الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باراك اوباما ومشاكل الشرق الاوسط

رفعت نافع الكناني

2008 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حدثت المفاجأة التي لم يتوقعها الكثير من السياسيين والباحثين الاستراتيجيين على مستوى العالم اجمع، حيث سيتربع السيد اوباما على عرش الولايات المتحدة الامريكية، وبفوز ساحق حققة الديمقراطيين على منافسيهم الجمهوريين. حيث كانت نتيجة الانتخابات الامريكية، ان كسب السيد اوباما (349 ) صوتا في المجمع الانتخابي مقابل (162) صوتا لصالح المرشح الجمهوري السيد ماكين . وبذلك تحقق حلم الديمقراطيين من سيطرتهم على مقاعد الكونغرس، واصبحوا في وضع يمكنهم من التحرك بحرية اكبر في الكثير من القضايا المهمة عندما ينعقد الكونغرس الجديد في كانون الثاني 2009
لقد كانت الانتخابات الامريكية بحد ذاتها لحظة تاريخية، بسبب ما ابداة الشعب الامريكي بكافة مكوناتة من ارادة قوية في ارساء اسس جديدة لبناء مجتمع المساواة ونبذ التمييز العنصري الذي كان سمة المجتمع الامريكي منذ تأسيسة، وبذلك يمكن القول ان الناخب الامريكي قد كسب الرهان الصعب في اختيار المرشح باراك اوباما، والذي يعتبر حدث فريد من نوعة في عالم السياسة الامريكية والعالمية، حيث كان الملونين السود لا يحق لهم الانتخاب والترشيح قبل عقود من الزمن .
ان هذا الفوز يحتم على زعماء الحزب الديمقراطي ان يثبتوا قدرتهم على تحقيق ثلاثة خيارات مهمة في سياسة الولايات المتحدة الداخلية وهي اولا- توفير الامن القومي للولايات المتحدة . وثانيا- ايجاد الحلول الواقعية والسريعة للأزمة الاقتصادية. وثالثا – المضي قدما في الحرب على الارهاب بكافة اشكالة .
اما، ما يخص السياسة الخارجية المتعلقة بالشرق الاوسط وما يملكة الديمقراطيين من وجهة نظر، حسب التصريحات التي ادلى بها المرشح باراك اوباما خلال حملتة الانتخابية وما تحملة اجندتة من ايجاد حلول ومقترحات تنتظر الحل والدراسة لبعض القضايا المهمة والتي يمكن ايجازها بما يلي :-

1- القضية العراقية :- يمكن ان نصف هذة القضية، على انها المعيار الحقيقي لاختبار قدرة الرئيس الجديد في رسم الاستراتيجيات والسياسات واتخاذ القرار في مسألة في غاية الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة والعالم اجمع . حيث ان السيد باراك اوباما اعلن بأن برنامجة يتضمن الانسحاب من العراق بحدود ( 16 ) شهرا بعد تولية السلطة في بداية عام 2009. ويؤكد انة لا حل لمشكلة العراق دون اتفاق الساسة العراقيين. اذن الرئيس الجديد يواجهة قرارات صعبة وحاسمة فيما يتعلق بالعراق ، فهل يترك العراق ساحة لاعمال الارهاب وتدخل دول الجوار ام المنطق يفرض علية ان يكمل المهمة التي بداها الرئيس بوش ، والعمل على تقوية المؤسسة الامنية ومدها بالاسلحة المتطورة لحماية البلاد داخليا وخارجيا. وتهيئة الارضية السليمة لثقافة تداول السلطة بطريقة سلمية، وعدم تدخل المؤسسة العسكرية في شؤون البرنامج السياسي للبلاد والمساعدة على تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية ودعم وحماية العملية الديمقراطية الوليدة. وتؤكد الاراء بأن السيد اوباما مع سيادة ووحدة العراق ولا يمكن التفكير في تقسيمة وبعثرتة، بل ان التركيز يتوجة نحو حماية العراق من كافة انواع التدخلات في شؤونة السياسية والاقتصادية .من جهة اخرى على القادة السياسيين ان يملكوا الشجاعة والجرأة لصياغة طرق عمل جديدة والتفكير بأفق اوسع يتلائم مع متطلبات المرحلة القادمة، والعمل علي وضع مصلحة البلاد فوق مصالح كتلهم السياسية، فالعراقي قد سأم الوعود والفشل الفاضح لراسمي خطط السياسة والاعمار ويحتاج للحرية والرفاة الاقتصادي والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وعدم مصادرة افكارة ومعتقداتة السياسية. والعراق يقف الآن عند مفترق طرق ، فأما ان يصبح دولة مستقرة وذات سيادة وينعم بخيراتة الوفيرة او يتحول الى دولة فاشلة ....ومأوى لامراء الحرب والارهاب .
2- قضية الصراع العربي الاسرائيلي :- تاكيد باراك اوباما على دعم اسرائيل وضمان تفوقها في المجال العسكري، ويعتقد حوالي 70-80% من الامريكيين بأن اسرائيل صديقة للولايات المتحدة اكثر من غيرها من دول المنطقة، وتتمتع بنظام ديمقراطي حر، اضافة لقوة اللوبي الصهيوني وتأثيرة الفعال في موقع القرار الامريكي، وخير مثال على ذلك ان الرئيس الجديد قد عين رام ايمانويل بوظيفة كبير موظفي البيت الابيض. وهناك سبب مهم لاختلال الموازين لفهم الحق العربي في فلسطين ويتحمل الجانب العربي هذة المحصلة بسبب ان القيادات العربية والفلسطينية لاتجيد اللعبة، ولا تحسب لموازين القوى وما يجري حولهم ، وتراهم يجيدون ثقافة الكلام عن الحضارة والامجاد السالفة والشحن العاطفي لغرض الاستهلاك المحلي والضحك على شعوبهم، بعيدا عن العمل الاستراتيجي. وبالرغم من الدعم والتأييد لاسرائيل فأن باراك اوباما صرح ، ان على الاسرائيليين ان يفككوا المستوطنات، ودعى الى اقامة دولة فلسطينية .
3- قضية التسلح النووي الايراني :- السياسة الامريكية بمختلف اتجاهاتها تتفق على مبدأ ثني ايران عن امتلاكها للسلاح النووي ، والمطالبة منها لوقف دعمها للارهاب والجماعات المسلحة والكف عن التدخل في شؤون العراق ولبنان. ويمكن القول ان سياسة الرئيس بوش كانت التلويح بخيار استخدام القوة العسكرية ضدها، وما فرض عليها من عقوبات اقتصادية خلال السنوات السابقة. في حين ان نظرة السيد باراك تؤكد على سياسة الحوار الهادئة والعمل على اقناع ايران بالدخول في مفاوضات سلمية للوصول الى صيغ مقبولة لمشكلة الخيار النووي الايراني. وما يمكن ان تحصل علية من دعم اقتصادي وتكنولوجي في حال التخلي عنة .
4- القضية الافغانية :- ان التدخل العسكري الامريكي في افغانستان واسقاطة لنظام طالبان المتخلف، وتشكيل حكومة برئاسة حامد كرزاي والعمل على ارساء نوع من الاستقرار السياسي في ذلك البلد، لم يكن لة التأثير الفعال لبناء دولة رصينة وقابلة للحياة ، وذلك بسبب التخلف الكبير الذي يعانية الشعب الافغاني، اضافة للفقر والجهل وما اصاب ذلك المجتمع من ويلات وحروب وحكم متخلف متحجر نتيجة لسياسة طالبان وفلول القاعدة الارهابية، اضافة لطبيعة المجتمع القبلي والعشائري الذي يسيطر على مقدرات ذلك الشعب . وما يتميز البلد من تضاريس وعرة وجبال تمنع السيطرة الكاملة علية وتساعد الارهابيين والمتخلفين في السير نحو العصيان والحروب ، وما اصاب البلد من تدخلات جيرانة ودول اخرى لها اجندات خاصة لمصالحها. واصبح من المؤكد ان الحل العسكري لا يكمن ان يؤدي الى نتيجة باهرة ، من دون عمل سياسي شاق وتعاون دولي لدعم ذلك البلد اقتصاديا وماديا وبشريا والسعي لتجفيف منابع الدعم المالي والاعلامي العلني من قبل افراد وحكومات. وما تجربة التدخل السوفييتي فهي خير شاهد على عقم التجربة ونتائجها السلبية .ومن خلال الرئاسة الجديدة يمكن ان تكمل الطريق السلمي والحوار الذي بدأ في افغانستان وحث الفرقاء على الجلوس حول طاولة الحوار لان الحروب قد انهكت هذا البلد .
5- القضية المهمة لشعوب المنطقة هي العمل على مساعدة الدول وحثها على السير نحو التحولات الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، والعمل على حماية حقوق الانسان واحترام حرية الفكر ، ودعم حقوق الاقليات واحترام صفة التنوع التي تتسم بها دول الشرق الاوسط. كذلك العمل على ارغام دول المنطقة على نشر روح التسامح ونبذ كل انواع التمييز الديني والعرقي والطائفي . والعمل على نشر الثقافة والفنون التي تحترم الانسان وتعميق ثقافة احترام القانون ، ودعم ثقافة التنوع والحداثة ...

من خلال هذا الاستعراض لأهم قضايا الشرق الاوسط، علينا القول بأن السياسة الامريكية ثابتة ولن يطرأ عليها تغير كبير بسبب تداول السلطة بين الجمهوريين والديمقراطيين من خلال عملية الانتخابات الحرة. لكن هناك رؤية مختلفة او ما نستطيع ان نطلق علية اسلوب عمل في مواحهة المشاكل والازمات التي تحدث في داخل امريكا او باقي دول العالم، للوصول الى الهدف المشترك ، ويستطيع الرئيس من خلالها اثبات مقدرتة وحنكتة السياسية التي يتصف بها. وان رسم السياسة الاستراتيجية الامريكية لا يرسمها الرئيس لوحدة ، بل ان هناك مؤسسات متخصصة ودور خبرة استشارية، تعمل وفق ادق المعلومات والحسابات ومراكز للتنبأ والاستطلاع ودراسة المستجدات على الساحة الدولية أولا بأول... ويبقى السؤال المهم في الساحة، هل يستطيع الرئيس المنتخب السيد باراك اوباما ان يحل بعض من المشاكل الكبيرة والمعقدة التي سوف يرثها من الرئيس جورج بوش مستعينا بالنجاح الباهر في الانتخابات وتأييد الشعب الامريكي وباقي شعوب العالم . وهل يستطيع تطبيق برنامجة الانتخابي الذي مهد لة خلال عامين كاملين من الدعاية الانتخابية التي اعتبرت اكبر واكلف حملة انتخابية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر