الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الغربة والوطن

نسب اديب حسين

2008 / 11 / 11
الادب والفن


افتح راحتيك.. لألقي فيهما وزري
مدّ ذراعيك واحضني
امسح الضياع عن جبيني
ودعني أقبل ترابك
يا وطني..
في المدن الكبرى لا تبحث عن خارطة بل تنتظر نقطة الوصول..
في المدن الكبرى حيث تُمسي غريبًا تنطلق دون كلمات تنادي بها ذاكرتك الاماكن اذ أنك لا تملك لغة حوار معها، قد تنظر الى المدينة على انها فتاة جميلة لكن لا يمكن أن تكون حبيبتك..
في المدن الكبرى لا توجد قصة وظل تمضي مفرغًا من الاحمال لست بحاجة إلا أن تحمل قلمًا لكي تسطر خطوة للحاضر في دفتر الذكرى.
هنا لا تعيش الا للّحظة، فالماضي بعيد والمستقبل شبه غريب وليس الا الحاضر يمضي الى جانبك ويجاريك.
هنا تكون موجودًا ولا أحد يراك تكون مَلك نفسك وحاكم أفعالها دون إملاءات أو واجبات أو مجتمع يقيد خطواتك، لذا في الغربة تظهر حقيقة دخيلتك عارية كما هي .
ربما على كل وطن أن يلقي بإبنه خارجه لمدة معينة ليعرف حقيقته ويخفف من لهيب جراحه. إن العلاقة بين الانسان المحب لوطنه ووطنه هي كعلاقة المحب بالعشق، فرغم أن العشق يلوع قلبه ويدميه الا أنه لا يستطيع أن يتركه ويذهب، وهكذا عاشق الوطن مهما أنزف الوطن من جراح وبعث من دمع يبقى الى الأبد ذلك الصدر الحنون والحضن الدافئ.
إن الوطن طريق لا متناهي من الكلمات والذكرى وهو مع نظرتك الى المستقبل وأنت في حضنه يبدو أقل وضوحًا من نظرتك الى المستقبل وأنت في الغربة.
في الغربة اذا ما خرجت تسامر الطريق الغريب تبسم اذ ما صادفت زهرة تشبه تلك التي تركتها عند نافذتك تناجي الصباح، تفرح اذ تظن أنك قد قابلت صديقًا لكن سرعان ما تكتشف غربتها عنك اذ لم ترقب عيناك براعم الزهر وهي تحاكي الحياة.
إن الوطن هو ذلك اللحن الأبدي الذي يموج في صدرك ويداوي جراح نفسك مع كل صفعة من صفعات الغربة..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو