الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماكين الى النسيان

أحمد الناصري

2008 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أعترف إنني كتبت هذه المادة، قبل الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات، في يوم انتخابي طويل، وبعد حملات انتخابية، شرسة وحامية الوطيس، أنفقت فيها أموال طائلة، تكفي لحل كل مشاكل أمريكا والعالم الفقير. و( كان العنوان الأصلي، ماكين الى المزبلة، وقد غيرته لأنه رحل، وليرحل و(يحل عن سمانا)عنا الى حيث يريد). لكنني تتبعت استطلاعات الرأي، والتغطية الإخبارية الانتخابية الخاصة، لحظة بلحظة، وكانت المؤشرات تميل الى فوز أوباما. بسبب مقتي وكرهي ورفضي لبوش وماكين، ولكل ما يصدر عنهما.
لقد سقط ماكين، ولم يستطع بلوغ الهدف، لارتباط أسمه باسم بوش، وبسبب الفشل الاقتصادي الداخلي والأزمة المالية التي ترافقت وتفجرت مع الحملة الانتخابية، بالترابط مع المشاكل الخارجية الكثيرة، التي لعبت دوراً ثانوياً مكملاً، حسب الاستطلاعات الأمريكية، ف أكثر من 60% للاقتصاد و10% فقط للعراق.
لم يشكل ماكين بعد الآن، خطراً على بلدان وشعوب وقضايا عديدة، أو ينفذ مخططات عدوانية، غاية في القسوة والتدمير والوضاعة، لوح بها وكان يعدها في ذهنه المريض والحاقد. ذهب إلى المزبلة والعزلة، يتبع رئيسه وزميله ورفيقه، في الإجرام والقتل، جورج بوش. الولد الضائع و(الصائع) المدمن والمتدين في نفس الوقت، ذو الملامح الغبية، وصانع الأزمات السياسية والعسكرية والاقتصادية. بوش الذي دمر بلدنا، واحتل أفغانستان، وحاصر إيران وسوريا وكوريا الشمالية وكوبا، وحرك وورط جورجيا ضد الروس، وتحرش بروسيا من خلال تمدد الحلف الأطلسي إلى دول البلطيق والعواصم الأوربية الشرقية، وماحك الصين، في قضايا عديدة، وشرب ونهب من النفط والغاز، بنهم وشراهة لا يتوقفان، بتشجيع ودعم من تشيني والمحافظين الجدد. وخلق فوضى سياسية عارمة حول العالم، وفشل مالي واقتصادي، بدء مع أزمة الرهن العقاري، ووصل إلى الانهيار المالي والركود، وربما الكساد الكبير.
لقد خسر ماكين الجولة الأخيرة والحاسمة في حياته، في أن يكون أكبر رئيس وأكبر مجرم حرب في آن، رغم عمليات شد الوجه، وطبقات الماكياج الكثيفة والفاقعة، لإصلاح ما خربه الدهر، ورغم استدعاءه لسارة بلين، والتعكز عليها وعلى جمالها، لكن يدين ماكين القصيرة، لم تساعده في حملته وتحركاته الاستعراضية، والتي تشبه أجنحة طائر مشوه، ومثل إعاقة خفيفة، وهي حالة جسدية، يقال عنها، إنها لا تساعد ولا تسمح بإحاطة المحب، وتوفير كمية من الحب والحميميمة له، حسب علماء النفس. لقد خسر ماكين رغم لجوءه لتاريخه الدموي المشين في فيتنام، ومشاركته بالقصف الجوي الإستراتيجي، على قرى القش الفيتنامية، وإسقاط طائرته وأسره من قبل ثوار الفيتكونغ. لكن لا شيء ينفع مع تركه بوش والحزب الجمهوري الثقيلة، فقد تغير المزاج والزمن، ودفع ماكين ثمن تأييده وتبعيته لبوش، رغم تنكره المتأخر لهما.
أوباما الخلاسي، القادم من أصول أفريقية قريبة، خطى نحو البيت الأبيض، وحقق شيء من حلم أو أحلام مارتن لوثر كنغ، شهيد الدفاع عن حقوق السود المدنية في الستينات. وكسر شيء من التقاليد الأمريكية العنصرية، ومن التراث اللإنساني البغيض، والذي كان قريب منه، ويمارس في بيته، فجدته لأمه البيضاء، والتي ماتت يوم الانتخابات، بعد صراع طويل، مع مرض السرطان. ورغم احترامه وحبه العارم لها، كانت تمارس التمييز العنصري الصارخ والمباشر، وتعلن إنها لا تستخدم النقل العمومي، لكي لا يجلس إلى جانبها إنسان أسود. وقد نعاها وبكاها أوباما بشكل علني، أمام أنصاره، وربما استفاد من الحادثة، قليلاً في التصويت.
لقد عرفنا وسجلنا ما فعله المجرم بوش من جرائم رهيبة في بلادنا وفي العالم، مثل ثور هائج في محل للخزف الصيني، وما كان ماكين يحاول ويريد فعله والاستمرار به، على خطى سلفه بوش. وها نحن نرصد ونراقب خطط وسياسات الرئيس الأمريكي الجديد أوباما، ونائبه بايدن، صاحب مشروع تقسيم العراق. سيحدث تغيير، ولكن ليس هناك ثورة. ولنرى ونراقب ونعرف حجم وطابع واتجاه التغيير، وما سيفعله بصدد الاحتلال، وهي المشكلة الرئيسية التي تواجهها بلادنا، وما سيفعله بصدد القضية الفلسطينية. وستبقى قضية طرد الاحتلال والتخلص منه، المهمة الرئيسية التي تواجه بلادنا وشعبنا العراقي وقواه الوطنية، بغض النظر عن ساكن البيت الأبيض، إن كان أسود أو أبيض أو أصفر، فتلك قضية أمريكية داخلية بالدرجة الرئيسية. ولنا مصالحنا ومهامنا وخططنا، ولهم مصالحهم وخططهم ونواياهم، وهما لا يلتقيان، لا في زمن بوش ولا في زمن أوباما. وعلينا أن نتخلص من جميع الأوهام الزائدة، ونبتعد عن التفاؤل الساذج أو الإفراط به.
أطفال الاحتلال والمنطقة الخضراء في بلادنا، في اضطراب شديد، يضربون الأخماس بالأسداس، ويعدون الحقائب، ويحشونها بالأموال المسروقة، للهروب الكبير، يصاحبه صرخات ولعنه الناس، من الضحايا والجياع والمرضي والمهمشين.
بوش وعصابته الى المزبلة والنسيان والإهمال، يتبعه ماكين، وطاقم المحافظين الجدد، وعملاءهم في العراق وأفغانستان وكل مكان، وعلى كواهلهم آثام وآثار الجرائم في العراق وفلسطين، تلاحقهم وتحاصرهم، صرخات ولعنات الضحايا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضفة الغربية: مقتل 7 فلسطينيين بنيران القوات الإسرائيلية في


.. زيلينسكي يطمئن الأوكرانيين ويعيد التأكيد على الحاجة الماسة ل




.. الأطفال في لبنان يدفعون غاليا ثمن التصعيد في الجنوب بين -حزب


.. ردود فعل غاضبة في إسرائيل على طلب إصدار مذكرات توقيف بحق نتن




.. جيل شباب أكثر تشدداً قد يكون لهم دور في المرحلة المقبلة في إ