الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما... القلب الأبيض في الجسم الأسود

سلوى غازي سعد الدين

2008 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ها هو الرئس الامريكي الرابع والاربعين الذي يصل الى السلطة بصورة ديمقراطية وانتخابات حقيقية و من دون توافقات و محاصصات طائفية أو عرقية، بينما دولنا الشرقية و أحزاب هذه الدول يتحكم بها فرد قد يزيد حكمه عن أربعة و أربعين عاما، وليكن في العلم أن الولايات المتحدة الأمريكية فيها أكبر عدد من الأعراق و الألوان و الطوائف و من أصول أوربية آسوية و أفريقية هي التي انحدر منها أوباما و نذكر ها هنا و بهذه المناسبة أن الدول التي انتقدت سياسة الولايات المتحدة ولخصوا سياسة أمريكا بالرئيس و بشخصية جورج دبليو بوش، لكي يخيل للمواطن الشرقي المعصوب الأعين أن رئيس أمريكا هو شبيه و قرين لرؤساء الدول العربية في اتخاذ القرارات من دون تدخل أو دراسة أو استراتيجية و كانوا ينظرون إلى أمريكا و كأنها "مزرعة" بوش.
و يتصور الكثير من الناس أن الرئيس الأمريكي هو الآمر الناهي و القاتل والغاصب لحقوق الشعب، و يبدو لهم أن الرئيس في امريكا مقدس كما هو الحال في الدول العربية والإسلامية الملكية مثل المملكة العربية السعودية لأن شعوب المنطقة مهمشة وبالأغلبية من قبل حكامها الفاسدين الذين يفضلون التخلف والإرهاب على الديمقراطية التي سيجني منها المواطن الطمأنينة و الرفاه و الحرية و المساوات.
بعد فوز هذا الرجل الذي لا يتحيز إلى أي جهة دينية أو قومية عنصرية، فهو مؤمن بقوة القانون الأمريكي و مؤمن بحرية الإنسان و سيقف بشدة ضد الدول الإرهابية أو من يدعم الإرهاب. و الآن ترتعد فرائص رؤساء الحكومات ورؤساء الأحزاب القومية الطائفية من ديمقراطية أمريكا لأن كراسي حكام الدكتاتورية لا تهتز إلا بشدة الديمقراطية.
إن الأحزاب التي لا تود التعامل بجدية مع الولايات المتحدة في نشر الديمقراطية و حقوق الإنسان، مصيرها الفشل و سيسقط المزيد من الأصنام في عهد أوباما مستقبلا أو هذا ما أتوقعه، وهناك أمثلة كالسودان، سوريا، مصر، الجزائر، السعودية و ليبيا، و القائمة طويلة و في نفس الوقت نجد حكومات هذه الدول مستعدة أن تتعلون مع دول دكتاتورية مثل الصين و روسيا و فنزويلا و ترفض التعاون مع الولايات المتحدة لان الأخيرة تطالب هذه الحكومات بتحسين سجلات حقوق الإنسان و تطالب بحرية الإنسان وترفض التمييز بين إنسان و آخر على أساس طائفي و قومي.
و انتخاب الرجل الأسود للبيت الابيض أزعج الرؤساء المستبدين الملتصقين بكراسي الحكم والذين لاهم لهم سوى البقاء في السلطة و أن يستمر الشعب في الهتاف "رئيسنا يليق بنا.. الله يخلي الرئيس الله يطول عمره.."!! و لم تقف مساعي هؤلاء الحكام في الدول الإسلامية و العربية الإسلامية إلى هذا الحد بل كانوا يتمنون أن تكون أمريكا دولة دكتاتورية لكي يتعاونوا معها بجد و ليستولوا بشكل كامل على حياة الناس و لكي يستطيعوا أن يتدخلوا بكل صغيرة وكبيرة تصدر من المواطن و إعدام و سجن المواطن بادنى هفوة أو غلطة تجاه الرئيس القائد أو الحزب المناضل و ما نملك من حرية أو أدنى درجة من درجات حقوق الانسان ليس الا بفضل دولة كبرى وهي الولايات المتحدة والتي لو سحبت يدها من المنطقة ستقوم الحكومات الشرقية بمجازر و ستقيم للمواطنين مقابر جماعية و أفران لحرق الجثث ولن تكفيهم هلوكست "محرقة" واحدة بل ستكون هناك هلوكوستات هلوكوست لليهود وهلوكوست للمسيحين و اليزيدين و الصابئة وهلوكوست خاص بالشيعة وهلوكست للسنة المعتدلين
و هذه المناورات التي تقوم بها الأحزاب و رؤساء الدول العربية ما هو إلا نوع جديد من النفاق السياسي لكي يستغلوا سذاجة المواطن المسكين وطيبة الحكومة الديمقراطية في أمريكا سواء كان أوباما رئيسا أو جاكي شان أو بوش أو هيلاري و لا يهم من سيكون الرئيس لكن المهم أن أمريكا هي دولة القانون المؤسسات و لا يستطيع الرئيس أن يتخذ القرارات الصعبة و الاستراتيجية إرتجاليا من غير موافقة و تدخل الكونكريس ومجلس الشيوخ
و أذكر المواطن الشرقي في الدول الإسلامية و القومية فأقول:
صحيح أن أوباما أسود اللون لكن قلبه أبيض، ليس مثل الحكام في الشرق الأوسط أصحاب القلوب السوداء التي تحمل الكراهية لشعوبها و تحمل العداء والكراهية لامريكا واسرائيل و سائر الديمقراطيات.
Email: [email protected]











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن