الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سميرة الوردي تهنئ وتقول الأسود في البيت الأبيض

سميرة الوردي

2008 / 11 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


أليس هذا إنجاز عظيم .. توصل اليه شعب آمن بالديمقراطية والعلمانية وسيلة لقياد أعراق وأديان ولغات وطوائف شتى .. الا يعد إنجازا سريعا لدولة كانت تضطهد بالأمس الأسود للونه وعرقه .. يأتي فيه هذا اليوم الذي يتربع على عرشها أسود من أصل أفريقي .. فعلا إنها أميركا بالرغم من مواقفها التي لا تُرضي الكثيرين .. لكنها استطاعت أن تثبت إن الديمقراطية والإنتخابات الحرة هي الطريق للوصول الى مجتمع أفضل . متى نعي هذه الحقائق الحياتية البسيطة ..
أن السلطة ليست ملك أحد وأنها ليست سيف وثروات بيد فئة قليلة تلعب بها كما تشاء .. إن دل هذا الفوز على شئ فيدل على أن الرجل في اميركا نال حقه كاملا .. وليس غريبا أن نرى أمرأة تسكن البيت الأبيض وقد تكون سوداء أيضا .
فالحياة مفتوحة أمام الجميع كي ينالوا ما يسعون اليه فهي ليست حكرا على لون أو عرق أو طائفة أم جنس .. متى سنتعلم الحياة ونعيشها نحن الذين غُدرت أعمارنا بين المقابر والفتاوى والإرهاب . بالأمس كتبت مقالا عن أوباما وما كين .. لأنني نظرت للأمر كما شاء ت معرفتنا المسطحة عن أمريكا ونظامها المؤسسي .. أعود اليوم وأعتذر .. كنا نعتقد ولقصورنا في معرفة ما يجري حقا في ذلك الطرف الذي تشرق فيه الشمس عندما تغيب عندنا .
كيف تمكنت هذه الأمة التي لم يسمح لنا سوى رؤية وجهها الأسود أن يفوز أسودها بالسلطة رغم كل نسور الحرب الذين قادوها مددا طويلة .. اليس قصورا في معرفتنا التي جعلتنا نراوح مكاننا .. وعندما حدث التغيير في العراق .. انقلب الحلم بالديمقراطية والحياة الكريمة لأولادنا بعيدا عن الحروب والموت .. الى موت زؤام لكل الأبرياء فلم تبق طائفة أو ملة لم يمسسها سيف الجريمة والمجرمين .. وما زال الضعفاء والأبرياء ورغم كل ما يبذل من جهود جبارة لاستتباب الأمن واتخاذ الحوار والمصالحة .. وسيلة سهلة بيد الإرهاب والإرهابيين .
إنني اليوم أجد نفسي ثانية مخدوعة بكل الساسة والسياسيين العرب من أقصى يمينهم لأقصى يسارهم لأنهم أعمونا عن أن نرى جمال الحرية والديمقراطية وروعتها في أن تتاح الفرص أمام الكفاءات الخلاقة كي تجد سبيلها في الإرتقاء بنفسها أولا وبمجتمعها ثانيا .. نحن لانفتقد للحرية والديمقراطية الحقة فقط .. بل نفتقد لأبسط مقومات الديمقراطية .. فلغة المححاصة هي أول ما جاءت به ديمقراطيتنا .. فمتى ما الغيت المحاصصة ونُظر للإنسان كإنسان له الحق في الحياة والإختيار ..نكون قد قطعنا شوطا طويلا وعظيما نحو الديمقراطية .
لم أُدرك أن أوباما سيفوز لأنه ذو أصل أفريقي .. بل كنت أعتقد كالملايين من المغفلين .. أن أمريكا كاذبة وأن بوش لم يُنتخب الا بمساعدة اللوبي اليهودي .. وإن جنرالات الحرب لديهم السطوة لتغيير نتائج الإنتخابات وأن أميركا دولة قائمة على الظلم والسرقة وأن وأن ...
كنت أتحدث وأُبدي اعجابي بأوبرا السوداء والتي تجاوزت الخمسين ـ العمر الذي لا يسمح لنا به بالعمل في دول عربية كثيرة .. أوبرا التي تقدم أشهر برنامج في العالم .. تطرح آراءها في السياسة والجنس والأسرة والصحة والتعليم .. وتظهر معاناة الفرد الأمريكي رجلا وامراة وطفلا ومن كل الأجناس دون أن يطرف لها جفن خوفا أو ترددا .. وهنا تكمن قدرة الفرد على العطاء عندما لايكون شرطيا قد تغلغل الى تلافيف عقله وأصبح جزءا لا يتجزء من وجوده اليوم .. كيف يُبدع الإنسان وسيف الخوف السلطوي والديني والإجتماعي مسلط عليه يغزوه حتى في أحلامه .. نحن متهمون حتى تثبت براءتنا ..
متى يزول خوفنا ..
ما أن حدث التغيير في بلدي حتى أملت خيرا ومهدت نفسي للعودة ولكن سرعان ما انبثق الشر ينشر خطاياه دون رادع وضمير . .. وانتظرنا وننتظر ولكن هل يمكن لمن اعتاد على التحكم والأخذ دون العطاء وبغير حق أن يستسلم .
تأملنا في برلماننا ولكن وياكل الأسف لم يأتوا لجدارتهم في القيادة بل جاءوا على ضوء المحاصصة المقيتة . .. عسى أن تفرز الإنتخابات القادمة من هم أهل لتحمل مسؤولية كل الأطياف دون دين وطائفة ومذهب وقومية . وأن يُدحر الإرهاب بوحدة الجميع لصالح الجميع .
مبروك لأوباما وعسى أن لا يخضع للغة السلاح .. و أن يكون عهده عهد أمن واستقرار وسلام في كل بقاع الأرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأمريكي يهدد بإيقاف إمداد إسرائيل بالأسلحة إذا اجتاح


.. طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول




.. سيفا الأمير عبد القادر المسروقان يعرقلان المصالحة بين الجزائ


.. صحيفة إسرائيلية: تل أبيب تشعر بالإحباط الشديد إزاء وقف واشطن




.. مظاهرة مرتقبة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي بمدينة ما