الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواد الكتابة الجديدة في مصر

أحمد منتصر

2008 / 11 / 8
الادب والفن



مع ظهور علاء الأسواني بقوة منذ عدة سنوات أدرك كل الكتاب التقليديين انتصار نمط الكتابة الشعبية السريعة المعروف بالبوب أرت على الكتابة التقليدية الرتيبة خاصة بعد المبيعات الهائلة والتي وصلت في تجربة روايات مصرية للجيب على سبيل المثال إلى مائة ألف نسخة في التسعينيات. والبوب أرت هو نمط يعتمد على السرعة في رواية الأحداث والإثارة والتشويق في السرد بعكس الكتابة الرتيبة التي نجدها على سبيل المثال في روايات نجيب محفوظ حيث بطء الأحداث وعمقها وخلو العمل من التشويق والإثارة وتغليف العمل بفكرة فلسفية ما. ظهرت موجة البوب أرت عموما في الستينيات تقريبًا منتشرة في أوروبا وأمريكا مواكبة لاستشراء نزعة الاستهلاك المعاصرة حيث السرعة ضرورية لإتمام أي عمل حتى الأكل فظهرت ظاهرة التيك أواي والسندوتشات التي لا تغني ولا تسمن من جوع. وكان البوب أرت خليطا من الجد والهزل في محاولة لنزع العرش عن الرمزية الخرقاء والتي نلمسها حينما نقرأ نصًا غير مفهوم يدّعي كاتبه أنه يتحدث عن الميتافيزيقيا البُعدية مثلا بينما هو يتحدث في قصته عن بغيّ تتمنع عن كشف ساقيها حياء من مستأجرها!.
وفي هذه السطور نحاول التعريف بأشهر ثلاثة كتاب بوب أرت في مصر وهم في رأيي رواد هذا النمط الكتابي الحديث الذي ساد العالم كله فمن لم يقرأ سلسلة هاري بوتر الشهيرة؟.
نبدأ بأكثرهم شهرة ألا وهو الدكتور علاء الأسواني طبيب الأسنان وعضو حركة كفاية اليساري صاحب المقالات الملتهبة. أشهر أعماله روايتان هما عمارة يعقوبيان (والتي تحولت إلى فيلم مؤخرًا وهذا ينبهك إلى ما وصل إليه البوب أرت من مكانة) وشيكاجو والتي جاءت أقل إثارة من يعقوبيان ولكن ذات مضمون أعلى. تتسم كتابات الأسواني بجاذبية شديدة حتى إن أعماله قد ترجمت إلى الكثير من اللغات الأجنبية وحصل على جوائز عدة خارج مصر حتى إنا لنستغرب عدم حصوله على جائزة نوبل في الأدب هذا العام!.
أما أكثرهم إنتاجا فهو دكتور نبيل فاروق شغل لب الشباب المصري منذ الثمانينيات بسلسلتيه رجل المستحيل وملف المستقبل حيث المغامرات والأحداث المتعددة ذات الإيقاع السريع وإن كانت السلسلتان قد فشلتا فشلا ذريعا مؤخرا بسبب المط والتطويل وعدم التوقف في الوقت المناسب وهو النجاح الأسطوري في التسعينيات. إلا أن نبيل فاروق يُحسب له زرع بذرة الانتماء في شباب قد فقد الهوية أو كاد بسبب التغريب عن طريق أدهم صبري رجل المخابرات المصرية في سلسلة رجل المستحيل.
أما ثالثهم وأصغرهم فهو دكتور أحمد خالد توفيق رائد أدب الرعب بالشرق الأوسط حيث تفرد بالكتابة فيه حتى الآن بلا منافس. تخصص هذا الرجل في أدب الرعب عن طريق سلسلة ما وراء الطبيعة وبطلها رفعت إسماعيل الشيخ الهرم الذي تخطى السبعين من عمره مواجهًا الموت عشرات المرات على أيدي مصاصي الدماء والمذئوبين انتهاء بعابري النجوم والشياطين. يتميز توفيق بسخرية أسلوبه في مزيج من الرعب والفكاهة المحبب لا يقدر على خلقه غيره. وهو خارج كتاباته رجل متواضع يكره التحلق حوله وله أخيرا مقالات أسبوعية بجريدة الدستور تنم عن تفكير منظم دقيق أحسده عليه.
هؤلاء هم رواد الكتابة الجديدة في مصر. يبقى أن تعرف أن نبيل فاروق وخالد توفيق من طنطا فالأول ولد وأقام بها سنوات عدة والثاني مازال مقيمًا بها منذ ولادته بها ويعمل مدرسا بكلية طب طنطا.

بقلم: أحمد منتصر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس