الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات فلسطينية

يوسف عودة
(Yousef Odeh)

2008 / 11 / 7
القضية الفلسطينية


لحظات حاسمة ومصيرية يمر بها الشعب الفلسطيني في هذه الأيام، وهو يتوجه صوب السماء داعياً رب العزة أن يرأف به، لما وصل إليه من أوضاع مأساوية في السنة الماضية والنصف تقريباً من حياته، لذا نراه يترقب وينظر بعين الرجاء صوب القاهرة وما يدور فيها من حوارات بين الأشقاء المتناحرين، وعلى الرغم من هذا الترقب الكثيف إلا أن البعض يخرج ويطل علينا من منطلق فرض سياسة الأمر الواقع، بان هنالك ملاحظات حول ما يتم التحاور عليه متناسياً بذلك مصير شعب بأكمله، شعب ذاق مرارة الاحتلال مراتٍ ومرات على مختلف مراحل عمره لينتهي به القدر أخيراً بتجرع هذه المرارة على أيدي أخوانه ابناء جلدته.

وهنا لا أخفي على أحد بأنني كالآخرين أنظر وبشغف إلى حوارات القاهرة، التي اعتبرها في قرارة نفسي بأنها الفرصة الهامة بل والأخير لكي يعود هذا الشعب إلى لحمته ووحدته في مواجهة عدوه الرئيس "الاحتلال" المستفيد الأول والأخير من هذه التفرقة وهذا الانقسام، علماً بان جميع الأطراف أو بالأصح جميع الفصائل الفلسطينية مدركة لهذا الشيء، إلا أن البعض منها يماطل في تنفيذ الحل والعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل حزيران 2006 بغية تحقيق مآرب شخصية، منها فصائلية ومنها فردية والتي أيضا تندرج تحت المصلحة الفصائلية.

لقد اطلعت وعن كثب على الورقة المصرية التي تم تقديمها للفصائل الفلسطينية، وتمعنت بها كثيراً علني أجد محور من محاورها يظلم أحد عن الأخر أو يفضل احد عن الأخر فلم أجد، وعندما قدمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مقترحاتها وتعديلاتها على الورقة المصرية، أكثر شيء شكل في نظري استفزازاً كبيراً بها، هو ما يتعلق بموضوع منظمة التحرير الفلسطينية، ولا ادري ما الداعي للاعتراض على تلك المنظمة التي لولاها لما وجدوا أصلا على الساحة السياسية الفلسطينية، يعترضون على من أتى بهم إلى هذه الساحة، أو بمعنى أخر يعترضون على وجودهم في هذا الحقل، فهم يناقضون أنفسهم بأنفسهم، وبكل صراحة لقد وصلت إلى طريق مسدود بالتفكير حول ما يريدون، هل يريدون السلطة؟ فقد كانت بأيديهم ولكن أساءوا استعمالها، هل يريدون حل السلطة؟ هل يريدون إنشاء إمارة في غزة؟ أم ماذا يريدون... لا أدري، ولا أحد ممكن يترقب الوضع يعرف ما المراد من كل هذه الاعتراضات والاشتراطات اللامبررة أصلاً، والتي تصب في مصلحة الاحتلال بالدرجة الأولى.

لذا ومن منطلق أن لا نفوت على أنفسنا هذه الفرصة الهامة، يجب على الجميع أن يدرك حجم المخاطر التي تحيط بنا نحن الفلسطينيون، وان نلتفت بقلب واحد نحو هدفنا الأساسي بتحرير الأرض وعاصمتها القدس الشريف، لا أن نلتفت إلى مطامع لا تغني ولا تسمن من جوع، لا أن نركز على تقاسم المناصب والكرسي التي جلبت الدمار والخراب لهذا الشعب، يجب أن يكون همنا وهدفنا واحد، جزء لا يتجزأ، يجب أن نتحلى جميعاً بكامل الإحساس بالمسؤولية، وان نعمل معاً وسوياً بمهنية عالية تتغلب على كل الخلافات والتشرذمات القائمة، يجب أن نكون واعين ومدركين لحجم المسؤولية الملقاة على عاتق كل واحد فينا سواء قادة أو أفراد عاديين من عامة الشعب، يجب أن يعمل كل واحد فينا على أننا جسمٌ واحد، هدفٌ واحد، رئاسة وحكومة ونواب وشعب، لا أن نركز على أطراف وتشعبات القضية وننسى المحور الذي بوجوده نكون وبضياعة ننسى، وفي ختام كلامي أقول ما يجب قوله، يجب علينا جميعاً أن نقف وقفةً واحدة وان نصلي بقلوب صافية طاهرة صلاة رجلٍ واحد خاشعين فيها إلى رب واحد، طامعين فيها برحمته وسعة مغفرته، طالبين فيها الوحدة... الوحدة... الوحدة...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت