الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما.. الخطر القادم الى الشرق

سعد الشديدي

2008 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


نتائج الأنتخابات الأمريكية الأخيرة التي هلل لها أنصار الرئيس المنتخب باراك أوباما في طول العالم وعرضه تحمل معها بشائر التغيير للأمريكيين والسائرين في ركابهم من شعوب المعمورة وعلامات أستفهامات تكبر مع كل لحظة لتصبح أكبر من مبنى أمباير ستيت بالنسبة لنا، نحن أبناء الشعوب الباحثة عنتغييرات جذرية وحقيقية وكانت على الدوام حقلاً لتجريب السياسات الأمريكية التي تقاد بالريموت كونترول من مكاتب البيت الأبيض في واشنطن دي سي.
أجمعت أكثرية من المحللين السياسيين على أن العاملين الحاسمين في مسار الأنتخابات الأمريكية كانا: الفشل الذريع الذي منيت به سياسة الرئيس جورج دبليو بوش الخارجية وشخصية الرئيس المنتخب باراك أوباما الكارزماتية والداعية الى التغيير في زمن يشهد بداية تدهور وأنحطاط الأمبراطورية الأمريكية.

وفي هذين العاملين بالذات تكمن مخاوفنا وعلامات الأستفهامات الشاخصة أمامنا. فأذا كان الفشل الكبير الذي منيت سياسات الأدارة التي تنتهي ولايتها قريباً قد دفع المنتخب الأمريكي الى التصويت لصالح تغيير هذه السياسات لأنها أثرت سلباً على حياته اليومية فأن هذا التغيير سيؤثر لامحالة على حياتنا وسيحدد آفاقها القادمة سلباً وأيجاباً.

ففيما يخصّ العامل الأول كان العراق وأفغانستان، والعراق أولاً بحجمه الجغرافي والتاريخي والسياسي والأقتصادي، هما البلدان اللذان وضعا نقطة نهاية السطر للمشروع الأمركي الأستعماري الجديد. وأنهيا بصورة غير مسبوقة ولامنتظرة السيناريوهات العديدة التي وضعها أساطين السياسة الأمريكية وتفذها جنرالات مؤسستهم العسكرية بعناء كبير شهده العالم في نشرات الأخبار وعلى صدر الصفحات الأولى من الصحف والمجلات. والسؤال هو ماذا سيكون شكل التغيير القادم في العراق وأفغانستان؟ ومايهمنا بالدرجة الأولى هنا هو بلدنا العراق.

أما العامل الآخر المتعلق بشخصية الرئيس المنتخب باراك حسين أوباما فهو بلاشك الأكثر خطورة وحساسية للعراقيين. فأوباما المتحدر من أصول أفريقية مسلمة من جهة والده، والذي تربّى في بيت زوج أمه الأندنوسي المسلم، وله أخ مسلم غير شقيق من أمه، رسم صورة زاهية عن أمريكا التي يريدها. ولم يعلن حتى هذه اللحظة عن مشروع سياسته الخارجية بالتفاصيل. وشيطان أمريكا يكمن دائماً في التفاصيل المعلنة، فكيف بتلك التي لم تُعلن بعد؟!
من الواضح أن باراك أوباما يريد أن يكون رئيساً للولايات المتحدة، التي أعلنت العداء للأسلام الفاشي، ويريد كذلك الأستمرار لمدة رئاسة ثانية تلي مدة رئاسته الأولى وقد قرر أن ينالها مهما كلّف الأمر. ولكن هناك مشكلة صغيرة، من ضمن التفاصيل، أنها خلفيته المسلمة.
فمن المعروف أن الرئيس الأمريكي لابدّ أن يكون أمريكياً صرفاً يحافظ على مصالح الولايات المتحدة وعلاقاتها ويأخذ بيد حلفائها التاريخيين، ولايمكن لأي رئيس أمريكي أن يفعل ذلك وهناك سيف مسلّط على رأسه، فخلفية أوباما المسلمة ستكون سيفاً مسلّطاً على رقبته دائماً. فالأسلام أصبح تهمةً في عالم السياسة الأمريكية والغربية عموماً. أنها تهمة يمكن لها في أيه لحظة أن تطيح به وبمشروعه للبقاء في كرسي الرئاسة في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.
فماالذي سيفعله أوباما؟ من المؤكد أنه سيسعى جاهداً لدفع هذه التهمة عن نفسه بأي ثمن. وأختياره لأول مسؤول في طاقمه الرئاسي يلقي الكثير من الوضوح على نوع الأجراءات التي سيقوم الرئيس الأمريكي القادم بأتخاذها. ذلك أن أختياره لرم إيمانويل الأمريكي الحامل للجنسية الأسرائيلية ليكون الأمين العام للبيت الأبيض إشارة ينبغي لذوي الألباب، وأولئك الذين ليس لهم ألباب بالمرة، أن يفهموا فحواها. سبق ذلك منذ أشهر إعلان أوباما بأنه سيعترف بالقدس عاصمة أبدية لدولة أسرائيل. وعلينا أن لانشعر بالعجب من الخطوات القادمة. وليس أمامنا سوى أن نقرأ عنوان المكتوب لنعرف مضمونه.
علينا أن نتوقع أن يتخذّ الرئيس القادم للولايات المتحدة جملة من الأجراءات التي ربما ستكون مؤذية جداً للعالم الأسلامي والعربي منه على وجه الخصوص وستشهد قمتها في الوضع العراقي. وسيعمل جاهداً للتنصل من تهمة أنتمائه الأسلامي التي قد تطيح برأسه ورأس أدارته.

أما فيما يخصّ العراق فأن أوباما نفسه يعترف بأنه غير متمكن في حقل السياسة الخارجية وهذا يعني أنه سيترك السياسة الخارجية لنائبه جوزيف بايدن وهو المعروف بمشروعه سئ الصيت لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات. لذلك فعلينا أن نتريث قليلاً قبل أن نطلق صيحات الفرح والأنتصار. فنصيب العراق من التغيرات التي وعد بها باراك أوباما قد يكون المزيد من الموت والدموع.
هل سيحصل العراق من أوباما على الأستقرار وبداية جادّة لأنسحاب امريكي من بلادنا أم آفاق سوداء لتقسيم بلدنا وزيادة وتيرة الأحتراب بين، ما يسمى أيضاً، "بأطياف الشعب العراقي"؟

وربما سنرى، نحن العراقيين، أنفسنا نترحم في زمن قريب قادم على أيام جورج دبليو بوش كما نترحم على أيام غيره بعد أن خابت آمالنا في تحقيق تغييرات جذرية تنقل بلادنا من العصر الحجري، الذي عدنا أليه نتيجةً لمغامرات طائشة وغبية من طغاة حكموا بلادنا بالدم والحديد وأخرى نفذها سادة البيت الأبيض كنا نحن ضحيتها.
هل علينا الأنتظار ورؤية ما ستؤول اليه الأمور. ذلك أن القادم قد يكون أعظم؟
أم سنأخذ الأمور بأيدينا لنخلق تغييرنا الخاص تماماً كما فعل الأمريكيون، فالأمريكيون بشر ونحن بشر وهم ليسوا أفضل منّا على أية حال؟؟؟

الموقع الخاص
http://alshadidi.blogspot.com









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت