الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تحتفظ حماس بالسلطة ...؟

جورج حزبون

2008 / 11 / 9
القضية الفلسطينية


نشأت حركة المقاومة الفلسطينية في فلسطين بقرار من حركة الإخوان المسلمين ، وكجزء من الإسلامية في العالم وهذا حسب ما جاء في ميثاقها، وجاء أيضا إن ارض فلسطين من هذه الحركة هي وقف إسلامي لا يحق التنازل أو التفاوض عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وان مهمة الحركة تحرير الأرض وإقامة دولة إسلاموية حتى يستكمل البناء الإسلامي لتقوم الدولة الشاملة الواحدة بالخلافة أو أي شكل أخر وتلك مهمة أوضحها سيد قطب في كتابه ( معالم في الطريق) وعليه فإنها ليست حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية بل في فلسطين! وهناك حركة إسلامية أخرى في بلدان أخرى تتقاتل كل منها حسب ظروفها حتى الوصول إلى القاسم المشترك بإقامة الدولة الإسلامية.
وبهذه الإبعاد رفضت حماس أوسلو وطابا والانتخابات التشريعية عام 1996 وفي سياق التطورات الحاصلة بالعالم وبالإقليم المحيط وداخليا وجدت الحركة بإبعادها المختلفة ومراكز القرار أن المرحلة تتطلب شكلا أخر من العمل يتوافق مع منهج التدرج الذي تأخذ به حركة الإخوان المسلمين منذ( حسن ألبنا) وتحركت لدخول البلديات ودخول التشريعي على طريق تسلم السلطة تحت عنوان ( الديمقراطية ) المجزوءة والمرفوضة في الشرع الإسلامي لان الإسلام يدعو إلى الشورى ناهيك عن أن الانتخابات جرت حسب اتفاق أوسلو لكن "الضرورات تبيح المحظورات" وهي ضرورات إنتاج مرحلة في سلم الحركات الإسلامية ومراكز قراراتها، إلا أن التطورات أيضا لم تجري كما توقعت الحركة فنفذ الصبر واستولت على السلطة بالقوة ولو في جزء سمحت به معطيات كثيرة من خروج الاحتلال وفوضى النظام وتفرق الأجهزة وتعدد الولاءات مما سهل عملية استلام السلطة.
وانسجاما مع ذات الخط أقامت في القطاع نظاما عسكريا ونهجا(شرعويا) وكّفرت الناس واعتدي على أملاكهم ودمرت المقاهي وصالونات التجميل والمكاتب العامة وقتل من يشهر دعواه الدينية أو فكره المخالف ومنعت الاجتماعات العامة إلا ما وافق الهوى وأبقى على ما يسمح بالاستمرار ألذرائعي لحين استكمال المهمة وبعدها تطبق المناهج الإسلامية ومنها رفض الانتخابات وشطب هامش الديمقراطية وحسب ما سماها السلطان عبد الحميد (المشروطية ) ذلك إن لم يحكم بما انزل الله أولئك هم الكافرون الفاسقون.
إذن لحركة حماس برنامج تتم متابعته وهي ليست في مهمة فلسطينية وان كانت تقاتل الاحتلال بل هي في مهمة إسلامية تناور وتحاور حتى تصل إلى الغاية المحكومة لها وبذلك فان القرار ليس موضوعيا بل إسلاميا....يحتكم إلى مجلس شورى عالمي، وان إقامة دولة أو كيان إسلامي علي الخاصرة المصرية يكتسب أهمية خاصة حيث الحركة إلام مع الاتساع الشعبي لهذه الحركة في مصر التي لم تحقق أي نجاح منذ إنشائها عام 1928.والتي يحذر منها النظام ويهتم .
وتستفيد الحركة من حالة الحصار الإسرائيلي صاحب الأهداف المتعددة ومن حركة التضامن المؤيدة مما يتيح هامش واسع في المناصرة وحل أزمات داخلية كان ممكنا أن تلحق ضررا بالمشروع الإسلامي الناشئ تحت عناوين دحر الاحتلال من القطاع (حسب التعبير لحزب الله اللبناني ) ومقاومة الفساد حيث سميت كتلتها الانتخابية ( الإصلاح والتغيير) دون أن تقوم بالسيطرة على فوضى السلاح والأمن والأمان للمواطنين الذين كان قدرهم أن يقعوا تحت مسؤوليتها.التي منعت الاجتماعات العامة ومقاهي الانترنت واغلقت صحف ومحطات اذاعة.....
ولقد أصبح ألان موقف هذه الحركة أكثر وضوحا أمام مشروع الحوار الذي يشكل أزمة لها حيث يهدف إلى إنهاء الانقسام والاحتكام إلى القانون والمواثيق الدولية والعربية والفلسطينية قيما وخلقا وتقليدا... وهو من يمنع تطور وتدرج الحركة ويؤثر على مستقبل المشروع الإسلامي ولذلك لن ينجح الحوار ولن يطبق إن صدر عنه بيان أو ميثاق وإنما ستحتفظ حماس بالسلطة ولو دمر المشروع الوطني الفلسطيني .
لذلك لن تتخلى حماس عن السلطة وقد فرضت امرا واقعا يبدو ان قيادة السلطة ( ولها اسبابها ) لم تستوعب الامر معللة النفس بالعودة الى ما سلف وهو وهم يلحق الضرر بالشعب والارض والقضية .ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟