الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناخب الأمريكي وشفيرة الإنتخابات

وسام محمد شاكر

2008 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تحركت عجلة الإنتخابات الأمريكية بكل رشاقة وثقة ، وأفرزت عدة معطيات كان بها الناخب الأمريكي الحصان الأسود في هذه التجربة الديمقراطية الجميلة ، فبعد ان ادلى المرشحون بوعودهم ، التي قلبت أراء الناخبين بين القبول والرفض ، فشعار المرشح الديمقراطي اوباما الذي التزم مبدأ التغييرتحت شعار ( Change has come to America ) التغيير من أجل امريكا ، قد راق للكثير من الناخبين وشعار المرشح الجمـــــهوري ماكين ( الوطن اولاً ) قد بدى اكثر كلاســــــــيكية محافظة فقد قدم الأول ( أوباما ) عدة وعود منها خفض الضرائب بنسبة 95% وإيقاف الحرب في العراق وأستخدام الحوار مع ما يعتبرونها أعداء الولايات المتحدة في حين أكد المرشح الجمهوري ماكين على الأستمرار في الحرب على الأرهاب مؤكداً على تحقق النصر في العراق ولكن مع وجود بعض الهفوات .
كل هذه الوعود التي ادلى بها المرشحين الجمهوري والديمقراطي لم تستطع ان تخترق وتحرك عواطف الناخبين الأمريكين بل العكس ثبت إن الناخب الأمريكي إعتمد إعتماداً كلياً على الحسابات الشخصية ( العقل ) في الإختيار وهذا يدل على ذكاء الناخب يؤكد هذا الكلام تغير الخارطة الإنتخابية في والولايات المتحدة وتحول الكثير من الولايات ذات الطابع الجمهوري التقليدي الى الجانب الديمقراطي وهذا يوضح كما اسلفت للقراءة السياسية الدقيقة للناخبين التي فككت الشفيرة الإنتخابية وأختارت الذي رأته ( مفيداً لمصالحها ) هذه هي هي ميزة الثقافة الإنتخابية الشعبية .
إن التجربة الإنتخابية الأمريكية كشفت الهوة والفارق الكبير بينها وبين الإنتخابات العراقية من حيث :-

العاطفة والعقل
إعتمد العراقيين في الإنتخابات السابقة على العواطف فالمواطن الشيعي هرول الى القائمة الشيعية والمواطن السني بعد أن اقتنع إن الإنتخاب هو الحل بصم بالعشرة للقائمة السنية والأكراد اختاروا مسبقاً القوائم الكردية وهذا يدل الى تخلف إنتخابي يتحمل نتيجته ( الناخب العراقي ) الذي إعتمد على العاطفة والإنحياز نحو طائفته او قوميته فكانت إنتخابات طائفية قومية خالصة المضمون وهنا تكمن المشكلة ! فماذا وعد الشيعة ناخبيهم وماذا وعد السنة ناخبيهم وماذا وعد الأكراد ناخبيهم الجواب لا توجد وعود أصلاً ولم نشهد ذلك بل شهدنا خطابات تحريضية والغاء للأخر بطريقة وضيعة جداً اوحت الى سذاجة وأستخفاف بعقول الناس بعد ان اصبح الفضاء العراقي ملبداً بغيوم الطائفية التي حجبت شمس الحقيقة عن عيون البسطاء والمعدمين ولم تجعل من خيار امام المواطن العراقي سوى ان يلملم شضايا سنينه ويصنف نفسه بين اما او ( اما ان يكون شيعي أو ان يكون سني ) بينما نجد في التجربة الأمريكية المواطن الأبيض يقف في طابور طويل لكي ينتخب مواطن اسود مفارقة كبيرة اذا ما حدثت في العراق وإذا ما قيل الأمل في الإنتخابات العراقية القادمة فأن الساسة الذين عزفوا مسبقاً على الوتر الطائفي فأن في العراق اوتار اخرى سيعزف عليها فيما بعد لعل اهمها والذي يقف بجدارة هو ( التخلف ) ، على جميع العراقيين أن يطالبوا المرشحين للإنتخابات العراقية بما يأتي :-

1. ماذا اعددتوا لمشكلة البطالة مع اثبات زمني ورقمي ؟
2. ماهي مشاريعكم لمشكلة السكن مع إثبات زمني ورقمي؟
3. ماهي خططكم للحد من ظاهرة الفساد الإداري ؟
4. ماهي برامجكم الخاصة بالإستثمار والإعمار مع إثبات زمني ورقمي ؟
5. كم هي عدد المشاريع الخدمية ( الصحة ، الكهرباء ، التربية والتعليم ،المشتقات النفطية ) مع إثبات زمني ورقمي ؟
6. ما هي الياتكم التي ستستخدمونها لمعالجة مشكلة الفقر مع إثبات زمني ورقمي .
لكي تكون إنتخاباتنا صحيحة وشريفة لابد لنا ان نفكر بماذا ستقدم لنا الإنتخابات ، النقاط الستة اعلاه هي مطالب بسيطة اذا ما انتقلنا للمطالب الأخرى التي باتت مؤجلة أو غير ضرورية وقتياً ، ان الناخب العراقي يفتقد للكثير من حقوقه ومستحقاته وعليه ان يستوعب درس الأمس من الإنتخابات الأمريكية كيف غير الناخب الأمريكي خياره الإنتخابي تناسباً مع مصالحه الذاتية فنجد على سبيل المثال ان موضوع العراق تراجع الى المركز الثاني بينما اخذت المشكلة المالية المركز الأول في اهتمامات الناخب الأمريكي ، في نفس الوقت لم ينجر الكثير من الناخبين خلف شعار ماكين الوطن اولاً الذي قرأته عقول الناخبين على اساس بضاعة ترويجية مستهلكة فهم طمحوا الى التغيير والتغيير بمفهومهم هو الإنتقال من درجة حرية ورفاه وامن الى درجة اكثر من هذه المعطيات مع إضافة ، اي اذا فترضنا الأتي وفق برنامج اوباما السياسي :-
أ – تعني الأمن .
ب- تعني الرفاه .
ج- تعني الحرية .
* - تعني التغيير

فأن المعادلة المنطقية للناخب (م 1 ) تكون :-

م 1 = ( أ + ب + ج )

اما المعادلة التي يطمح اليها الناخب هي لابد ان تكون :-

م2 = ( أ+ ب + ج ) * + ( * )

وهذا يعني ان التغيير لاينصب كونه مضافاً الى المعطيات السابقة بل هو يــــــــشمل تغيير على هذه المـــعطيات مع إضــــــافة معطـــــــــيات أخرى ( مستحدثة بتغيير ) ، كل هذه حسابات كان الناخب الأمريكي يقلب في عقله طياتها ويستقرأ مستقبله عن كثب وبعدها يختار ، واضح للعيان ان العقل قد قال كلمة الحسم في تجربة الإنتخابات الأمريكية التي تتزامن مع زمكانية فريدة من نوعها الا وهي وجود ازمة مالية تعيشها الولايات المتحدة ووقوف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في نهاية الولاية الثانية كل هذه ظروف مشجعة للتفكير بعمق أكثر للناخب الأمريكي في حين نجد مفارقة اخرى في العراق الذي يعيش جمة من المشاكل لكن لم تستنهض اي مشكلة للقوى العقلية للناخب العراقي ، إن التجربة الإنتخابية في اي بلد تعتمد بالدرجة الأساس على ثقافة الناخب ومن ثم ما يقدمه المرشحون من مغريات وهي للأسف اثنيهما مفقودة والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستكون الإنتخابات العراقية نافعة لناخبيها في المستقبل القريب والبعيد نتمنى ان يكون ذلك وعلينا ان نستفيد من كل التجارب الإنتخابية في العالم لابد ان نؤسس الى ثقافة إنتخاب شعبية ذاتية لا تنخدع بعناوين ويافطات براقة يكون خلفها فقر وبطالة وإحتراب طائفي و فساد إداري وهذه دعوة مفتوحة لكل منظمات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بهذا الشأن ان تأخذ دورها بالتوعية والتثقيف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية