الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون والعملية السياسية

نزار عبد الاخوة التميمي

2008 / 11 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ خمسة أعوام والبلد يعيش في فوضى وعشوائية وتخبط، فبعد سقوط النظام السابق تأملنا خيرا بتشكيل مجلس الحكم وقلنا ها هي النخبة أتت متحملة جميع الأعباء السابقة والتركة الثقيلة لتزيح غبار السنين الغابرة، وبعد مجلس الحكم والمفهوم الجديد للمحاصصة والطائفية وهذا العدد من المقاعد للشيعة واقل منه للسنة والبقية للأكراد والأقليات تشكلت الجمعية الوطنية وانتظرنا ان يأتي المثقفون ليأخذوا مكانهم الحقيقي ولكن دون جدوى لان القوى الدينية المسيطرة والمستفيدين من السلطة لم يتركوا المكان فارغا ليملؤه المثقفون وليبقوا متفرجين فقط على الوضع السياسي والخلافات بين الكتل السياسية ويقتصر موقفهم على نقد الحكومة بدون حلول أو حتى لو كانت هناك حلول فيكون طريقها مسدود لعدم وجود آذان صاغية مما جعلهم يستسلمون لهذا الصمت، ومن وجهة نظري المتواضعة أرى إن من حق المثقفين العراقيين أن يصمتوا عن النقد ووضع الحلول الجذرية لكي يتجنبوا حالات الاغتيال التي طالت الكثير منهم ووأدت الآراء الحرة والنزيهة وخلقت الاغتيالات جوا من الرعب والقلق والحذر لدى المثقفون السياسيين وبالنتيجة وصل وضع العراق إلى هذا الحد من العشوائية السياسية والخلافات التي أساسها المصلحة الذاتية وانعكست هذه الخلافات على الشارع العراقي وهاهي الاتفاقية الأمنية خير دليل على مستوى الخلاف في الحكومة وبين الكتل السياسية وسيوقعون على هذه الاتفاقية شاؤا أم أبوا هذه الاتفاقية التي لو كان قياديي العراق من المستوى الرفيع لكان توقيع الاتفاقية منجز خلال شهر واحد.
من هذه النتيجة استذكر دراسة لأحد المستشارين الألمان، تقول هذه الدراسة إن نسبة الأذكياء بالعراق تبلغ (35%) وهذه النسبة تعتبر جدا عالية أي إن أكثر من ثلث الشعب العراقي هم من الأذكياء أما في إسرائيل فتبلغ نسبة الأذكياء (25%) أي ربع الشعب فقط بينما لو أتينا إلى نسبة استغلال هذه النسبة كمراكز قيادية فنجد وحسب الدراسة المذكورة بان نسبة الأذكياء مناصب قيادية في العراق تبلغ (صفر%) أما النسبة في إسرائيل بشغل المناصب القيادية فتبلغ (100%) لذلك لانستغرب من قيادة إسرائيل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى قيادة العالم، من هذه الدراسة نستطيع أن نقيس أين العراق من العالم، إذن لابد للمثقفين وخلال الفترة القادمة أن يستغلوا الفراغ الموجود في الساحة السياسية لكي يضعوا أقدامهم في الطريق الذي ينتظرهم أن يأتوا إليه ويسيرون فيه وان لايسمحوا لبعض من حسب نفسه على السياسيين أو المثقفين بان يقول ( على المثقفين أن لايترفعوا على السياسيين )، وعلى مثل هؤلاء وبقية المستفيدين من مناصبهم أن يتعلموا ولو بشيء قليل من الانتخابات الأمريكية التي تعتبر درس غني بالعبر حينما نرى (جون مكين) بعد خسارته بالانتخابات يظهر أمام مؤيديه ويقول ( لقد اتصلت باوباما وهنأته على فوزه بالحكم وان اوباما كان يوم أمس منافسي واليوم هو رئيسي واني اعترف بالهزيمة وأتحمل المسؤولية كاملة على جميع الأخطاء التي ارتكبتها أثناء فترة حملتي الانتخابية )، هذا هو الدرس الذي يجب على سياسيينا أن يتعلموه من هذه الانتخابات فمن خلال هذه الكلمات البسيطة منع مكين وبصورة غير مباشرة أي عنف أو ضغينة كانت ستحصل أثناء فوز اوباما وتجنب ذكر سلبيات خصمه بل على العكس فقد هنأه ودعمه لبناء البلد وحمايته من أي خطر أن كان خارجي أو داخلي.
أقول لازالت الفرصة كبيرة لان يظهر المثقفون وان الشعب مهما طال به الحكم التسلطي والتعسفي فأنه يؤمن بالتطور والرأي الحر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة