الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتفاقية بين معسكر لا ومعسكر نعم

عبدالمنعم الاعسم

2008 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



ينبغي ان نحسد اولئك الذين رفضوا فكرة عقد اتفاقية امنية، من أي جنس، مع الولايات المتحدة، واتكأوا على وسادة الـ(لا) الثابتة، فاستراحوا واراحوا، ووفروا على انفسهم عناء البحث في ما وراء النصوص والصياغات ومتابعة التصريحات والتحولات والتكتيكات و"خذ وهات" واعتصموا بحبل الرفض، وتغنوا به، وبوطنيته، وركبوه جذلين الى اسواق السياسة والاعلام، واعطوا لانفسهم حقا واحدا هو التصيد في بركة التناقضات التي يتخبط بها اصحاب (نعم) الذين توزعوا شذر مذر، وقسّطوا مواقفهم بـ(نعم، ولكن) او (نعم ولماذا) او (نعم وكفى) فيما راح اصحاب (لا) يتسلون (او يتشفون) في تحذيرات الامريكان المتكررة من تسويف الوقت واضاعة الفرص، وقد يتمنون (وهم يتمنون فعلا) ان يفقد الرئيس بوش صبره واعصابه في الوقت الاضافي لحكمه فيقلب الطاولةعلى الجميع، ليلملموا مشمورات الانفجار(شيلمهه؟)من الدويلات والجثث والمغانم والاحذية.
بين اصحاب (لا) اسلاميون اصوليون يحشدون في جراب لائهم طائفة من الاحكام الشرعية والايات القرآنية عن ذم العهود مع المشركين الظالمين والتشكيك في نيات الاستكبار والمستكبرين، وبينهم علمانيون يستعيرون لاءهم من اللاءات القومية والثورية العتيقة بوجوب تحريم التفاوض او الاعتراف اوالاتفاق مع العدو، وبين اولئك وهؤلاء من يتحين الفرص (التي تأتي ولا تأتي) لينخرط في التفاوض مع الامريكان من الابواب الخلفية المواربة، ويلطع لاءاته واحدة بعد الاخرى، واعذارهم في هذا كثيرة ومملة ومضحكة، ليس اقلها بؤسا القول: التفاوض من موقع قوة.
وبين اصحاب(نعم) ثمة من يقبل الاتفاق بتردد اليشتهي واليستحي، وبتأويلات من صلح الحديبية الى اتفاق يالطا مرورا بفروض تجنيب الامة اخطار الفناء، وبينهم، ثابتون في قبول الاتفاق بوصفه خيارا يتكفل حماية الاستقرار والتغيير والتوازن الطائفي القلق وعذرهم ان هولاكو الاجنبي(حين دخل بغداد) حقق فضيلة ذهبية لم تتحدث عنها الكتب إلا بشكل عابر هو انه نزع فتيل الفتنة والصراع بين الطائفتين على السلطة في عاصمة الخلافة العباسية، وبينهم من يبحث عن مكان مناسب في القطار، او حصة من الحصص، او وجاهة في الترتيبات المقبلة، او من يبيع موقفه في مزاد الانتخابات وحساب الاصوات.. وفي هذا المعسكر غبار كثير، وخيوط متشابكة عديدة، وارادات هشة ومخاتلة، واكداس من الملفات والرسائل والتعديلات، والورق التالف.
على ان معسكر (لا) إذ يبدو منسجما ومرتاحا وبعيدا عن غبار المعركة في المعسكر الآخر، ويعرض نفسه كحارس للسيادة والوطنية والعقيدة والدين، فهو مقابل ذلك ضائع على الخارطة، مفقود من التداول، يركض كمن يركض في صحراء بلا هدى يقوده الى الخلاص غير اوهام حدوث فراغ امني وسياسي قد يشغله هو ويقبض على ناصيته، ولا دليل يستدل به الى ذلك سوى فرضية عودة التاريخ الى الوراء، او في افضل التكهنات، خروج الامريكان من العراق ليختلط الحابل بالنابل ويحل العقاب بالجميع على يد الجميع، هذا فضلا عن الحقيقة التفصيلة عن تناحر وتناقض تيارات اللائيين بين من يرهن لاءه الى مشروع سياسي مثل اقامة دولة طاليبان في العراق او احياء حكم البعث المنقرض.. او من يرهن لاءه في اسطبلٍ يُمَنّ عليه بالعلف من الخارج.
ــــــــــــــ
كلام مفيد:
"ولا بد من شكوى اذا لم يكن صبرُ".
شاعر قديم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمكة الجنائية الدولية : ما مصير مذكرات التوقيف ؟ • فرانس 24


.. ما خطط جنازة رئيسي ومن قد يتولى السلطة في إيران؟.. مراسل CNN




.. قتلى وجرحى بحادث سقوط حافلة في نهر النيل بمصر | #مراسلو_سكاي


.. قبل الحادث بأشهر.. ليلى عبد اللطيف تثير الجدل بسبب تنبؤ عن س




.. نتنياهو وكريم خان.. تصعيد وتهديد! | #التاسعة