الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يا سيادة الرئيس ، هذه دروس لاقدرة لنا على تحملها ...!
شاكر الناصري
2008 / 11 / 11مواضيع وابحاث سياسية
أن تكون منافقا فهذا شيء ليس بالجديد في عالم السياسة ولكن أن تكون رئيسا ومنافقا فتلك هي الكارثة ، خصوصا ، عندما تكون رئيس لدولة جل أهلها يعلم من أنت وماذا تريد وعلى أي أوتار تعزف وفي أي أوضاع تصدرت المشهد السياسي التحاصصي والطائفي لتكون الرجل الأول حتى لو كان ذلك شرفيا..! نفاق الرئيس المقصود، نفاق سياسة يصل حد الفجاجة والفضيحة لكنه لا يخشى الفضيحة فله منها تاريخ طويل، فالسياسة بنظره وكتحصيل حاصل لنضاله ولعمره المديد ، مصالح ، وان غاياته تبرر وسائله. كان هذا ديدنه منذ أن عرف كسياسي لايتردد عن الإيقاع بأقرب الناس من حوله ، برفاقه ، بقادة حزبه وبكل شيء مادام يصب في خانة المصالح الحزبية والقومية أو المطامح الشخصية.
ليس مهما أن تكون قوميا متطرفا أو متعصبا في مرحلة ما فالدنيا والسياسة والتاريخ مراحل لابد من حرقها ، في أحيان كثيرة ، حتى تصل هدفك المنشود. أنزع هذه الأردية في مرحلة ما من تاريخك فان ما يرتبط بها من مصالح قد شح وان الطريق يزداد وعورة وارتد ثوب اليسار والتقدم والاشتراكية أو مطية العصر الديمقراطية فهي طريق آخر قد يوصلك إلى بر النجاة ، ربما كان طويلا أو قصيرا لكنه أخيرا أوصلك إلى كرسي الرئاسة في بلد عمرك ما شعرت إزاءه بذرة من الإحساس أو بالانتماء فما بينك وبينه بون شاسع من الحقد أو الثأر الاغواتي .
كل يوم نسمع ونشاهد أو نقرأ تصريحاتك الطنانة التي نعلم أنها زائفة أو مخادعة ، لكن ثمة أناس أمتهنوا التطبيل لك وأحالوك إلى ،السيد الرئيس المنتخب ، أو ثمة أناس يخدعون بك في كل لحظة فأنت صاحب النكتة أو الذي لاتطيب النكتة إلا إذا كانت حوله أو هو بطلها الواقعي أو الافتراضي . مرة قلت وبحضور عدد كبير من الصحفيين إن سوريا هي مصدر الإرهاب في العراق وان عليها أن تغلق منافذ تسلل الإرهابيين إلى العراق، لم ينشف حبر الجرائد حتى كذبت أنت ومكتبك الرئاسي هذا التصريح وتحولت سوريا إلى شقيقة ومدافعة عن التطلعات التي تعتمل في صدور العراقيين .
ما أن حضر أمامك شيخ عشيرة أو رجل دين أو رئيس حزب حتى تحولت إلى نسخة منه أوانك تلهج بلسانه. حين كانت الدكتاتورية وحروبها القذرة تأكل الأخضر واليابس في العراق سارعت إلى عقد مفاوضات مع الحكم الدكتاتوري كان الهدف منها البحث عن دور أو منصب أو مكانة ما وسط الحركة القومية المنهارة آنذاك وان كان عبر أعادة انتاج وتصدير صورة مهندس الحكم الذاتي، لكن نتيجتها كانت أنك وباتفاق مع صدام حسين ، وحتى تكون المفاوضات مثمرة وبناءة وتسير في أتجاهها الصحيح ، قدمت لهم عربون الولاء إذ أقدمت مليشياتك على ذبح الشيوعيين في مجزرة دامية مريرة ولكنك اليوم تذكر الجميع بالتاريخ النضالي والدور الوطني لهذا الحزب ما إن تشعر أنك بحاجة إلى صوت هذا الحزب أو لتعزيز الادعاء برطانة الديمقراطية والتيار الديمقراطي . كنت وقادة حزبك القديم أول المهللين للانقلاب الفاشي الدموي في الثامن من شباط من عام ثلاثة وستون وتسع مئة وألف ، حيث تم ذبح عبد الكريم قاسم بيد مجرمي البعث ولكنك الآن تقول عنه كان زعيما وطنيا وانك تسعى لان تنال عائلته حقوق تقاعدية ، لا ، بل أنك تشارك من يحتفل بذكرى ثورة 14 تموز من عام 1958 . تلهج باسم العراق وبعراقيتك ولكن ما أن تلوح بوادر أزمة يكون أبطالها مليشياتك أو أبناء جلدتك الساعين إلى تقسيم العراق وابتلاع مساحات ومدن منه من اجل تكريدها أو ضمها إلى سلطة الإقليم السعيد حتى تنسى وتحرق كل ما قلت أو ما كتب صحبك حول الديمقراطية والانسجام والتوافق الوطني وتعود إلى أصلك زعيم حزب قومي متطرف . لم تمضي ساعات أو ربما يوم أو يومين على تصريحاتك بخصوص الأقليات التي جعلتم أبناءها يشعرون بالهلع والخوف بحكم صرعاتكم الطائفية والقومية وتهميشكم لكل من لاينتمي لاحزابكم او قومياتكم وطوائفكم ، وبأنك سترفض التوقيع على قانون مجالس المحافظات ولكنك من ومعك في مجلس الرئاسة العراقية وقعتم على القانون المذكور الذي سيعزز الشعور بالغبن لدى اعداد كبيرة من أهل العراق خصوصا وان ما يتعرضون له جاء نتيجة حكم المحاصصة وحكم التقسيم القومي والاثني والطائفي الذي تعملون على ترسيخه في العراق وجعل أهله يواجهون مخاطر التشتت الاجتماعي وصعوبة العيش في مجتمع واحد وآمن. القانون الذي سيجعل من ابناء الاقليات عرضة للقتل والتشريد وقد انطلقت مقدماتها قبل فترة ليست بالقصيرة وكان أبطال تلك العمليات الإرهابية من أبناء جلدتك المحسوبين على حزب غريمك اللدود ، وقعتم لا لشيء يهم العراق او يعزز من مشاركة مواطنيه في كل ما يحدث ولكن لان فيه تحقيق لمصالح ما تعنيك وتعني من هم على شاكلتك. ما نقوله ياسيادة الرئيس ليس حرقة قلب من أجل الاقليات الصغيرة في العراق ، بل حرقة قلب من أجل العراق وما يتعرض له ابناء هذه البلاد على ايديكم وبفعل ممارساتكم التي أحالتهم الى طوائف وقوميات تتناحر من اجل السلطة ولاشيء سواها، السلطة من أجل أخضاع الكل والتفرد بنعم ستزول ، حتما ، كما زالت نعم الطاغية او مهندس الحكم الذاتي..!
هل ستنكر توقيعك والقانون أصبح نافذا؟
أم انك ستدعو إلى مراعاة أوضاع الأقليات ونسب تمثيلها ؟
هل ثمة المزيد ياسيادة الرئيس من دروس النفاق والخداع ؟ أقصد دروس تتعلمها منك الأجيال الحاضرة التي أصبح مصيرها ومستقبل بلادها رهينة في لعبة مصالح سياسية أنت بطلها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق
.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م
.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا
.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان
.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر