الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية ... الحبيبة المُغيَّبة في العالم الثالث .

خليل الجنابي

2008 / 11 / 6
كتابات ساخرة


لقد جاء في النشرة الإخبارية للـ ( بي بي سي ) أن الرئيس الفرنسي ( ساركوزي ) بدمه ولحمه وقف عاجزاً أمام القضاء الفرنسي ليدافع عن نفسه ضد شركة فرنسية للنشر تبيع دُمية تُطلق عليها ( دمية ساركوزي ) مع كُتيب عن طقوس الفودو , حيث يُطلب من القراء غرس دبابيس في الدُمية لإحلال اللعنة علية , وفشل في حظر بيع هذه الدُمية والمنقوش عليها بعض من أشهر مقولاته مثل ( أُغرب عن وجهي أيها القذر ) وهي الكلمات التي وجهها الى رجُل رفض مصافحته أثناء معرض زراعي العام الماضي .
والفودو مذهب ديني متأصل في غرب أفريقيا ويُمارس في أجزاء من منطقة الكاريبي خاصة في هاييتي وأجزاء من جنوب الولايات المتحدة .
ووفقاً لمُعتقد سائد فإن أتباع الفودو يُمكن أن يغرسوا دبابيس في دُمى تُمثل أعداءهم على أمل أن تصيبهم اللعنة .
إن القاضي الذي تولى أمر هذه القضية قال : إنها مسألة حرية تعبير وهي لا تمس إذاء له ولكرامته , وهنا لا أريد أن أدخل في تفصيلات عن الحريات الديمقراطية ومفهومها العام والخاص لأنها أُشبعت بحثاً وتحليلاً من العشرات والمئات من الكتاب والباحثين والمختصين وسُجِلت وثُبتت في سجلات الأمم المتحدة وكذلك في دساتير الدول قاطبة , ومنذ ولادتها ونشأتها في أثينا القديمة في القرن الخامس قبل الميلاد حيث أُختصرت على المجتمع الذكوري فقط ومنع العبيد والنساء من المشاركة فيها , خطت وتخطت في مسيرتها الطويلة وشُذبت منها ما يبخس حق الفقراء والنساء من المساهمة في تبيان رأيهم في الأمور المطروحة وإنتقلت من الديمقراطية المُباشرة الى الديمقراطية غير المباشرة لصعوبة جمع آلاف من الناس في مكان واحد لإبداء رأيهم في قضية ما , لذا تم العمل بالتمثيل النيابي وإختيار من يُمثل آلاف من الناس ليتحدث نيابة عنهم . وفي العصر الحديث جرى تحديثها لكنها سارت في إتجاهين مختلفين .
الإتجاه الأول – حيث نَمَت وترعرعت وتطورت في أماكن خصبة من الدول الأُوربية .
الإتجاه الثاني – وقفت بلا حِراك وتحجرت في بلدان العالم الثالث ومنها البلدان العربية والإسلامية .
وإن كان من يدعي العكس ليدلني على أية دولة عربية أو إسلامية تستطيع شركة أو مؤسسة أو حتى الأفراد من الوقوف أمام الرؤساء أو المسؤولين ( الكِبار ) ويقول لأي منهم ( على عينك حاجب)
لذا فإن الحريات الديمقراطية بكل أنواعها السياسية والثقافية والدينية وغيرها تكون محمية بدساتير وقوانين هذه الدول , وفي الجانب الآخر نجدها لا تعدو عن كلمات مُنمقة ومُسطرة فوق الرفوف العالية , وكلما جرى الحديث عنها , قالوا إنها من ( البدع ) التي جاءتنا من الغرب .
* فأين نحن من ضمان الحقوق السياسية للأقليات والأفراد مثل حرية الرأي , حرية التعبير , حرية التحمع والتظاهر وحرية التنظيم الحزبي .
* أين نحن من ضمان الحقوق الدينية للأقليات والأفراد , كحرية الإعتقاد , وحرية العِبادة .
* أين نحن من ضمان الحقوق الجنائية للأقليات والأفراد ومنها السلامة من الإعتقال الإعتباطي وإفتراض البراءة وتحريم العقاب الجماعي والتساوي أمام القانون .
* أين نحن من ضمان الحقوق المدنية للأقليات والأفراد , ومنها حرية التنقل وحقوق المُلكية وتحريم التمييز العنصري أو الديني أو القبلي .
* أين نحن من ضمان الحقوق الإقتصادية للأقليات والأفراد , ومنها حق العمل وحقوق الإستثمار وحق إختيار المهنة وحق الحصول على الطبابة أو التعليم أو السكن اللائق .
إنها غيظ من فيض ... فأين نحن منها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حوار من المسافة صفر | المسرحية والأكاديمية عليّة الخاليدي |


.. قصيدة الشاعر العقيد مشعل الحارثي أمام ولي العهد السعودي في ح




.. لأي عملاق يحلم عبدالله رويشد بالغناء ؟


.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د




.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل