايام السلم والاستقرار وليس في عصر احتلال بلادنا من دون البلدان وتمزيق وحدة شعبنا وحرمانه من استغلال خيراته التي تحلم بها جميع دول الاستعمار القديم والحديث.
العراقيون جميعا موجودون كأبناء شعب واحد ووطن واحد اسمه العراق.هناك اوطان وشعوب عديدة مثل العراق لم يظهر في العصر الحديث ان تقسمت وتجزأت وتطاحنت على اساس ديني وعرقي ومذهبي سياسي خطير كالذي حصل في العراق ,الا في حالات نادرة ساعد عليها التدخل الاجنبي والاحتلال (كوسوفو والبوسنة والهرسك) الذي يرى في مصلحته بث التفرقة والتجزئة لتسهل السيطرة عليها واستغلالها. فلماذا اثارت وتثيربعض الشخصيات الوطنية واليسارية ولو (بحسن النية) قضايا الاقليات وتفرعاتها في العراق منفصلة عن القضية الوطنية؟ ان الاستمرار في ذلك سوف يضعف قوى الشعب في الدفاع عن نفسه ويجعل الجميع يدافعون عن انفسهم باضعف الاساليب وقد تكون باخسأ الطرق الانفعالية عندما يتكأ البعض على قوى خارجية واي منهم سوف لن ينجح في ذلك.. ناهيك عن ظاهرة التملق للدين ولرجال الدين
اذ يعطي بعض الكتاب اليساريين اهتما ما لرجال الدين وكأنما يريد ان يتملق لهم بسبب مشاركته في العملية السياسية.فهو يبررعن الماركسية نقدها للدين او ممارسات رجالاته,في وقت يجب ان يركز فكره وجهده لنقد هؤلاء الذين سيسوا الدين جميعا,اعلنوا ام لم يعلنوا.فالزمن في العراق اصبح زمنا دينيا مسيسا سلبيا,بسبب النفوذ الى السياسة عبرالمذهبية الطائفية التي زرعت ونشرت امراضها بين صفوف الشعب وقسمته الى ملل وطوائف.فليس واجب اليساري ان يسوي امورالاخرين الذين يتجاوزون وانما يجب ان يفضحهم ويفضح اعمالهم.اما موقف الماركسية كعلم وكلفسفة علمية فهو واضح,لان العلم واكتشافاته وقوانينه ونظرياته ومنهجه واسلوبه في تناقض شديد مع الدين واي دين.اما الفلسفة فهي كذلك تتعمق في الاشياء والمفاهيم والافكاروالمعارف ويخشاها الدين ورجال الدين.الماركسية كفلسفة يجب ان يناقشها متفلسفوالدين ان وجدوا ولا يمكن ربط العلم الماركسي السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يفسر التاريخ وتطورالحياة البشرية الاجتماعية بشكل منطقي وعلمي راقي ويضع الحلول لمشاكل الانسان الحياتية وازالة الاستغلال وتطبيق العدالة بالعلاقة الفلسفية مع الدين.فليست الماركسية فقط تنتقد الدين او رجال الدين وانما فلسفات مثالية عديدة اخرى,سوى ان الفارق في الماركسية انها تثبت اقوالها وقوانينها عمليا وهي تحارب رجال الدين الفاسدين ورجال المال المستغلين.لهذا اجتمع اعداؤها من رجال المال ورجال الدين وحاربوها.ثم ان رجال الدين المسيسين الحاليين في العراق يخطئون جميعا من خلال مواقفهم السلبية وتسبيبهم الاحداث السلبية الجارية على ارضه.ولا فرق بين من يؤيد الاحتلال اوذاك الذي يرفضه بالكلام ويغرس سكين الحقد بين صفوف الشعب من الخلف,ولهذا توجب على اليساري ان ينتقدهم وبقوة لا ان يجالسهم ويجاملهم.فالعودة الى المنطق الفلسفي الواضح والماركسية واضحة في ذلك ولا داعي للمجاملة والمغازلة على حساب معاناة الشعب التي يتسببون بها مع الاحتلال عبرالطائفية المقيتة.اعتقد بضرورة تبني المواقف العلمية والعملية الواقعية الحاصلة في العراق وليس مسك حافات رجال الدين المسيسين.فالفرصة الان سانحة ومناسبة لنقدهم وتعرية جرائم بعضهم بحق الشعب.ان المطالبة بحقوق الشعب بوضوع وصراحة هي الواجب الاساسي لليسارفي العراق وليس مجاملة رجال الدين وقادة احزاب الاسلام السياسي الذين ينتهكون تلك الحقوق بالفساد الاداري والمالي وقتل العلماء والمثقفين الوطنيين,ومنها ضرورة مطالبة الحزب الذي يشارك في العملية السياسية بالتحقيق في كيفية اغتيال المثقف اليساري كامل شياع والا ما فائدة هذه المشاركة؟؟
ان الاهتمام بالقضية الوطنية دليل الاعتزاز بانسانية المواطن ايا كان مذهبه وعقيدته وتطبيق مبدا المواطنة بين الجميع وعكسه غير مقبول وضار جدا.فاذا تعود البعض وتعمق في مواضيع البحث عن الاقليات وتفرعاتها ناسيا مهامه الوطنية فقد اضر شديد الضرر بالوحدة الوطنية وعليه ان يوسع نطاق تفكيره وان يبدل حسن نواياه العاطفية تجاه الاقليات بحسن نوايا وطنية مفيدة اعم واشمل .هذا لا يعني اهمال حقوق الاقليات بل الاهتمام بها من خلال توحيدها في الاطارالوطني الاعم والاشمل والاقوى لانه مصدر قوة لاي منها ولعموم الشعب..وهكذا تتحقق مصالح اية اقلية من خلال تحقيق المصلحة الوطنية.
الابطال الوطنيون في التاريخ بدؤا ثوراتهم ومبادئهم بالانسانية والوطنية من خلال وحدة شعوبهم وليس بجزئياتها.علينا ان نعمل من اجل استعادة الوطنية وعلى عاتق الوطنيين واليساريين خاصة مسؤؤلية كبرى في تحقيق ذلك وخاصة اولئك الذين كتبوا وما زالوا يكتبون في الفرعيات ويغفلون عمومية الوطنية وشموليتها مع الاعتراف والاعتزاز والاحترام للجميع وخصائصهم القومية والدينية والاعتقادية, والا استمرت حالتنا على حالها وفي كل مرة يتعرض الاعداء لفئة او اقلية عراقية عريقة بالأعتداء ثم يهب المدافعون عنها بصورة جزئية .فقد بدأ سياسيوالشيعة يطالبون برد وتعويض مظلمتهم ثم تبعهم الاكراد وتلاهم السنة وهكذا التركمان والمسيحيين والصابئة والايزيديين والشبك والكلداشوريين وما سلم احد, مما يعني ان المستهدف هو المواطن العراقي والوطنية العراقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟