الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشي غيفارا يحتفل في بيروت بألوان عربية

عماد الدين رائف

2008 / 11 / 11
مقابلات و حوارات


تزدحم القاعة الغربية لقصر الأونيسكو شيئًا فشيئًا بالمتقاطرين لإحياء ذكرى الأممي "العربي" الحادية والأربعين أرنستو تشي غيفارا. تغص القاعة بالحاضرين جلوسًا، ثم وقوفًا، ويمتلئ بهو القصر، ثم الباحة الخارجية بالذين تأخروا عن الموعد. كانت لجنة التضامن اللبنانية لتحرير المعتقلين الكوبيين الخمسة، التي يرأسها عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار، قد دعت إلى الاحتفال بالمناسبة ختامًا لحملتها السنوية للتضامن مع الخمسة المعتقلين في السجون الأميركية. لكن الحضور الكثيف عبّر عن "كل يقف اليوم ضد المشروع الأميركي للمنطقة من إسلاميين ويساريين وشيوعين"، كما تقول ريما التي تزين كتفيها بالكوفية الفلسطينية. شكل العشرينيون معظم حضور الحفل الذي افتتح بالنشيدين الوطنيين اللبنانيي والكوبي وقوفاً، "هذا هو الجيل الذي نعول عليه للتضامن بين الشعوب ووقف المخططات الأميركية الصهيونية لدولنا"، كما يعبر عزت.

الثائر المتكرر

احتل عرض الفيلم الوثائقي "عاش غيفارا" لمخرجته المصرية مهى شهبا مساحة زمنية كبيرة من الإحتفال، وتواصلاً مشهديًا صاخبًا بين جمهور شبابي حاشد، ولقطات ومشاهد من "انتصارات المقاومة العربية" على اسرائيل من جهة، وإطلالات "قادة كبار" كالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والسيد حسن نصرالله. استعملت المخرجة رمزية فرس غير مسرج لمحاكاة النزعة الثوروية عند الراحل الكبير، فيما يهتاج الجمهور بالتصفيق مع ظهور متكرر لغيفارا وعبد الناصر، ويظهر نصر الله محييًا جماهير عريضة أخرى. على أنغام "غيفارا مات" للشيخ إمام عيسى وكلمات أحمد فؤاد نجم وعزة بلبع بين الفينة والأخرى على الشاشة، تعيد المخرجة إحياء غيفارا بإطلالات حية بالأسود والأبيض فيظهر خطيباً على منبر، أو موقعًا على اتفاقيات، أو واقفًا إلى يسار عبد الناصر في زبارته التاريخية.. ثم يظهر في كوخ في غابات بوليفيا يوم مقتله.

يطرح الفيلم بقوة "من غيفارا، أهو ثائر، وهل الثائر بطل؟ أهو تحول إلى سلعة تزين قمصان الشباب، ولاعاتهم، علب سجائرهم؟ من هو بنظر شباب اليوم؟ ولمَ لمْ يضمحل بريقه ويختفي مع مرور السنوات". لكن القاعة الطويلة التي زينت جدرانها لوحات رسمها شباب اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني والرسام اللبناني الشاب حسن جوني وآخرون ظهر في غيفارا ورفاق له بألوان مائية وزيتيه وبالقصب، ظهر الرجل "عربيًا" أكثر من اللزوم. لتذكر الشاشة الكبيرة مستحضرة هوغو تشافيز الرئيس الفنزويلي بعبارته الشهيرة "أنا كذلك ناصري، وأنتمي إلى عبد الناصر"، لتضج القاعة من جديد. هو تفاعل غريب استمر لأربعين دقيقة في بيروت، "بيروت التي لم تنزع ثوب عروبتها، ولن تنزعه يوماً، على الرغم من كل المخططات الإسرائيلية التي ارتضاها جزء من اللبنانيين والعرب تنفيذاً لرغبة الأميركي في عالمنا العربي"، كما يقول عامر، وهو شاب فلسطيني.

بكل الألوان

"يجد المحتفلون اليوم رابطًا مميزًا بينهم على الرغم من تنوع أيدلوجياتهم وتوجهاتهم، فالوقوف في وجه المشروع الأمريكي الإسرائيلي في لبنان وفلسطين والعالم العربي يستحق أن تتحد كل الألوان تحت شعار المقاومة، وكما يقول السيد حسن ليس مهمًا اللون أصفر أم أخضر أم أحمر، فالمقاومة هي هي" على حد تعبير سلام، فتاة نشيطة لا تكاد تهدأ قليلاً حتى يشغلها أمر فتركض هنا وهناك. تظهر الكوفية الفلسطينة مجددًا في إحدى الرسومات وهي تحيط برقبة غيفارا نفسه، وكذلك رسم كبير يلون غيفارا بألوان العلم الفلسطيني، بألوان عربية. أو "هي مناسبة أخرى لتلتقي كافة الفئات الشبابية التي تعرفت إلى الرجل كثائر أممي ولتضفي عليه ألوانًا أخرى، فكل الشعوب أحبت غيفارا وعشقت طريقته الثورية، حتى أنك تجد كثيرين من الأميركيين اليوم في التحضير للفترة الأخيرة من انتخاباتهم الرئيسة يحملون صورة غيفارا، وذلك هو رمز التغيير بالنسبة إليهم"، كما يقول سعيد.

يختلط أصفر حزب الله بالأحمر الشيوعي بالكوفية الفلسطينية بقوى ومناصري منظمات مختلفة لم تحمل شعارها إلى الاحتفال، يظهر بين الحضور أسرى محررون، نواب سابقون، رجال دين، صحافيون، ناشطون اجتماعيون، نساء محجبات جداً وأخريات بالحد الأدنى من الثياب، شباب ملتح دينياً وآخر ملتح يسارياً ليشكلوا بمجموعهم طيف "تشي" الأحمر الذي تحتفل به بيروت في ذكرى رحيله الحادية الأربعين.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وقعت جرائم تطهير عرقي في السودان؟ | المسائية


.. اكلات صحية ولذيذة باللحمة مع الشيف عمر ????




.. عواصف وفيضانات في العالم العربي.. ظواهر عرضية؟


.. السنغال: 11 مصابا في حادث خروج طائرة من طراز بوينغ عن المدرج




.. الجامعات الإسبانية تعرب عن استعدادها لتعليق تعاونها مع إسرائ