الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاز اوباما..فهل فاز اليسار الامريكي؟؟

عبد العالي الحراك

2008 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يقال ان في امريكا يسارولكنه غير منظم بحزب سياسي. الحزب الديمقراطي ليس حزبا يساريا بالمعنى المعروف,لكنه ينهج بعض النهج الاصلاحي الانساني تجاه قطاعات الشعب الامريكي الفقيرة والمتوسطة الدخل,يختلف عن الحزب الجمهوري الذي يعبرعن مصالح البرجوازية الكبيرة الامريكية والعالمية ويتوق قادته الى شن الحروب لترويج تجارة السلاح. اما على نطاق السياسة الخارجية فهو كالجمهوري مع بعض التوجهات الاقل حدة وشدة في العلاقات الدولية.
لقد سقط بوش وسياسته قبل ان يسقط مكين وفاز باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الامريكية واصبح رئيسا للولايات المتحدة الامريكية,وقد رفع شعار(نعم يمكننا ذلك) بمعنى امكانية النصروامكانية التغييرنحو الافضل. فهل فازاليسارالامريكي؟ بمعنى هل فازت العدالة في امريكا؟ وهل فاز الفقراء؟ وهل ستقلل امريكا من حروبها في العالم وضغوطها على الدول الاخرى؟اوباما اوعد بالتغيير في امريكا,ولا بد ان يغيراو يساعد على التغيير في العالم.لقد اتهمه خصمه بانه سينهج نهجا (اشتراكيا) يخيف الناخب الامريكي..لانه اوعد بحل المشاكل الصحية وخلق فرص عمل للمسرحين منهم خلال حقبة حكم الرئيس الجمهوري بوش.هل سيحل اويساهم في حل ازمة الفقر والجوع في العالم؟هل سيمكن الديمقراطية من الظهوروالثبات والحكم الصحيح في العراق؟ هل سيحل المشكلة الفلسطينية وفق قوانين وقرارات الامم المتحدة على اقل تقدير؟هو يتعاطف كجميع الامريكيين مع اسرائيل بشكل مطلق و يعترف بنفس الوقت بمعاناة الشعب الفلسطيني.كيف سيحل القضية الفلسطينية؟ وما قدمه عرفات من تنازلات سياسية ويقدمها الان ابو مازن لا يمكن ان يقدمها فلسطيني, بينما القيادات الامريكية والاسرائيلية المختلفة تماطل في الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة.؟ فهل سيكون اوباما جادا وقادرا في دفع القضية نحوالحل؟ وهل سيقدرعلى مواجهة اللوبي اليهودي الاسرائيلي في امريكا؟
ازاء مشكلتنا التي خلقها الرئيس الامريكي الحالي بوش..كيف سيتعامل وسيتصرف اوباما ازائها..هل يترك العراق لقمة سائغة في فم ايران والاحزاب الطائفية..؟ ام سيساعد القوى الوطنية والديمقراطية ويؤهلها في طريق الديمقراطية الصحيح..اذا ما افترضنا انه جاد وسيتمكن من تحقيق اقواله ووعوده التي بدورها ستخدم امريكا ايضا في نهاية المطاف . عندما اراد لامريكا ان تتغير بمعنى ان تتغير في ديمقراطيتها وفي علاقاتها الدولية وخاصة مع ما يسمى سابقا بدول العالم الثالث. قبل هذا وذاك يتوجب على القوى الوطنية والديمقراطية العراقية ان تعرف نفسها وتحدد مصيرها وتستغل فرصتها في توحيد صفوفها واستغلال سنوات حكم اوباما القادمة في صالحها عبر تأسيس الديمقراطية ,وعي وثقافة ومؤسسات وطلب الدعم الامريكي ان صدق اوباما في اقواله ونواياه وكي يثبتوا لليبراليين المصفقين لبوش الحالي بان الوطنيين العراقيين الديمقراطيين,ممكن ان يتعاونوا مع اوباما عندما يحترمهم ويحترم شعبهم وبلادهم ولا يستغلهم مصفقين له فقط كما يصفق الليبراليون العراقيون لبوش وهو يقتل شعبهم وينشرالظلام في بلادهم ويؤهل قواه لتحكم ولتقوي ايران وانتهى بوش الى الفشل فهل سينتهي اوباما؟
اذا تمكن اوباما من تحقيق وعوده على المستوى الخارجي فهو يسارامريكا,وسيدعم القوى الوطنية والديمقراطية في العالم,وعندها يجب تغيير النظرة الى امريكا ورؤؤسائها وعدم استخدام الايديولوجية في تقييمها والوقوف ضدها.وعليه يجب مراقبة الاحداث ومسيرتها خلال الفترة القادمة عندما يستلم اوباما مقاليد الامور في امريكا وقبل التفاؤل والتصفيق له فأن الشعب العراقي يحتاج مقدمات عملية في السياسة والاقتصاد والامن وتأهيل الشعب والبلاد لان يحكم نفسه بنفسه حرا مستقلا. فاذا كان التغيير في امريكا والعالم قادما مع اوباما فاهلا به في العالم ,ولنعش ولنرى ما سيفعله اوباما. ليست السياسة اماني عاطفية ورؤى شخصية بل مصالح اقتصادية تحكمها ايديولوجيات ونظريات محددة وبما ان الازمة الاقتصادية العالمية وتاثيراتها السلبية الكبيرة على العالم والشعب الامريكي خاصة من خلال السياسة الغبية التي خطط لها وسارعليها بوش وادارته,فلابد من عقليات جديدة متفتحة تصنع سياسات اقتصادية جديدة للعالم. فاذا لم يتوفر(البديل الاشتراكي) لحل ازمة الرأسمالية العالمية,فلا بأس من القبول ب(ترقيعها) عبراجرءات اصلاحية وعد بها اوباما,قد تشملنا في العراق بنوع من الحرية والديمقراطية,ولا بأس ان نتمنى هكذا وننتظر ما سيفعله اوباما وتطلعاته.
اما بخصوص المطبلين من بعض ليبراليي العراق لسياسة بوش الفاشلة فلا ادري هل اصابهم الاحباط ام مازالوا يعاندون في تحليلاتهم الباهته واحلامهم الرمادية المتساقطة كأوراق الخريف لشجرة لا تثمر. سقط بوش وسقطوا معه ولا تفيدهم بعد تحليلاتهم وتبريراتهم وان غيروا السكة نحو اوباما فقد رفضهم الشعب واكتشفهم بانهم لا يقلوا خطورة عن اسلاميي السياسية التابعين لايران كما يتبعون هم لامريكا حتى وان ألمت شعبهم وحاصرت احلامه..من حق الانسان البسيط ان يساند عاطفيا القادم اوباما لانه مل وجزع من بوش وسياسته الفاشلة فهو يأمل ان تتغير السياسة في العراق لصالحه وانا اقول لاخي البسيط في العراق ابحث عن الوطني المخلص في العراق وحثه على ان يؤدي دوره وتعاون معه وانتخبه ولا تنتخب المتخلف الذي قادك وسيقودك الى مزيد من البؤس والتعاسة.
عبد العالي الحراك 5-11-2008










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟