الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية

زيد ميشو

2008 / 11 / 11
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


أن يسأل المسيحي عن الأمان فهذا حق يجب أن يؤمنه من يرعى مصالح الدولة التي يعيش فيها ، لكن أن يطالب بتحقيق السلام ويرفع سؤاله هذا إلى جهات مسؤولة فهذا وهم ، وإن لم يكن وهماً فأقول عنه من المستحيلات وأكثر من ذلك فإن طلب السلام من بشر يعدُّ خللاً في الإيمان المسيحي . فالأمان شيء والسلام شيء آخر مختلف ، كالإختلاف بين الفرح والسعادة ، وبين الرفيق والصديق أو بين الإستلطاف والحب . فالفرح كالنشوة ساعة وقتها لها علاقة بالملموس والمرأي ، عناصر خارجية كان لها دور وقتي تعطي للإنسان شعوراً يختلف عن الروتين المعتاد ، قد يكون جلسة سمر أو سفرة أو لقاء ، وقد تكون أيضاً مشاهدة فيلم كوميدي أو تبادل النكات ، بينما السعادة هدف يُعمَل من أجله ولايتحقق إلا بالرضى الكامل للنفس . فمَن يبحث عن الجاه والسلطة والمادة والشهرة ويحققها جميعاً ونراه فرِحاً بإنجازه ، فهذا لايعني تحقيقاً للسعادة لكن ممكن أن يكون فرح أو لذة ، نشوة ، شهوة ، إشباع غريزة ، هذا إذا كانت واحدة منها بالأساس ، كل هذه الإنجازات قد تجلب الأمان لكنها لم ولن تجلب السلام . والفرق بين الرفيق أو الزميل أو الصاحب يختلف بالتأكيد عن الصديق الحقيقي ، فهؤلاء جميعاً فرض حال لمكان أو زمان معينين ، بينما الصديق هو إختيار عن تجربة وأختبار . والإستلطاف هو حالة طبيعية يحددها سلوك شخص ومدى إنسجامه مع الآخر ، أمَا الحب فهو فعل يفوق العواطف والشفقة وشعور الراحة مع إنسان يلتقى به، الحب فعل ينبع من عمق الإنسان والإستلطاف حالة إجتماعية كغيرها من الحالات.
المسيحيون يتبعون شخصاً لم يعطهم الأمان يوماً ولم يعِدُهم بذلك ، بل عكس ذلك تماماً ، فقد فقد أنبأهم بمستقبل غريب عن منطق القبول به ، كالإضطهاد مثلاً

" اِحذَروا النَّاس، فسَيُسلِمونَكم إِلى المَجالس، وَيجلِدونَكم في مَجامِعِهم ،
وتُساقونَ إِلى الحُكَّامِ والمُلوكِ مِن أَجلي، لِتَشهَدوا لَدَيهِم ولَدى الوَثَنِيِّين " . متى 10:17-18

دعوة مثل هذه تخلوا من الأمان لكن العمل بها يعطي سلاماً داخلياً حيث يكمل المسيح قوله

" فلا يُهِمَّكم حينَ يُسلِمونَكم كَيفَ تَتكلَّمون أَو ماذا تقولون، فسَيُلْقَى إِليكُم في تلكَ السَّاعِة ما تَتكلَّمونَ به فلَستُم أَنتُمُ المُتَكَلِّمين، بل رُوحُ أَبيكم يَتكَلَّمُ بِلِسانِكم " 10:19-20
لكن ماذا سيجني المؤمنون من هذ السلام ؟
" سَيُسلِمُ الأَخُ أَخاهُ إِلى الموت ، والأَبُ ابنَه، ويَثورُ الأَبناءُ على والِدِيهم ويُميتونَهم ، ويُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إِلى النِّهاية فذاكَ الَّذي يَخلُص. "
متى 10: 21-22

إذاً الخلاص هو الهدف وهو الغاية ، والخلاص هو الحياة الأبدية ، أي حالة الإنتقال من الحياة العادية التي نقول عنها موت إلى حياة أبدية منحها الله لمن يريد ، وهذا وبحسب قناعتي لايشترط إتباع دين أو طريق يختاره الإنسان بل هو منحة من الله لأشخاص عاشوا بسلام ، اي الحالة الطبيعية والتي من المفترض أن يكون عليها الإنسان . والسلام هو مفتاح الحب ومفتاح الوحدة ومفتاح كسر كل الحواجز ، هو علاقة بين الإنسان والمسيح وذاته ، كون السلام هو نعمة ووديعة يجب الحفاظ عليها ونقلها للعالم أجمع " السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم. فلا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم ولا تَفْزَعْ يو14:27 .
فمن ذاك الذي يستطيع أن يمنح السلام للمسيحين في العراق غير الوثوق بكلمة الرب كما هو وثق فينا ومنحنا كنز لايتآكل ولا يسلب ولا يضيع . سلام المسيح ملك المسيحين ، عطية ربانية ، أمانة ( أستودعكم ) .
وهذه الأمانة هي بنا ولنا ويجب أن تصل إلى الآخرين من خلالنا ، فنِعَم الله لنا تتحقق متى ما شاركْنا بها الآخرين ، فهل سنسأل السلام لمن لاسلام له ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ