الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردوغانية: كذبة -تركيا العدالة- الكبرى

هوشنك بروكا

2008 / 11 / 10
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


منذ إعترافه قُبيل الإنتخابات التركية الأخيرة، ب"وجود" مشكلة إسمها "المشكلة الكردية" في تركيا، تحوّل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان 180 درجة، هارباً إلى نظرية "تركيا واحدة لتركي واحد أحد، بعلم واحد، وأرض واحدة موحدة"؛ النظرية الأتاتوركية المعروفة، والتي تمشي عليها تركيا منذ تأسيس الجمهورية الأولى فيها سنة 1923، على يد التركي "الأعلى" مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، والأب الروحي لأتراكها.

بعد انفلات حزبه من الحظر والمنع والغلق على يد "تركيا الجنرالية"، أصبح أردوغان المعوّل عليه وعلى "علمانيته الإسلامية"، أتاتوركياً أكثر من أتاتورك، وجنرالياً أكثر من رئيس الأركان التركي الجنرال ألكر باشبوغ.
ففي جولاته المكوكية التي قام بها رئيس حزب العدالة(العدالة على الطريقة الأتاتوركية)، إلى "تركيا الكردية"، كشف أردوغان القناع عن "أتاتوركيته" الحقيقية، التي لا يمكن ل"إسلام حزب العدالة" أو "إسلامات أخرى" لاحقة، محوها ب"السهولة المفترضة"، من الذهنية التركية التي تربت وتتلمذت عليها، منذ أكثر من حوالي 85 سنة مضت.
في محطته الأخيرة من جولته بين "أكراده المفترضين"، خطب أردوغان في جمهوره الكردي ب"جولَميرك" جنوب شرقي مقاطعة هكاري، قائلاً: "من لا يريد لتركيا أن تكون دولةً واحدة، تحت علم واحد، لشعب واحد، وأرض واحدة، فليخرج منها".
يعني هذا الكلام الأتاتوركي حتى العظم، أن على 18 مليون كردي، إضافةً إلى الأقليات الأخرى اللاتركية، كالأرمن واللاز والبلغار والعرب واليونانيين، ممن لا يريد لتركيا أن تكون لأتراكها فقط، بلسان تركي فقط، وأتاتورك واحد فقط، عليه الخروج منها بلا عودة..
المفهوم من تهديد أتاتورك حزب العدالة هذا، هو "من لا يريد هكذا تركيا لتركيّها الذي يساوي العالم، عليه أن ينقلع منها، فبابها يفوّت جمل، على حد قول المثل".

ومن هذا الباب التركي الذي "يفوّت جملاً كثيراً"، هدد أردوغان الأكراد الذين وصلوا عبر انتخابات تركية، إلى إدراة البلديات في بعضٍ من مدنهم(52 بلدية)، قائلاً: "يجب علينا فتح الإدارات المحلية وبلدياتها في المناطق الكردية".
أردوغان لم يستخدم مفردة "الفتح" خارج سياقها التاريخي المعروف بالطبع(أسلم تسلم)، فهو قصد بها، على مستوى "إسلامه التركي"، "فتح" الكردي المختلف، وإجباره على الدخول في "التركية"، إن شاء أم أبى.

وكي يثبت أردوغان للعالم بأن كلامه الخطير، عن نيته في مطاردة الأكراد في تركيا(هم)، هو ليس مجرد مزحة، أو "زلة لسان"، فإنه أثبت جنراليته، في تصريحاته الأخيرة بعيد الإحتجاجات الكردية الأخيرة في مدينة استانبول، والتي جوبهت بقمع البوليس التركي بمشاركة مدنيين أتراك مسلحين، بقوله: "للصبر حدود..الناس سيدافعون عن أنفسهم". وأردوغان يقصد ب"ناس"(ه) ههنا، أولئك المدنيين الأتراك الذين صوّبوا ببنادقهم مع بوليسه، إلى الأكراد المتظاهرين في استانبول قبل أيام.

في الضفة الأخرى من تركيا، أثارت تصريحات أردوغان العنصرية هذه بحق أكراد "تركيا الكردية"، ردود أفعال كردية كثيرة. النائب أحمد تورك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي، ردّ على أردوغان، مخاطباً أكراده في آمد/ دياربكر الكردية، بلهجةٍ كان فيها أكثر من تحدٍّ قائلاً: "تصريحات أردوغان التي وقف فيها إلى جانب مسلحين أتراك مدنيين، قاموا بقمع المظاهرة الكردية، هي بمثابة فتوى تبيح قتل الكردي على يد التركي"، وأضاف "أوليست تركياً وطناً مشتركاً لنا جميعاً؟؟ ثم مَن يطرد مَن من بلاد من؟"
أحمد تورك واضح في تصريحه المضاد هذا، الذي صاغه على شكل أسئلة كبيرة موجهة إلى أردوغان وفتاويه. ففي الوقت الذي يريد فيه أردوغان أن يطرد الأكراد من تركيا(ه)، يصّر تورك على أن الأكراد هم على أرضهم التاريخية، وفي وطنهم التاريخي، وليس هناك "مَن"(لا تركي ولا غير تركي)، يستطيع أن يطردهم من أرضٍ، هم فيها ومنها وإليها.

إذن قالها أردوغان، على العلن، نيابةً عن أتاتوركه الحي الحاضر القيوم فيه، وفي تركيا(ه) "المسلمة"، أبداً: "لا تركيا خارج أتراكها..كما ليس ل"مَن" خارج تركي داخل تركيا".
في تصريحاته الأتاتوركية هذه، "كذّب" أردوغان كل "البلابل الليبرالية" التي عوِّلت كثيراً على "الإسلام التركي" الممثّل بالأردوغانية وحزبها(العدالة والتنمية)، على أنه مفتاح الحل السحري لكل تركيا ومشاكلها، لا سيما مشكلة أكرادها المسلمين.

تُرى ماذا على الأكراد أن يفعلوا بإسلامهم، و"إسلام أردوغان" يطردهم من تركيا(ه)، التي بابها "يفوّت ألف جمل"؟
ماذا على الأكراد أن يفعلوا بتركيا(هم)/ و"تركيا أردوغان" "تفتحهم"، ب"سيف العدالة"، فتحاً مبيناً؟
ماذا على الأكراد أن يفعلوا بكردستانهم، و"تركيا التركية" تمزّقها إرباً إرباً وتعدمها على خارطةٍ من ورق، وستُطاردها حتى إن طارت إلى القمر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا