الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرفض وطني شعبي للاتفاقية الامنية الامريكية العراقية

عبد العالي الحراك

2008 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


لأنها اتفاقية خارج السيادة الوطنية والحكم الوطني الديمقراطي الضامن للاستقلال والهيبة الوطنية والاعتبار الدولي. فالشعب يرفضها رفض عميق, نابع من عمق الروح الوطنية العراقية مهما اساءت لها واضرت بها الموجة الطائفية الخانقة والانعزالية القومية المدمرة وضغوط الاعداء من كل جانب ومكان وتلاعبت بها المصالح الحزبية الضيقة التابعة لدول الجوار او للقوى الدولية العظمى المهيمنة. لا يمكن ان تجيرها الاحزاب الاسلامية لصالحها في انتخابات المحافظات او الانتخابات العامة القادمة او لصالح ايران,التي تعتبرامريكا عدوا دائميا لها وان تعاهدت معه وتصالحت و لانها تريد ان تستعمرالعراق بكل معنى الكلمة وتستعبد شعبه جملة وتفصيلا من خلال سطوةاحزابها الاسلامية التي نمت وترعرعت هناك وصرفت وما زالت تصرف عليها الاموال والهبات.. فكيف تتركها وشأنها وهي غير قادرة على ادارة امورها دون استشارة السفيرالايراني في بغداد او زيارة طهران.ان هذه الاحزاب السياسية الاسلامية تشكل خطورة بالغة على حاضر العراق ومستقبله مع وجود الامريكان على الارض العراقية او بعد انسحابهم.فبوجودهم شبع الشعب ذلا وقتلا وجوعا وخوفا ومآسي وهم لا يحسون بمعاناته ولا يشاركوته,لانهم يعيشون قصورهم العاجية التي لم يحلموا بها وقد يحقد بعضهم على هذا الشعب,لانهم يعتقدون بعقدتهم الدائمة بانه كان مع صدام وشارك معه في حربه ضد (ايران الاسلامية) ويستحق العذاب والاهانة,لهذا لا يأبهون لجوعه ولا لحره او برده او فقدان امنه,وعندما تخرج امريكا سيسلمونه الى ايران فيتحول العذاب من يد الامريكان الى يد ايران.وكلا اليدان ملوثتان وتسممان. فاين اليد الوطنية الشريفة التي تداوي جرح العراق وتمس خد الطفل الناعم وتبارك على رأس امرأة عراقية صابرة؟ ان رفض الاتفاقية هو رفض وطني نابع من الروح الوطنية المتجذرة والعارفة بخبرتها من تجربة الاستعمارنواياه.نحن الان تحت ابشع انواع الاستعمار ووطئته شديدة,لاننا فقط واخواننا الفلسطينيين نأن من هذا الاستعمار..انه شعب ابي يرفض الاستعمار ويرفض اتفاقياته,مهما تكالبت الشروروهو يعي حجمها ومصادرها,ولأن القبول بالاتفاقية وطئته شديدة ايضا. فلا تجعلوا الشعب يحتارايها الوطنيون المخلصون,فلا تشرقون به وتغربون..تهددون وتتوعدون كما يفعل الامريكان وايران. اصبروا وصابروا وصبروا على الشعب وقووا من عزيمته وكونوا قربه طول الليل والنهار.هناك من يقرأ الأتفاقية بعيون اشك في انها مفتوحة, بل متأكد بان تفكيره متوقف,يقرأها قراءة سطحية لا يعترف بان امريكا ستخونها مهما عدلت في عباراتها وهي تخفي الواضح فكيف بالمخبوء تحت معنى السطور.ان من يقول بان الصراع الجاري حول الاتفاقية يعكس الصراع الامريكي الايراني, فقد الغى وجود الشعب العراقي وتاريخه النضالي الطويل عبر احزاب وطنية معروفة وبعض هؤلاء ما زالوا ينتسبون الى احزاب وطنية في السلطة قد اهملت دورها الوطني القوي وارتضت لنفسها الركون الى الهدوء والراحة وبذلك لا يرى للشعب دورا او موقفا لأنه بعيدا عنه. لو ان الشعب العراقي قد امن شارعه وتخلص من شرور الميليشيات وتدخلات ايران وسطوة احزاب الاسلام السياسي السلبية وظهر حزب وطني ديمقراطي بقيادة وطنية جبهوية شجاعة وقام بدوره المطلوب,لعرف هؤلاء بان للشعب موقفه وكلمته,الا ان مقتدى الصدر وتشويهه للموقف الوطني وتعبيره عن مصالح مذهبية ضيقة وايرانية خبيثة اثر سلبيا وخلط الاوراق.ان الذي لا يميز موقفه عن موقف اتباع ايران او اتباع امريكا فهو بالنتيجة مع هذا الطرف او ذاك ويتحمل مسؤؤلية حلحلة وضعف الموقف الوطني مهما ادعى الحرص والوطنية ,لان الحرص والوطنية موقف وعمل وليس تشكيك وتردد واتهام واتخاذ حواشي وهوامش العمل السياسي الوطني.اما اطراف اليسار,فالفرصة مؤاتية الان لتوحيد صفوفها دون البقاء مهمشة لدورها بذاتها,متعذرة باعذارلا تقوى امام متطلبات المرحلة الوطنية الراهنة الخطيرة والمرحلة العالمية التي تعيش فيها الرأسمالية ازمتها والتي تتطلب تعميقها من خلال رص الصفوف والانتقال الى النضال بدل البكاء على الماضي واطلاله. من يتحدث في مقالاته النظرية عن الماركسية والحتمية التاريخية فانها لا تأتي من تلقاء نفسها او بالارتداد الى الخلف بل بطريقة تهيئة البناء غيرالمشوه ليحل محل السقوط والظهور كبديل محل الاختفاء والانهيار.لقد شوه (ليبراليو الاشتراكية الحاليون) الوجه الحقيقي للقوى الفاعلة عندما تبعوا سياسة الاتحاد السوفييتي سابقا في البناء ولحقوه في السقوط ايضا ولم يتجاوزوا الاخفاقات بانتصاروصمود وتصحيح الاخطاء بل باستمرارها وادارتها بشكل اخر اكثر استسلاما وميوعة وليبرالية. الان كما ان الرأسمالية في تهالك وازمة,الليبرالية الاشتراكية ايضا في تهالك وازمة وافتقدت حتى منطقها في النظرية ناهيك عن اسباب انجاز العمل والواجبات, بل انتهوا في العراق الى الدعوة الى تأييد الاتفاقية وافراغ موضوع رفضها الوطني من قيمته الحقيقية بحجج وذرائع مصدرها ضعفهم وتهالكهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف ضرب الانغلاق السياحة الجزائرية؟


.. فرنسا:أي استراتيجية لمواجهة أقصى اليمين؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. شبحُ الانهيار يُطاردُ السلطة الفلسطينية! | #التاسعة


.. روسيا والصين لفرض نظام عالمي جديد.. هل يكون الثمن حرباً عالم




.. هل سيتوقف الحوثيون عن ضرب السفن بعد انتهاء حرب غزة؟ فواز منص