الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كما توقعت ..العرب يقرؤون نصر اوباما بعين عوراء

علاء الهويجل

2008 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كما توقعت فالعرب اخطؤوا من جديد في قراءة الوضع السياسي العام في الولايات المتحدة الامريكية وبالاخص نصر اوباما بزعامة البيت الابيض ، هذه القراءة التي ستنعكس لاحقا بمردودات سلبية على واقع العرب السيء ليكون اسوء مما هو عليه الان واشد قتامة .
فقد تصور العرب ان الشعب الامريكي كان ناقما جدا على سياسية بوش والجمهوريين في منطقة الشرق الاوسط لذلك صوت لاوباما وللديمقراطيين انتصارا لمظلومية الشعوب العربية والاسلامية في العراق وايران وسوريا ولبنان وافغانستان والصومال وكل مناطق النزاع الدولي .
ولكن العرب يجهلون تماما ان الامريكيين صوتوا للديمقراطيين فقط لان الجمهوريين كانوا جزء من المشكلة الاقتصادية التي تسببت بخسارة مكتسباتهم المالية ومدخراتهم وتراجع الاقتصاد العالمي والامريكي من خلال ازمة الرهن العقاري التي شاء الحظ السيء لماكيين ان تتفجر خلال حملته الانتخابية واثناء ايام التصويت .
بل اني اعتقد ان الامريكيين كانوا متعاطفين جدا مع بوش وماكيين وكانت استطلاعات الراي متوازية ومتساوية بين المرشحين الجمهوري والديموقراطي قبل تفاقم الازمة الاقتصادية بل ان الامريكيين كانوا يرون في الجمهوريين اليد الضاربة التي قصمت ارهابيي القاعدة في العراق وسوريا وافغانستان وباكستان.
والدليل على ما اقول هو ان الامريكيين نفسهم كانوا صوتوا لصالح ولاية ثانية لبوش قبل اربع سنوات عندما كانت خسائرهم انذاك اكثر فداحة في العراق وكانت افغانستان لما تزل ساحة للفوضى وكانت ادارتهم اشد قسوة على الفلسطينيين والعرب .
اي ان حروب بوش لم تكن سببا بخسارة الجمهوريين معركة الرئاسة كما لم تكن سياسة واشنطن الخارجية بعمومها مدعاة لهزيمة الجمهوريين خصوصا وان الحملات الانتخابية اخذت في فتراتها الاخيرة بالتركيز على المسائل الداخلية فقط .
ولكن كما اسلفت فقد فهم العرب خطئا ، ان الشعب الامريكي لم ينم ليلته حزنا على تطلعات الشعوب الاسلامية المنساقة خلف زعامات دكتاتورية و نصرا للمقاوميين الدمويين هنا وهناك من الذين اتخموا الامة العربية بشعارات فارغة مدفوعة الثمن من طهران ، حتى هرعوا عند صبح يوم الثلاثاء لانتخاب اوباما الذي سينتصر للمسلمين والعرب.
والمشكلة الاكبر ان القراءة الخاطئة لم تكن حصرا للشعوب البسيطة المغلوبه على امرها البعيدة عن خفايا السياسة بل شملت حتى الزعماء العرب الذين ما انفكوا يعربون عن امانيهم السطحية الضحلة بان تتغير سياسة امريكا الحديدية ضد منابع العنف والارهاب في العالم وان تنساق لرغبات القصص العربية الحالمة .
وانا هنا اتحدث عن العرب فقط لان كل دول العالم تعرف اللعبة جيدا وتقرا الدرس بصورة صحيحة فمثلا ايران واصلت لغتها الحادة ضد امريكا حتى بعد انتخاب اوباما بساعات حيث حذرت في اجراء مدروس القوات الامريكية من الاقتراب الى الاجواء الايرانية ومحاولة انتهاك مجالها الجوي.
كما ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قال الاربعاء وبعد انتخاب اوباما ان روسيا ستنصب انظمة صواريخ اسكندر القصيرة المدى في منطقة كالينينغراد الغربية لمواجهة نظام الدرع الصاروخية التي تعتزم الولايات المتحدة نشره في دول اوروبا الشرقية.
وانا هنا لا ادعو لما ذهبت اليه كل من طهران وموسكو فهما مخطئان حتما في وقوفهما بوجه الادارة الامريكية والشرعية الدولية ولكني هنا اقول ان زعماء هذه الدول يعرفون تماما ان سياسة امريكا لن تتغير بتغير الرئيس
فالراسخون في السياسة يعلمون تماما ان امريكا لن تتغير كثيرا بل ان اولوياتها ستتغير والسياسيات الداخلية ستتغير فقط اما علاقة امريكا في العالم فهي علاقة مثالية في زمن بوش تمثلت بالقوة ضد اعداء امريكا والردع لهم في مقابل الدعم لحلفائها واصدقائها في عموم ارجاء المعمورة وهذا تماما ما يريده الشعب الامريكي .
ولعل العرب معذورون في قراءاتهم الخاطئة هذه لانهم ادمنوا الحلم والتمني بدلا من العمل والتنسيق الجاد فلا هم كانوا بحجم معاداتهم لامريكا ولا عرفوا كيف يلقوا من على اكتافهم عبء الشعارات الرنانة وتحالفوا بجد مع واشنطن وكسبوا الدعم الحقيقي الذي تنعم به اسرائيل حاليا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون